آخر الأخبار

تحذير أممي من تدهور إضافي وحاد للوضع في جنوب السودان

شارك

حذر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، من تدهور إضافي وحاد للوضع في جنوب السودان “مما يهدد بتقويض مكاسب السلام التي تحققت حتى الآن… حيث تحولت المواجهات الآن إلى مواجهات عسكرية مباشرة، مما أدى إلى تصاعد التوتر في جميع أنحاء البلاد”. وأضاف إن جهود الأمم المتحدة “تنصب الآن على منع العودة إلى صراع واسع النطاق، وإعادة تركيز الاهتمام على تنفيذ اتفاق السلام”. وجاء ذلك خلال اجتماع دوري لمجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الوضع في جنوب السودان.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن المواجهات الاخيرة بدأت “بداية شهر مارس/آذار في ولاية أعالي النيل حيث سيطر الجيش الأبيض على حامية ناصر التابعة لقوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان”. وأضاف “وقد تسببت الغارات الجوية التي تبعتها، وزعم استخدام عبوات تحتوي على وقود حارق، في خسائر بشرية كبيرة وإصابات بالغة كذلك بين النساء والأطفال”. وتحدث عن تقديرات للعاملين في المجال الإنساني مفادها أن أكثر من 80 ألف شخص نزحوا عن ديارهم.

ويشار في هذا السياق إلى أنه تم توقيع اتفاق سلام عام 2018 بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والجماعات الموالية لنائبه السابق رياك مشار بعد حرب اندلعت عام 2013 ودامت لسنوات.

وقال المسؤول الأممي كذلك “أقيل كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في الحركة الشعبية لتحرير السودان (المعارضة) من مناصبهم الرسمية، أو اعتُقلوا، أو اختفوا. ويعكس اعتقال النائب الأول للرئيس، رياك مشار، تراجعًا جديدًا في الثقة بين الطرفين الرئيسيين”. وأضاف “تؤجج المعلومات المضللة وخطاب الكراهية التوترات السياسية والعرقية، لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي. تُذكّر هذه الظروف، على نحوٍ قاتم، بنزاعات عامي 2013 و2016، التي أودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص”.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن مواجهة جنوب السودان واحدة “من أسوأ التوقعات الإنسانية منذ الاستقلال، مدفوعةً بتصاعد العنف وتداعيات الصراع في السودان، وتفاقم الانهيار الاقتصادي، والظروف الجوية القاسية، والانخفاض الحاد في المساعدات الدولية”. وأشار كذلك إلى أن التقلبات الإقليمية تغذي “حالة عدم الاستقرار في جنوب السودان، حيث يحتاج حوالي 9.3 مليون شخص – أي ثلاثة أرباع السكان – إلى المساعدة، ويعاني 7.7 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد”. وتحدث عن استمرار “تفشي وباء الكوليرا في ظل نظام صحي مُعطّل، حيث سُجّلت 47200 حالة إصابة و877 حالة وفاة حتى الآن”.

وتوقف كذلك عند المجهودات التي يبذلها العاملون في المجال الإنساني في محاولة لاستغلال الموارد الشحيحة المتوفرة “لدعم 1.1 مليون عائد ولاجئ فروا من الحرب في السودان. لكن حفض التمويل يفكّك الخدمات المُنقذة للحياة”. وختم المسؤول الأممي بالتأكيد على أنه لا توجد “حلول سريعة لهذه الأزمة، وأن هناك حاجة إلى مواءمة استراتيجية بين جهود بناء السلام والعمل الإنساني والتنمية – لا سيما فيما يتعلق بالأمن الغذائي، والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، والخدمات الأساسية، والحوكمة”.

إلى ذلك، لفتت مديرة عمليات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إديم ووسورنو، إلى تحذير صادر عن برنامج الغذاء العالمي مفاده أن “الأسر المحتاجة في شمال شرق جنوب السودان وصلت إلى نقطة تحول حرجة، مع اقتراب الجوع من مستويات قياسية. ومع بدء موسم الجفاف الذي يسبق موسم الحصاد، يعاني ما يقرب من 7.7 مليون شخص من الجوع الحاد – بزيادة عن 7.1 مليون شخص في الفترة نفسها من عام 2024”. وأضافت “إلى جانب العنف الحالي، لا تزال اضطرابات السوق وارتفاع التضخم وانخفاض القدرة الشرائية تحد من قدرة الأسر على الحصول على الغذاء. وتشير تقييماتنا إلى أن 650 ألف طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية الحاد الوخيم هذا العام”.

وحذرت المسؤولة الأممية كذلك من تداعيات الصراع في السودان، الذي دخل عامه الثالث، على الوضع في جنوب السودان. وأشارت إلى عبور أكثر من 1.1 مليون عائد ولاجئ الحدود مما أدى إلى فرض ضغوطات شديدة على الخدمات المحلية بما فيها الغذاء والبنية التحتية الهشة أصلا وخاصة في المناطق الحدودية. وعبرت كذلك عن قلقها الشديد من تبعات ذلك على النساء والفتيات وخاصة اللاجئات في ظل مواجهتهن لمخاطر متزايدة من العنف الجنسي كما مخاطر تتعلق بالصحة الإنجابية وغياب الخدمات للازمة. وأشارت إلى ضرورة توفير التمويل الفوري والمرن. وقالت “إن خطة الاستجابة التي وضعتها الأمم المتحدة لهذا العام قرابة تحتاج إلى 1.7 مليار دولار أميركي بغية دعم حوالي 5.4 مليون شخص”.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا