تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الانتقالي بتقديم الدعم لإعادة إعمار السودان بعد أن تضع الحرب أوزارها، فيما يبدو أن أردوغان يسعى إلى نيل المكافأة على مساندة قوات البرهان وتزويدها بالسلاح، وفق ما أكدته تقارير، ما رجح كفة الصراع لصالحها خلال الآونة الأخيرة ومكنها من تحقيق مكاسب ميدانية.
وبحث أردوغان مع البرهان العلاقات بين البلدين وقضايا إقليمية ودولية وذلك خلال لقائهما اليوم السبت داخل الفندق الذي يقيم فيه الرئيس التركي على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، وفق الأناضول.
وأشارت الرئاسة التركية في بيان إلى أن “أردوغان أعرب عن سعادته بتطور التعاون بين تركيا والسودان يوما بعد يوم”، مضيفا أن “أنقرة ستقدم الدعم لإعادة الإعمار وتطبيع الأوضاع في السودان بعد انتهاء النزاعات فيه”.
وحضر اللقاء من الجانب التركي وزراء الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون ورئيس الصناعات الدفاعية خلوق غورغون وكبير مستشاري أردوغان للسياسات الخارجية والأمن عاكف تشاغاطاي قيليتش، وفق المصدر نفسه.
ولعبت طائرات “بيرقدار” التركية التي زودت بها أنقرة الجيش السوداني دورا بارزا في مسار الحرب، فيما أشارت تقارير إلى أن قوات البرهان تمكنت بفضل هذه المسيرات من إلحاق خسائر بقوات الدعم السريع، ما مهد لها الطريق لكسب معركة استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من الخرطوم.
ولم تقتصر تركيا على تقديم الدعم العسكري المباشر للبرهان بل قامت أيضا بإيواء قيادات الحركات الإسلامية السودانية، التي تمارس نفوذا كبيرا على الجيش.
وتسعى أنقرة إلى تعزيز نفوذها في السودان وتأمين قسط من كعكة إعمار البلد الذي دمرته الحرب التي تدخل عامها الثاني، كما تتطلع إلى حماية مصالحها بعد أن وقعت مع الرئيس السوداني المعزول عمر البشير اتفاقيات تعاون عسكري واقتصادي شملت اتفاقية منحتها حق إدارة ميناء سواكن الاستراتيجي على البحر الأحمر، في خطوة قوبلت برفض واسع من أغلب القوى السودانية التي اعتبرها تفريطا في أراضي البلاد.
وحذر نشطاء سودانيون في وقت سابق من أن تستنسخ تركيا سيناريو تدخلها العسكري وتوسيع نفوذها في ليبيا بالسودان، ضمن مساعيها لاستغلال الثروات الطبيعية.
ويواجه البرهان اتهامات بفتح منافذ أوسع للتمدد التركي، باعتباره كان رمزا من رموز النظام السابق بقيادة الإسلاميين. وبعد سقوط نظام البشير كثفت أنقرة التي توصف بأنها “الحليف الأبرز” للإخوان لتعزيز استثماراتها في البلاد التي تمثل بوابة هامة للمصالح الجيوسياسية التركية.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث أميركي عدد القتلى بنحو 130 ألفا.