آخر الأخبار

عشرات القتلى في هجوم للدعم السريع بشمال دارفور

شارك

قُتِل 25 شخصاً في هجوم لقوات الدعم السريع الجمعة، على مخيم للنازحين قرب مدينة الفاشر، آخر عاصمة ولاية يسيطر عليها الجيش السوداني في إقليم دارفور ومحور معارك ضارية، بحسب ما أعلنت تنسيقية لجان المقاومة، بحسب وكالة فرانس برس.

وقالت التنسيقية في بيان إن الهجوم الذي شنّ تحت غطاء نيران كثيفة “استهدف صباح اليوم معسكر زمزم للنازحين من محورين، الجنوبي والشرقي”.

وتقوم تنسيقيات لجان المقاومة المؤيدة للديموقراطية بتنسيق المساعدات في السودان منذ نشوب الحرب في 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.

وفي وقت لاحق مساء الجمعة نقلت وكالة فرانس برس عن “تنسيقية لجان المقاومة” في الفاشر أن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة الفاشر المحاصرة الجمعة مما أسفر عن مقتل 32 مدنيا بينهم 10 أطفال. وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر في بيان إن قوات الدعم السريع هاجمت المدينة “بقصف مدفعي عيار 120 وقناصات”، إضافة إلى إطلاقها “سربا من المسيرات الانتحارية”.
وفي جنيف، أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة أنه يخشى عواقب كارثية على المدنيين مع دخول النزاع عامه الثالث وقال: “يجب أن يكون الصراع العنيف العبثي المستمر منذ عامين بمثابة تحذير للأطراف بضرورة إلقاء السلاح وللمجتمع الدولي بالتحرك”. وتابع تورك: “على السودان ألا يستمر في هذا النهج المدمر”.

وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إن قوات الدعم “هاجمت… صباح اليوم معسكر زمزم للنازحين” مضيفة “تم التصدي للهجوم… المعلومات التي وصلتنا الآن تفيد بأن هنالك 25 مواطناً استشهدوا اليوم، من بينهم أطفال وكبار ونساء، وعدد من الجرحى والمصابين”.

ووصف شهود عيان مشاهد توغل مركبات قتالية إلى المعسكر تحت غطاء نيران كثيفة.

وبحسب التنسيقية “تم التصدي للهجوم ولا توجد معلومات مؤكدة على حجم الأضرار مع انقطاع شبكات الإنترنت وتوقفها لدواع أمنية”.

يأتي الهجوم غداة قصف قوات الدعم السريع لمعسكر أبو شوك، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنياً وإصابة 25 آخرين، وفق مسعفين.

وتكثّف قوات الدعم السريع جهودها للسيطرة على كامل إقليم دارفور منذ أن خسرت مواقعها في العاصمة الخرطوم في آذار/مارس.

الأمم المتحدة: أسوأ أزمة مساعدات إنسانية في العالم

وتعاني المخيمات المكتظة في ضواحي مدينة الفاشر كمخيم زمزم بشكل كبير منذ بداية الحرب. ويعتبر مخيم زمزم إلى جانب أبو شوك والسلام، أحد المخيمات الثلاثة الكبيرة في ضواحي الفاشر.

وتفشت المجاعة في المخيمات ويتوقع أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى في شمال دارفور، من بينها العاصمة الفاشر، وفق ما أكد تقييم تدعمه الأمم المتحدة.

صارت ثالث أكبر دولة في افريقيا من حيث المساحة مقسّمة عمليا، إذ يسيطر الجيش على مساحات واسعة في شرق البلاد وشمالها بينما تسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من دارفور غربا وأجزاء من جنوب السودان.

وأدى النزاع إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون سوداني والتسبب بأسوأ أزمة إنسانية حديثة، وفق الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي. وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة إن أكثر من ألف لاجئ سوداني وصلوا أو حاولوا الوصول إلى أوروبا في أوائل عام 2025، وعزت ذلك إلى تزايد اليأس فيما يرجع إلى حد ما لانخفاض المساعدات في المنطقة.

وفي الوقت الذي عاد فيه بعض السودانيين مؤخراً إلى ديارهم في الخرطوم، يواجه ملايين لا يزالون في دول مجاورة مثل مصر وتشاد خيارات صعبة مع خفض الخدمات المقدمة للاجئين، مثل تلك الممنوحة من الولايات المتحدة بسبب مراجعة تجريها إدارة الرئيس دونالد ترامب للمساعدات الأمريكية.

وقالت أولغا سارادو المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي في جنيف إن نحو 484 سودانيا وصلوا إلى أوروبا في يناير كانون الثاني وفبراير شباط، بزيادة 38 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي. وأضافت أن نحو 937 آخرين جرى إنقاذهم أو اعتراض طريقهم في البحر وإعادتهم إلى ليبيا، موضحة أن ذلك العدد يمثل أكثر من ضعف الرقم المسجل في نفس الفترة من العام الماضي.

مواجهة المجاعة والعنف الجنسي

يواجه كل من الجيش وقوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي مليوني شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد في السودان وأن 320 ألفا يواجهون المجاعة. كما حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس من أن ثلثي السودانيين الذين يعيشون في مناطق الحرب صاروا محرومون من الرعاية الطبية بسبب إغلاق غالبية المرافق الصحية.

وندّدت منظمة العفو الدولية الخميس في تقرير بالمعاناة التي يتعرض لها المدنيون، بما في ذلك استخدام قوات الدعم السريع واسع النطاق للعنف الجنسي الذي وصل في حالات إلى استعباد الجنسي.

واتهم السودان الإمارات العربية المتحدة أمام محكمة العدل الدولية الخميس بأنها كانت “القوة الدافعة” وراء ما تصفه الخرطوم بـ”إبادة جماعية” في دارفور، وذلك من خلال الدعم الذي يشتبه بأنها قدمته لقوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبوظبي.

(أ ف ب، رويترز)

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا