آخر الأخبار

صيحات الفرح تدوي في منازل النازحين العائدين للسودان

شارك

عثمان الأسباط صحفي سوداني

ملخص

وصل عدد كبير من العائدين والمدفوعين بالحنين إلى الديار بعدما قررت لجنة أمن ولاية الخرطوم السماح لسكان العاصمة بعبور الجسور من أجل تفقد منازلهم وممتلكاتهم والمحال والأسواق التجارية.

بعد مضي قرابة العامين من اندلاع الحرب في السودان ، بدأ آلاف المواطنين العودة إلى منازلهم في العاصمة الخرطوم من أجل تفقدها والاطمئنان على ممتلكاتهم، بعدما تركوها خلال أيام المعارك الأولى، وآخرون قبل أشهر عدة نزحوا إلى الأقاليم ودول الجوار بحثاً عن أمان لا يجدونه في ظل دوي القذائف وطلقات الرصاص وتزايد الانتهاكات، فضلاً عن الظروف المعيشية والافتقار إلى الخدمات الأساسية.

ووصل عدد كبير من العائدين والمدفوعين بالحنين إلى الديار بعدما قررت لجنة أمن ولاية الخرطوم السماح لسكان العاصمة بعبور الجسور من أجل تفقد منازلهم وممتلكاتهم والمحال والأسواق التجارية، ودوت صيحات الفرح من آلاف المواطنين عقب عبور جسري المك نمر وتوتي إلى داخل الخرطوم.

أمل وحياة

حسين منزول العائد إلى ضاحية بري في الخرطوم، يقول “عدت بعد غياب دام 22 شهراً، تنقلت خلالها في رحلات نزوح عدة بولايات البلاد الآمنة، ورغم التخريب وعمليات السلب والنهب التي حدثت لمنزلي، فإن سعادتي لا توصف، هذا حينا وهذه أرضنا”.

وأضاف “مشاهد الدمار في العاصمة تدمي القلوب، لكن عندما التقيت الناس العائدين مثلنا على الطرقات، ونهنئ بعضنا بالسلامة، وقتها أيقنت أن السودان سيتجاوز الأزمات والكوارث ويعود الوطن بكامل وحدته أكثر تماسكاً ووعياً”.

وأوضح منزول أن “عودة المئات إلى منازلهم تمنح الأمل نحو واقع أفضل ودوافع عدة للاستقرار وتجاوز المآسي والأحزان والعمل بصورة جماعية لإعادة الخدمات وتأهيل الطرق داخل الأحياء السكنية وعودة الحياة الطبيعية”.

واقع أفضل

يقول نور الدين ناصر العائد لمنطقة جبرة في الخرطوم “طوال الطريق من مدينة بحري عبر جسر المك نمر كنت أفكر في منزلي وذكرياتي في الحي مع الأصدقاء، وإمكانية البقاء مع الجيران والأقارب بعد فراق دام قرابة العامين، أو المغادرة على عجل بعد تفقد البيت والممتلكات”.

وأضاف أن “العائدين تفاجأوا بالتغيير الكبير في ملامح المدينة ومعالمها، لكن فرحتهم في الشوارع لا توصف خصوصاً بعد خروج قوات الدعم السريع من العاصمة وإنهاء معاناة النزوح والأزمات”.

وأشار ناصر إلى أنه “رغم كل ما أحدثته هذه الحرب من دمار في مقدرات البلاد والكارثة الإنسانية الأكبر في العالم، فضلاً عن ضرب اللحمة الوطنية بخطاب الكراهية والعنصرية، لا زلنا على يقين وإيمان راسخ بمقدرة السودانيين إذا توحدوا لاستعادة السلام والاستقرار وعودة الوطن موحداً تراباً وشعباً”.

تطبيع متسارع

إلى ذلك شرعت قوات الشرطة في مباشرة مهامها الأمنية والقانونية والجنائية، ونشر قواتها على نطاق واسع في أحياء العاصمة والانفتاح على المناطق المحررة لتقديم الخدمات للمواطنين، وتفعيل عمل الأقسام لتحقيق الأمن وبسط هيبة الدولة.

وأوضح مدير شرطة محلية الخرطوم المكلف عثمان أحمد محمد علي أنه “وفي إطار الجهود لبسط الأمن والاستقرار بالمحلية ومباشرة الأقسام الجنائية مهامها شغلت أقسام شرطة الجريف غرب ومنطقة البراري لتضاف إلى الأقسام العاملة، والتي تشمل شرطة الخرطوم شمال وشرق والخرطوم وسط، وكذلك الرياض والرميلة وتوتي، إضافة إلى قسم منطقة الشجرة ورئاسة شرطة محلية الخرطوم”.

في حين تفقد والي الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة أوضاع السكان في مناطق بري والجريف وأركويت، وتعهد تنفيذ متطلبات مرحلة تعافي أحياء العاصمة بخاصة خدمات الكهرباء والمياه والصحة، وكذلك الاتصالات والتعقيم وتقديم العون الغذائي.

ووقف حمزة على أعمال فتح ونظافة شارع النيل الخرطوم ضمن حملة لإعادة تطبيع الحياة بالعاصمة، وشملت الأعمال إزالة المتاريس والأجسام الغريبة والمتفجرة لتأمين الطرق، معلناً موافقة لجنة الأمن بالولاية على السماح للمواطنين بعبور الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث بحري وأم درمان والخرطوم.

عودة واستقرار

حافظ يونس، العائد لضاحية الطائف في الخرطوم، قال إن “العشرات من المواطنين عبروا جسر الحلفايا من مدينة أم درمان إلى وسط العاصمة حاملين مشاعر متباينة من الفرح بالعودة إلى ديارهم بعد العيش في مراكز إيواء النزوح لأكثر من عام ونصف العام وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية”.

وأضاف أنه “رغم التفاؤل وسط العائدين بقرب نهاية الحرب وعودة الجميع إلى الديار واستئناف حياتهم الطبيعية، فإن تحديات كبيرة وكثيرة تواجههم إزاء صعوبة الواقع الذي ينتظرهم بالنظر إلى حجم الدمار والخراب والنهب الذي لحق بمنازلهم، وباتت خالية من الأثاث وحتى الأبواب والشبابيك”.

وأشار يونس إلى أن “المئات من سكان المنطقة الآتين من المدن الآمنة ودول الجوار الأفريقي يرغبون في البقاء وعدم العودة إلى مراكز النزوح والملاجئ، ويحدوهم الأمل في ضبط الأمن المتدهور ووقف الانفلاتات والسرقات والسطو المسلح، وكذلك استعادة واستدامة خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات، وذلك بسرعة انتشار الأجهزة الأمنية، وشروع فرق الصيانة في العمل لإعادة الخدمات”.

تمسك بالحياة

أما الفاتح السيد العائد إلى منطقة الفردوس في الخرطوم، فيوضح أن السبب الرئيس لتعجيله بالعودة حرصه على تفقد منزل أسرته وترميم الأجزاء التي تعرضت لأضرار بالغة، إضافة إلى شراء أثاث جديد من أجل تهيئة الأجواء تمهيداً لعودة عائلته بشكل نهائي من مصر”.

وتابع السيد، “فرحتنا لا توصف بعدما شاهدنا الجيش السوداني يتجول داخل منطقتنا للمرة الأولى منذ بداية الحرب، إذ بث الطمأنينة فينا، ومنحنا التفاؤل بإمكانية البقاء والاستقرار في الخرطوم من دون خوف أو قلق بخاصة في ظل انتشار قوات الشرطة ومباشرة مهامها الأمنية والجنائية والانفتاح على المناطق المحررة لتقديم الخدمات للمواطنين”.

وتابع “خروج قوات الدعم السريع من العاصمة سيسهم في هدوء النفس التي أرهقها الصراع المسلح، إذ ضاقت الحال بمئات الآلاف في مواقع النزوح الداخلي بالولايات المختلفة وكذلك اللاجئون بالخارج، ومن ثَم فإن العودة إلى الديار تعني كثيراً للأسر السودانية”.

تشريد صادم

مع دخول الحرب في السودان بوابة عام 2025، تجاوزت أرقام النزوح واللجوء كل توقعات المنظمات ووكالات الأمم المتحدة.

وتسبب الصراع المسلح في تقليص عدد سكان العاصمة الخرطوم من نحو 11 مليون نسمة، إلى أقل من 3 ملايين بسبب استمرار عمليات النزوح الداخلي واللجوء الخارجي من محلياًت ولاية الخرطوم المختلفة.

وبحسب مصادر حكومية، يقدر عدد العالقين في العاصمة بنحو 3.5 مليون نسمة، ويفتقرون بشدة إلى الغذاء والدواء وخدمات الكهرباء والمياه والاتصالات في بعض المناطق.

اندبندنت عربية

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حرب غزة أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا