كشفت مصادر عسكرية ومحلية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عن تعزيز الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه من استعداداتهم الدفاعية داخل المدينة، تحسبًا لهجوم وشيك من قوات الدعم السريع التي تفرض حصارًا على المدينة منذ مايو الماضي.
يأتي ذلك في وقت تواصلت فيه حركة النزوح من الفاشر ومخيمات النازحين حول المدينة إلى طويلة شمال دارفور، وفق منسقية النازحين بدارفور.
وتُعد الفاشر آخر معقل للجيش السوداني في إقليم دارفور، ما جعلها هدفًا لقوات الدعم السريع التي تسعى للسيطرة عليها.
وقال مصدر عسكري في الجيش السوداني لـ”دارفور24″ فضّل حجب اسمه إن القوات المسلحة استكملت استعداداتها بعد تصريحات القائد الثاني لقوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، التي توعد فيها باقتحام المدينة خلال 72 ساعة، مطالبًا المدنيين بالمغادرة حفاظًا على سلامتهم.
وأشار المصدر إلى أن الجيش والقوات المشتركة من الحركات المسلحة المتحالفة، إلى جانب المقاومة الشعبية، والقوات المساندة الاخرى عززوا مواقعهم حول مطار الفاشر مستخدمين المدفعية الثقيلة، كما كثفوا الانتشار في المواقع الاستراتيجية وبعض أحياء المدينة.
وأضاف: “هناك فريق كامل من خبراء الطائرات المسيّرة في حالة جاهزية تامة للتعامل مع أي تحركات معادية حول المدينة”.
وذكر أن المدينة شهدت مواجهات محدودة اليوم الأربعاء في المحور الشرقي استمرت لساعة قبل أن تتوقف وتقصف قوات الدعم السريع المدينة بالمدفعية الثقيلة أوقع عدد من القتلى والجرحى المدنيين نقلوا إلى المستشفى السعودي والسلاح الطبي.
من جانبه، أفاد شاهد عيان من داخل المدينة، إبراهيم أحمد، أن الوضع يتسم بحذر شديد، وسط حركة محدودة للسكان بين الأحياء ومخيم زمزم للنازحين، جنوب غرب الفاشر.
وأوضح أن الجيش شدد الرقابة على أجهزة الاتصالات المرتبطة بشبكة “ستارلينك”، وفرض قيودًا إضافية على استخدامها في مختلف أنحاء المدينة.
في السياق ذاته، أفاد شاهد آخر، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن الجيش أقام نقاط ارتكاز جديدة حول سوق الفاشر الكبير، وفي أحياء شمال وجنوب المدينة، وسوق المواشي، ولفة تكرو، كما عزز تواجده بالواجهة الغربية للمدينة، ونصب مدافع ثقيلة على البنايات المرتفعة لأول مرة.
إلى ذلك، رصدت مصادر محلية في مدينة مرشينج، شمال نيالا، تحركات عسكرية مكثفة لقوات الدعم السريع، يُعتقد أنها تمهيد لهجوم مرتقب على الفاشر.
وتحقق موقع “دارفور24” من مقطع فيديو متداول يظهر فيه عبد الرحيم دقلو وهو يوجه قواته بالتحرك نحو الفاشر واقتحامها خلال 72 ساعة، في رسالة تحذيرية إلى المدنيين بالإخلاء العاجل.
إلى ذلك تواصلت تواصلت حركة النزوح من الفاشر ومعسكراتها، والمناطق المجاورة، إلى مدينة طويلة بولاية شمال دارفور، وفق المتحدث باسم المنسقية العامة لمعسكرات النازحين.
وقال آدم رجال في بيان الأربعاء إنه “على مدار ثلاثة أيام وصلت 186 أسرة، تمثل حوالي 1116 فردًا، إلى طويلة سيرًا على الأقدام، وعلى عربات الكارو، وعلى دواب”.
يواجه هؤلاء النازحون ظروفًا إنسانية صعبة، بعد أن فقدوا جميع احتياجاتهم الأساسية وحرموا من العيش الكريم، وهم في أمسّ الحاجة إلى جميع المواد الغذائية وغير الغذائية، بحسب رجال.
وناشد رجال المنظمات الإنسانية والخيرية تقديم المساعدة العاجلة لهؤلاء المتضررين في منطقة طويلة، إذ يعانون من الجوع وسوء التغذية بين الأطفال.
دارفور24