آخر الأخبار

المكاسب الميدانية للجيش السوداني لا تغير من موقف الغرب تجاه الحرب

شارك

ينظر الجيش السوداني والقوى الحليفة لكل جهد دبلوماسي يهدف إلى إنهاء الحرب على أنه تحرك معاد، كما هو الحال في موقفهما من المؤتمر الدولي المقرر عقده برعاية من بريطانيا والاتحاد الأوروبي وألمانيا.

ويثير المؤتمر الدولي المقرر عقده في أبريل المقبل في العاصمة البريطانية لندن، غضب الجيش السوداني والقوى المتحالفة معه، لتجاهلهما في المشاورات الجارية لإعداده والتي تبحث قضية السلام والأزمة الانسانية المتفاقمة في السودان.

وكان الجيش يعتقد أن تحقيق مكاسب ميدانية وتعديل كفة الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع، سيدفع القوى الغربية إلى تغيير موقفها من الصراع الدائر منذ أبريل 2023، وربما التسابق لإعلان دعمها له في مواجهة ما يصفهم بـ”المتمردين.”

وأعلن الجيش السوداني، الجمعة، استعادة السيطرة بالكامل على الخرطوم، بعد حوالي عامين على خسارته العاصمة أمام قوات الدعم السريع، وفي أعقاب عملية واسعة شهدت استرجاع الجيش للقصر الرئاسي والمطار ومنشآت حيوية أخرى.

وظهر قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، من القصر الرئاسي الأربعاء، وهو يرفع شارة النصر مع أنه ما يزال من المبكر جدا على ذلك، بل إن المحللين يجمعون على أنه في ظل تعقيدات المشهد السوداني فإنه لا يمكن لأحد أن تكون له الكلمة الفصل في هذه الحرب، وبالتالي إنه من غير الوارد رؤية تحول في موقف المجتمع الدولي حيال ما يجري في السودان، ولا يزال المجتمع الدولي متمسكا بموقفه لجهة تمكين المدنيين من السلطة.

ووجهت الحكومة الموالية للجيش السوداني، والتي تتخذ حاليا من مدينة بورتسودان مقرا لها، انتقادات حادة للقائمين على مؤتمر لندن متهمة إياهم بتجاهلها وعدم التشاور معها.

جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية علي يوسف، الأربعاء، مبعوث ألمانيا الخاص للقرن الأفريقي هيكو نتشكا، الذي وصل إلى بورتسودان شرقي السودان في زيارة رسمية.

وقرر الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تنظيم مؤتمر رفيع المستوى حول أزمة السودان في لندن منتصف أبريل المقبل؛ لبحث الوضع الإنساني وحشد الدعم لخطة الأمم المتحدة التي تهدف إلى مساعدة 20.9 مليون شخص.

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن الوزير “استنكر إقامة مؤتمر دعت له بريطانيا برئاسة مشتركة مع ألمانيا، حول قضايا السودان دون التشاور معه باعتباره صاحب الشأن.”

وأوحى بيان الخارجية السودانية بأنه من غير المنتظر رؤية تفاعل إيجابي مع مخرجاته، كما هو الشأن بالنسبة لمبادرات ومؤتمرات سابقة عقدت لحلحلة الأزمة.

ويقول محللون إن موقف الحكومة الموالية للجيش كان منتظرا، فالجيش والقوى المتحالفة معه يعتقدان أن بإمكانهما حسم الحرب ميدانيا لصالحهما، وهو أمر ليس واردا تحققه، مع سيطرة قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من البلاد، حيث تمتلك حواضن شعبية على غرار إقليم دارفور.

وفي بيان هو الأول بعد خسارتها السيطرة على الخرطوم، أوضحت قوات الدعم السريع الخميس، أن “قواتنا لم تخسر أي معركة لكنها أعادت تموضعها وانفتاحها على جبهات القتال بما يضمن تحقيق أهدافها العسكرية التي تقود في نهاية المطاف إلى حسم هذه المعركة لمصلحة الشعب السوداني.”

وشدد البيان على أن” قوات الدعم السريع، لن تتوقف عن حربها (..) واستعادة أمن واستقرار وتأسيس دولة سودانية جديدة.”

ويرى المحللون أن مواقف طرفي الحرب لا تخدم حتى الآن الجهود الدبلوماسية لإحراز السلام، لافتين إلى أن نجاح مؤتمر لندن يتوقف على قدرة المجتمع المدني على ممارسة أقصى الضغوط على الطرفين ولاسيما على الجيش السوداني الذي أظهر منذ البداية تعنتا ورفضا لإنهاء الحرب.

يشير المحللون إلى أن الجيش والحكومة الموالية له ما فتئا ينظران إلى أي جهد دولي لوقف الحرب على أنه موقف معاد.

وسبق وأن دعا وزير الخارجية السوداني بريطانيا إلى التعامل مع بلاده “كأصدقاء بدلا عن المواجهة في المنابر الدولية،” في رد على مشروع قرار بريطاني لوقف الحرب.

وأضاف يوسف “أي مبادرات أو أنشطة تتعلق بالسودان يجب أن تتم بالتشاور مع الحكومة وبموافقتها وإلا فلن يكون لها أثر فعلي.”

وفي نوفمبر، رحبت حكومة الخرطوم باستخدام موسكو سلطة النقض “فيتو” بمجلس الأمن الدولي، ضد مشروع القرار البريطاني.

وكانت بريطانيا قدمت مشروع قرار بشأن الحرب في السودان للتصويت في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا، يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزق البلاد منذ أبريل 2023، دون تحديد الجهة المسؤولة عن تنفيذ ذلك.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا