تنشط مجموعات مسلحة تستغل سيارات دفع رباعي وبكاسي مفتوحة بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، في عمليات خطف ممنهجة ومنظمة تستهدف التجار بهدف ابتزازهم واجبارهم على دفع “فدية” مقابل إطلاق سراحهم، وفق ما رصدته “دارفور24”.
وقعت خلال شهري فبراير ومارس حوادث اختطاف لعدد من التجار بمدينة نيالا، وسط اتهامات لعناصر من قوات الدعم السريع بالضلوع في بعض حالات الإختطاف، فضلًا عن اتهامات واسعة للسلطات الرسمية بالتقاعس في كبح جماح تلك العصابات الاجرامية التي تستهدف التجار يومًا بعد يوم.
ووثقت “دارفور24” وقوع أكثر من ثمانية حالات اختطاف واختفاء قسري لتجار وأصحاب رؤوس أموال في نيالا خلال الشهرين الماضين.
وقال التاجر عبدالرحمن “اسم مستعار” لـ”دارفور24″ انه اختطف بداية هذا الأسبوع بالقرب من السوق الشعبي جنوب المدينة أثناء ذهابه بسيارته حيث اعترضت طريقه سيارتين إحداهما دفع رباعي والأخرى بوكسي وتمت محاصرته من الأمام والخلف، موضحا أن “شخص مسلح ترجل من إحدى السيارتين وضرب زجاج سيارته متسببا في اصابته في الرأس حتى أغمى عليه ليتم رفعه وتقييده فى رأسه بقطعة قماش”.
وذكر التاجر أن الجناة الذين من بينهم عناصر يتبعون لقوات الدعم السريع، ذهبوا به إلى حي المستقبل أقصى شمال مدينة نيالا، ولم يتم إطلاق سراحه إلا بعد أن قامت أسرته بدفع تسوية مالية تقدر “بأربعة مليون ونصف”.
وتُعد حالة التاجر عبدالرحمن نموذجًا لعدد من حوادث الاختطاف التي ظل يتعرض لها التُجار في مدينة نيالا دون أن تتمكن السلطات من القبض عليهم، حيث انتهت كل حالات الاختطاف بدفع فدية مالية لتلك العصابات.
من جهتها ذكرت شقيقة تاجر ناجي من حالة اختطاف لـ”دارفور24″ أن شقيقها تعرض لاختطاف مساء يوم الأحد الماضي أثناء عودته من سوق قادرة، من قبل مجموعة مسلحة تستغل عربة بوكسي ودرجات نارية، ذهبوا به إلى منزل مهجور في حي “خرطوم بالليل” شمال وسط نيالا، وهناك انهالوا عليه ضربًا بالعصي وأعقاب البنادق وأجبروه على الاتصال بأسرته لإرسال مبلغ خمسة مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه.
وأشارت شقيقة الضحية إلى أن أفراد العصابة كانوا مخمورين الأمر الذي مكن شقيقها من الهروب منتصف الليل تاركا بضاعته فى موتر “التكتك” بحوزتهم.
تسويات مالية
ورصدت “دارفور24” عددا من حالات الاختطاف لتجار أُطلق سراحهم بعد دفع فدية مالية منهم الطيب آدم عيسى وادي، وكيل أعمال عبدالوارث للتجارة الشهير بنيالا.
وكان الطيب قد اختطفته مجموعة مسلحة قبل أسبوعين من مصنعه وذهبت به إلى “جبل سقرا” شمال نيالا، قبل أن يطلق سراحه بعد دفع مبلغ عشرة مليون جنيه، لكنه تعرض للاختطاف للمرة الثانية مطالبين بدفع فدية مالية أخرى .
وعلمت “دارفور24” أن التاجر محمدين وابنه المختطفان منذ نهاية شهر فبراير، قد أطلق سراحهم بعد دفع فدية مالية تقدر بـ 45 مليون جنيه. كذلك الحال مع التاجر الحاج آدم محمد، الذي تم اختطافه من منطقة “القشارات” الأسبوع الماضي بواسطة مجموعة مسلحة تستغل سيارة بوكسي، حيث طالبوا بفدية مالية في بادي الأمر تقدر بـ200 مليون وبعد مفاوضات دفع مبلغ 60 مليون ليتم إطلاق سراحه.
وذكر شهود عيان لـ”دارفور24″ أن التاجر حسين، صاحب مخابز سيقا بنيالا شمال اختطف في شهر يناير من أمام منزله، وتم نقله إلى منطقة الكومة بولاية شمال دارفور، حيث تمت مساومة أسرته على دفع مبلغ 100 مليون نظير إطلاق سراحه، ليتم التوصل لاحقا لاتفاق بدفع مبلغ 65 مليون مقابل الإفراج عنه.
وأطلقت مجموعة مسلحة سراح التاجر كمال الدين إبراهيم، بعد ان اختطفته في وقت سابق من العام الجاري بعد التوصل إلى تسوية مالية.
وما زال التاجر بدرالدين ود البصير، الذي اختفى في ظروف غامضة خلال يناير الماضي لم يتم العثور عليه حتى اللحظة.
بعد تقاعس السلطات المحلية في مدينة نيالا في محاربة العصابات الاجرامية انتهجت بعض الأسر نظام الفزع في البحث عن ذويهم المفقودين والتواصل بين الزعماء الأهليين بعد تحديد الجهة التى تنتمي لها العصابة.
وأفاد ضابط رفيع في شرطة ولاية جنوب دارفور – اشترط عدم ذكر اسمه لـ”دارفور24″ في وقت سابق بأن قوات الشرطة العاملة في نيالا لا تمتلك سلاحا ولا سيارات من أجل ضبط الأمن.
وأضاف أن الشرطة تقوم بأعمال التحريات فقط فيما تنفذ قوات حماية المدنيين أوامر القبض وملاحقة العناصر الاجرامية.
وكان رئيس الإدارة المدنية التابعة للدعم السريع بولاية جنوب دارفور، قد أصدر أمر طوارئ حظر بموجبه تنقل الدرجات النارية داخل المدينة فضلا عن منع تجارة وحيازة السلاح في الأماكن العامة إلى جانب تشكيل قوة مشتركة لحماية الأسواق بالمدينة، وذلك بعد اتساع دائرة الانفلات الأمني داخل مدينة نيالا.
دارفور24