آخر الأخبار

نساء سودانيات يُعِدن بناء حياتهن في النزوح

شارك

“كانت الحياة جيدة في الخرطوم، لكن الحرب غيّرت كل شيء. الوضع في غاية الصعوبة الآن. لم يكن أمامنا خيار سوى الرحيل “. مناهل أم لطفلين اضطرت للفرار من منزلها في الخرطوم عند اندلاع الحرب. وهي واحدة من ملايين السودانيين النازحين بسبب الحرب فيما يُعرف الآن بأكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

مرّ عامان تقريبًا على اندلاع الحرب. الأزمة الإنسانية الحالية تتجاوز كل ما شهدناه من قبل . لقد دمّر الصراع السودان.

لجأت مناهل إلى القضارف في شرق السودان، وهي مدينة قد أصبحت وجهة رئيسية للنازحين، حيث استقبلت أكثر من مليون شخص فروا من النزاع في أجزاء أخرى من البلاد. هناك، تعرفت مناهل على مشروع لبرنامج الأغذية العالمي بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وحصلت على الدعم في توفير مصدر للغذاء والدخل.

” أعمل الآن في مزرعة. العمل هنا ممتاز. استقبلني الجميع بترحاب كبير. الحمدلله.. وأكسب ما يكفي لإعالة نفسي وأسرتي،” قالت مناهل بابتسامة واثقة.

© WFP Sudan / Abubakar GARELNABEI / 2024

دفعت النساء والأطفال ثمنًا باهظًا للنزاع الدائر. هُجِّرت آلاف النساء مع أطفالهن من ديارهن، بلا أمان، ولا مأوى، ولا مصدر دخل. أدى استمرار العنف والنزوح وتقييد وصول المساعدات الإنسانية إلى أزمة حادة في الأمن الغذائي وارتفاع مُقلق في معدلات سوء التغذية بين الأطفال، حيث يواجه أكثر من 26 مليون شخص خطر الجوع. وقد تأكدت المجاعة في بعض المناطق، ويلوح خطرها في جميع أنحاء البلاد، مما يُعرِّض ملايين الأشخاص للخطر. الى جانب ذلك، زاد من حدة الأزمة تفشي الأمراض، وانهيار النظام المصرفي ونقص السيولة النقدية وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

بدعم قدره 26 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي، وتمويل إضافي من جهات مانحة دولية أخرى، كان برنامج الأغذية العالمي في طليعة الاستجابة الإنسانية، مُقدِّمًا الغذاء الطارئ وفرصًا مُدرَّة للدخل لآلاف النساء والفتيات لتحسين وضعهن الاقتصادي، وضمان استمرار حصولهن على طعام آمن ومغذٍّ خلال النزاع.

كانت مودة طالبة في جامعة الأحفاد للبنات بالخرطوم عندما اندلعت الحرب. “غادرتُ الخرطوم بعد اندلاع الحرب. عدتُ إلى قريتي وبدأتُ العمل مع المجتمع هنا.” مودة واحدة من الشابات المشاركات في برنامج برنامج الأغذية العالمي الممول من الاتحاد الأوروبي. تلقت تدريبًا على أنشطة مدرة للدخل مثل التصنيع الغذائي والصناعات اليدوية. كما تدربت نساء أخريات على صناعة العطور والزراعة لتمكينهن من إعالة أنفسهن وأسرهن.

“نُحضّر كميات كبيرة من المخبوزات لنستفيد منها في منازلنا، و نبيع بعضها في السوق. استخدمنا بعض الأموال المُحصّلة لاستئجار أرض صغيرة زرعناها بالفول السوداني واللوبيا”، قالت مودة بصوتٍ مُفعم بالامتنان.

ساعد البرنامج أيضًا المجتمعات المحلية على إنشاء صندوق ادخار وقروض للنساء، تُنسّقه مودة في مجتمعها. تقول: ” قد تكون الحياة صعبة في القرية “. يُقدّم الصندوق دعمًا طارئًا بالغ الأهمية للأسر المُحتاجة، وقروضًا صغيرة للنساء اللواتي يُطلقن مشاريع صغيرة.”

خلال الأشهر القليلة الماضية، استفادت النساء والفتيات في بورتسودان وكسلا والقضارف من التدريب على المهارات المهنية، ومن الوصول إلى المراكز المجتمعية النسائية لدعم سبل كسب عيشهن. كما تحسّنت حياتهن وحياة أسرهن بشكل ملحوظ من خلال إعادة تأهيل محطات المياه المحلية.

تقول عزيزة، وهي أم شابة لجأت إلى كسلا: ” لم يكن لدينا مصدر دخل من قبل، والآن نزرع هذه الخضراوات ونبيعها في السوق. لقد أصبحت الآن مصدر رزق لعائلاتنا”.

بينما تواصل نساء مثل مودة ومناهل وعزيزة محاولة إعادة بناء حياتهن في مناطق نزوحهن، لا تزال العاصمة و أجزاء واسعة من البلاد تعاني من دوي انفجارات الرصاص والمدفعية الثقيلة. حرب مستمرة منذ ما يقارب عامين دون أي حل في الأفق. أصوات حرب استمرت سيواصل الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأغذية العالمي الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في مواجهة هذه الظروف المأساوية المتفاقمة.

موقع الاتحاد الأوروبي

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا