آخر الأخبار

وزير الخارجية السوداني: لا نبني علاقتنا مع أمريكا على حساب الفلسطينيين

شارك

أكد وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، أن بلاده لن تبني علاقتها مع أمريكا على حساب الفلسطينيين، في إشارة إلى تسريبات صحافية تحدثت عن طلب أمريكي إٍسرائيلي لتوطين الفلسطينيين من غزة في السودان. كما تحدث الشريف في ملفات داخلية أبرزها حكومة «الدعم السريع» الموازية، إذ أكد أنها ولدت ميتة.
وعن هذه التسريبات قال الشريف لموقع «الجزيرة نت» إنه «لم يتم الاتصال بنا حول تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى السودان، وهذا الموضوع لم يطرح في لقاءات رسمية، وموقف السودان هو ما عبّر عنه خلال مشاركته في القمة العربية في القاهرة في 4 أبريل/نيسان الماضي، حيث تم رفض فكرة التهجير ووضع خطة لإعمار غزة، والسودان شارك في وضع هذه الخطة والموافقة عليها». وزاد: «من القاهرة تحركت الوفود إلى جدة لحضور اجتماعات وزراء خارجية الدول الإسلامية، وتم اتخاذ الموقف نفسه برفض التهجير، وتبنى المؤتمر الإسلامي خطة تطوير وإعمار غزة ».
وأوضح أن «الموقف السوداني مبني على موقف شعبي وحكومي، وهو أن السودان لا يوافق على تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ويرى أنه من حقهم أن تكون لهم دولتهم المستقلة في حدود عام 1967، كما نصت قرارات الشرعية الدولية».
وواصل: «العلاقات بين الدول تقوم بناء على مصالحها المتبادلة، ونحن لدينا مصالح يمكن أن تُبنى عليها العلاقة مع واشنطن، وهذه المصالح ليس من بينها أن نهجّر الفلسطينيين من بلادهم إلى دولة أخرى».
وتابع: «نحن لا نبني علاقتنا مع أمريكا على حساب الفلسطينيين أو على حساب أي قضية أخرى، وإنما على حساب مصالحنا، وقد بدأنا بالتواصل حيث هنّأ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فور فوزه، وأنا بعثت رسالة لوزير الخارجية الجديد وهنأته أيضا، وتمنينا أن يتم التواصل بيننا ووضع بعض النقاط التي نحتاج إليها على الحروف».
محاولة يائسة
وفي الملفات الداخلية، تحدث الشريف عن إمكانية تشكيل الحكومة الموازية من قِبل «الدعم السريع» والقوى المتحالفة معها، فقال: «ما قامت به ميليشيا «الدعم السريع» والجهات الداعمة لها هي محاولة يائسة لتعويض أمرين، الأول الانتصارات الساحقة التي حققتها القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة والقوة المساندة من المستنفرين والمقاومة الشعبية، وموقف الشعب السوداني ضد الميليشيا المتمردة ومن يؤيدونها، وهذا هو الدافع الرئيسي. والثاني هو أنهم شعروا بأن هناك تأييدا مستمرا لمواقف الدولة والحكومة السودانيتين في القضايا المطروحة في مختلف المؤسسات الإقليمية والدولية، فأرادوا إيجاد آلية تقف أمام هذا التقدم. وللأسف الشديد حاولوا القيام بعمل لم يجد منا في الدولة إلا الرفض الكامل، وتم تأييد هذا الرفض من قِبل العديد من الدول».
وعن حظوظ الحكومة الموازية في ظل وجود نماذج مشابهة في الإقليم مثل ليبيا، اعتبر أن «هذه نماذج مختلفة تماما، ولا أعتقد أنه يمكن البناء عليها، والسودان ما زال دولة موحدة، وكل الدول والمنظمات تقف بقوة مع وحدة أراضيه وسيادته عليها، ومع تأييد القوات المسلحة السودانية باعتبارها أهم المؤسسات الوطنية الأساسية لكل الدولة، بالإضافة للمؤسسات الأخرى».
واعتبر أن الحكومة الموازية ولدت ميتة، شارحاً: «إذا كانت كل الدول التي تحدثت وأبدت اعتراضها على هذه الفكرة، وقالت إنها لن تعترف بحكومة موازية، فكيف تكون الحياة؟ فالاعتراف هو أكسجين الحياة للمنظمات والدول، وإذا لم تعترف الدول بحكومة يكون لا وجود لها».

وعن جهودهم لعدم القبول الدولي والأفريقي بالحكومة الموازية، قال: «عملنا بصورة جادة جدا مع كل المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي، ودول أفريقية وأوروبية كبريطانيا وألمانيا وغيرها، وزار السودان خلال الفترة الماضية العديد من المبعوثين والسفراء، وفي كل اللقاءات أوضح السودان أن فكرة الحكومة الموازية هي أسوأ ما يكون، ولن يكون لها أي دور في مستقبل السودان، والشعب السوداني نفسه كان له الموقف ذاته. فوجود الحكومة يتوقف على الاعتراف بها، وإذا لم يعترف بها أحد فهي تُولد ميتة كما ذكرت. أي اجتماعات عقدناها مع مسؤولين أكدت بياناتها الموثقة أن هناك اتفاقا بيننا وبينهم على عدم الاعتراف بأي حكومة موازية، وأنهم مع وحدة الأراضي السودانية.
وتابع: الدبلوماسية السودانية خلال الفترة الماضية بذلت مجهودا كبيرا جدا دفاعا عن السودان وشعبه ومستقبله لتوضيح القضية، إلا لمن لا يرغب أن يرى الحقائق على الأرض. ولا يوجد على مستوى الدول التي زرناها من يؤيد «الدعم السريع» أو يدافع عنها. فقد وجدنا تأييدا كاملا لحقوق الشعب السوداني ولقواته المسلحة وللحكومة الموجودة في السودان.
وحول استضافة كينيا اجتماع «الدعم السريع» وحلفائها، قال: «كينيا ليست فقط الرئيس وليام روتو وبعض الوزراء معه، ففيها شعب ومؤسسات، ويوجد بها العديد من المظاهرات والمواقف المناوئة له. والرئيس روتو زار السودان قبل أن يتم انتخابه والتقى بقائد ميليشيا «الدعم السريع» ولهما مصالح مشتركة يعرفها الجميع، وله علاقات ليست طبيعية معها. ونحن عندما التقينا به وتحدثنا معه كرجل دولة صديقة في ذلك الوقت، لم يكن اللقاء من فراغ، فأنا التقيت برئيس الوزراء ووزير الخارجية في أنغولا، واتفقنا على أنه لا بد من أن نعمل معا على تطبيع العلاقات بين كينيا والسودان، لأنه لا يوجد خلاف مباشر».
وبخصوص التطورات الأخيرة في جنوب السودان، بيّن أن «دولة جنوب السودان مهمة جدا بالنسبة للسودان وهي كانت جزءا منه، والعلاقات ما زالت جيدة على المستوى الشعبي والتكامل الاقتصادي، وهناك العديد من إخواننا الجنوبيين ما زالوا يقيمون في السودان، وعدد من السودانيين يقيمون في الجنوب، والعلاقة جيدة جدا، لكنها طبعا تأثرت بالتطورات التي تحدث في جوبا والخرطوم كذلك».
وزاد: «الأزمة الكبيرة التي حصلت بعد استعادة مدينة ود مدني كان سببها تعرض اثنين أو ثلاثة من الجنوبيين لإعدامات سريعة قد لا تكون بصورة قانونية، وهذه ولّدت حركة عدائية في جوبا، وحصل هجوم على المواطنين السودانيين، وتم السطو على ممتلكاتهم وقتل بعضهم».
وأضاف: «للأسف الشديد لم يضع إخوتنا الجنوبيون في حساباتهم أن عددا كبيرا منهم شاركوا كمرتزقة مع قوات «الدعم السريع» وقتلوا العديد من السودانيين ونهبوا وعاثوا فسادا، وهذا معروف على مستوى السودان والعالم كله.
وهذا الموضوع مهم جدا، والآن هناك مشاكل كبيرة جدا داخل الجنوب في الصراع على السلطة وخلافة الرئيس سلفاكير ميارديت، ونحن ننظر إلى ما يحدث باعتباره شأنا داخليا ولا نتدخل فيه، وحريصون على أن يكون هناك استقرار لأنه جار مهم.
وفيما يخص العلاقة مع أوروبا، قال: هناك تحسن في المواقف ناتج عن حوار مستمر نجريه مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وأنا لا أسميه غير هذا. ونحن نعمل على أن يتطور هذا التحسن إلى تفهم كامل لما يجري في السودان بصورة مختلفة، دعما لجهود تحقيق السلام والاستقرار لصالح الشعب السوداني.
وتحدث وزير الخارجية السوداني عن العلاقات مع روسيا وتأثيرها على العلاقات مع أمريكا فقال إن صلاتنا مع موسكو «لن تكون على حساب علاقاتنا مع أمريكا أو مع غيرها، وليس من شروط علاقتنا مع روسيا أن تكون علاقتنا مع الولايات المتحدة سيئة. هذا شرط لا نضعه نحن على أنفسنا، ولم يضعه الروس لنا، ولم يقولوا إذا أنتم أتيتم لتطوير علاقتكم معنا فاقطعوا علاقاتكم مع أمريكا. هناك مسارات للعلاقات السودانية الروسية، وكل مسار قائم بذاته».
وأضاف: «هناك العديد من مجالات التعاون التجارية والثقافية والاستثمارية، وشركات روسية تعمل بالسودان في شتى القطاعات، وهناك تعاون اقتصادي، والعديد من الطلاب السودانيين يدرسون هناك، وهذا لا يؤثر على علاقتنا مع واشنطن أو مع أي دولة أخرى».
وزاد: نحن متجهون شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وأينما كانت مصلحة السودان نحن نتجه صوبها، وهذا أمر طبيعي. فمثلا نحن الآن بدأنا علاقات طيبة مع إيران، فهل هذه العلاقة على حساب علاقتنا مع السعودية أو أي دولة عربية؟ لا طبعا، هي علاقة قائمة بذاتها ولا تأثير لها إطلاقا على علاقاتنا. وهناك علاقات سيئة جدا بين واشنطن وطهران، فهل نحن ننساق وراء الموقف الأمريكي ونقاطعها؟ نحن دولة مستقلة ولنا سياسة مستقلة، وهذه العلاقات تقوم على المصالح بين الدول وبين الشعوب.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا