مدني: الراكوبة
أقدمت السلطات في مدينة ود مدني على اعتقال الدكتور آدم محمد إبراهيم مجدداً داخل المستشفى العمومي، بعد أن كان قد أُلقي القبض عليه سابقًا وأُفرج عنه لعدم وجود أي أدلة ضده.
ويُعد الدكتور آدم، من بين قلة من الأطباء الذين اختاروا البقاء في ود مدني لمواصلة علاج المرضى رغم الأوضاع الأمنية المتقلبة، حيث واصل عمله الجراحي داخل المستشفى أثناء سيطرة قوات الدعم السريع، وبعد انسحابها ودخول الجيش ظل في موقعه الطبي يؤدي واجبه الإنساني دون انحياز لأي طرف.
لكن لم يرقَ هذا الالتزام للبعض، حيث استمرت المضايقات من قبل النقيب الشريق، الذي أعاد اعتقاله هذه المرة بناءً على شهادة مشبوهة من شخص يُدعى بخاري عثمان عوض، والذي كان نفسه محتجزًا من قبل النقيب ذاته.
وزعم بخاري أن الدكتور آدم كان يعمل بتنسيق مع قوات الدعم السريع، مما أثار الشكوك حول دوافع هذا الاتهام الذي يفتقر إلى أدلة ملموسة.
يُذكر أن مدينة ود مدني، ومنذ دخول الجيش، تعاني من انتهاكات جسيمة تنفذها قوات الأمن والمخابرات، إضافة إلى مليشيات أخرى مثل القوات المشتركة وقوات درع السودان، في صراع نفوذ بين هذه القوات من جهة والجيش من جهة أخرى.
وأصبحت تهمة التعاون مع العدو أداة لتصفية الحسابات، ونهب الممتلكات، والتنكيل بالخصوم، حيث يتم استغلالها بشكل ممنهج.