آخر الأخبار

تصاعد الأزمة في السودان: هل يوفر قانون اللجوء التشادي ملاذا آمنا للاجئين السودانيين؟

شارك

مع استمرار الحرب في السودان، يواجه مئات الآلاف من السودانيين أوضاعا إنسانية صعبة في تشاد، حيث فرّوا من الصراع المستمر بحثا عن الأمان.

ورغم استقبال تشاد لعدد كبير من اللاجئين، فإنّ هؤلاء يواجهون تحديات كبرى تتعلق بالسكن والغذاء والخدمات الصحية. في هذا السياق، أقرّت الحكومة التشادية قانونا بتاريخ 31 كانون الأول/ديسمبر 2020، يمنح اللاجئين السودانيين الحق في العمل، مما يطرح تساؤلات حول مدى تأثيره في تحسين أوضاعهم المعيشية.

مع استمرار النزاع المسلح في السودان لنحو عامين، تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع، مما يدفع مئات الآلاف من المدنيين إلى الفرار من ديارهم بحثًا عن الأمان.

الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أودت بحياة الآلاف، بينما يعيش الملايين في ظروف قاسية بسبب نقص الغذاء والمياه والخدمات الطبية.

في ظل هذه الأزمة المتفاقمة، أصبح تشاد أحد الوجهات الرئيسية للاجئين السودانيين الفارين من النزاع، حيث استقبلت البلاد أكثر من 720 ألف لاجئ سوداني وأكثر من 220 ألف تشادي عادوا إلى ديارهم بسبب الصراع، منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، “مما جلب أكبر أزمة نزوح في العالم إلى واحدة من أفقر دول العالم” وفقا لما أشارت إليه بعض المنظمات الانسانية.

وفي خطوة مهمة لدعم هؤلاء النازحين، أصدرت الحكومة التشادية قانونا 027/PR/2020 بتاريخ 32 كانون الأول/ديسمبر 2020، يمنح اللاجئين السودانيين الحق في العمل داخل أراضيها .

أهمية القانون

يعد هذا التشريع خطوة غير مسبوقة في المنطقة، حيث يتيح للاجئين فرصة الاندماج في المجتمع التشادي من خلال توفير فرص عمل رسمية لهم. ويهدف القانون إلى تعزيز الاعتماد على الذات بين اللاجئين، مما يقلل من الاعتماد على المساعدات الإنسانية ويسمح لهم بالمساهمة في الاقتصاد المحلي. كما يمنح اللاجئين إمكانية تحسين أوضاعهم المعيشية، خاصة في ظل استمرار الأزمة في بلادهم دون بوادر لحل قريب.

لقي هذا القانون ترحيبا واسعا من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، حيث اعتبره كثيرون نموذجا يجب أن تحتذي به دول الجوار التي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين. بالنسبة للسودانيين، يمنحهم هذا القانون فرصة لإعادة بناء حياتهم في بيئة أكثر استقرارا، بعيدًا عن أهوال الحرب التي دمرت بلادهم. كما أنه يساهم في التخفيف من الأعباء الاقتصادية التي تواجهها المنظمات الإنسانية التي تسعى لتوفير المساعدات لهم.

أصحاب عربات تشادية ينقلون متعلقات السودانيين الذين فروا من الصراع في منطقة دارفور بالسودان، أثناء عبور الحدود بين السودان وتشاد في أدري، تشاد. 4 آب/أغسطس 2023. المصدر: REUTERS/Zohra Bensemra

من ناحية أخرى، هناك تحديات قد تواجه تطبيق هذا القانون، بما في ذلك قدرة سوق العمل التشادي على استيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين، بالإضافة إلى الحاجة إلى سياسات واضحة لضمان عدم استغلالهم في ظروف عمل غير عادلة. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تمثل بارقة أمل للعديد من السودانيين الذين فقدوا كل شيء بسبب النزاع.

معاناة اللاجئين السودانيين في تشاد

وعلى الرغم من استقبال تشاد لعدد كبير من اللاجئين، فإنّ هؤلاء يعيشون في معسكرات مزدحمة تعاني من نقص في الغذاء والمياه والخدمات الطبية، حيث يواجهون أوضاعا صعبة زادتها المخاطر الأمنية وانتشار الأمراض.

ورغم الجهود الإنسانية، فإنّ استجابة المجتمع الدولي لا تزال دون المستوى المطلوب لمواجهة الأزمة المتفاقمة. فلم يتم تمويل سوى 30% من خطة الاستجابة للاجئين في تشاد في عام 2024، بل إن المساعدات الغذائية لم تكن كافية لتغطية احتياجاتهم اليومية بشكل كبير.

وفي الوقت نفسه، كانت قطاعات الحماية والتعليم هي القطاعات التي تعاني من أكبر الفجوات في الاستجابة للطوارئ حسب ما أشارت إليه بعض المنظمات، في بيان مشترك نشر بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2025.

وفي محاولة للتخفيف من حدة الأزمة، قدّمت بعض الدول، مثل ألمانيا، مساعدات مالية لدعم اللاجئين السودانيين في تشاد. كما عملت منظمات دولية على توفير الإمدادات الأساسية وتحسين البنية التحتية داخل المخيمات، إلا أن هذه الجهود تظل غير كافية مقارنة بحجم الاحتياجات المتزايدة.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا