آخر الأخبار

عقب توقيعه.. هل سيقلب اتفاق تأسيس الدولة السودانية الطاولة على البرهان؟

شارك

اعتبر محللون، أن التوقيع على الميثاق التأسيسي للحكومة السودانية، سيحدث هزة سياسية عميقة في الحركة السياسية السودانية، وتسحب سيادة الدولة من قبضة الجيش السوداني.

وأشاروا في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إلى أن التأسيس المرتقب للدولة السودانية، التي تسعى لاستيعاب تطلعات الشارع السوداني، سيقلب الطاولة على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.

هزة سياسية

وقال المحلل السياسي مصطفى سري، إن الحكومة المُزمع إعلانها من داخل السودان عقب التوقيع على وثائقها التأسيسية في نيروبي، ستحدث هزة سياسية عميقة في الحركة السياسية السودانية.

وأضاف في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن “هذا التوجه غير مسبوق في تاريخ السودان الحديث، حيث لم تقم أي معارضة سياسية أو مسلحة بهذه الخطوة منذ حركة (الأنانيا) في جنوب السودان منتصف الخمسينيات”.

خطوة جريئة

وأشار المحلل “سري” إلى أن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تأسست في العام 1983 في جنوب السودان وكذلك حركات الكفاح المسلح في دارفور، لم تخطُ هذه الخطوة كما لم يفكر في ذلك التجمع الوطني الديمقراطي (1990-2005)، مضيفا “لذلك هذه الخطوة تعد جريئة وفيها مخاطر أيضا”، وفق قوله.

وأوضح أن ما يميز تحالف تأسيس ضمه مجموعات سياسية وعسكرية غالب حواضنها من غرب السودان مع وجود معتبر لقوى سياسية من الشمال والوسط وشرق البلاد، متوقعا حدوث حالة استقطاب سياسي كبير، حسب وصفه.

وبيّن المحلل “سري” أن “هنالك من يفسر تكوين تحالف تأسيس بأنه جاء كرد فعل على الخطوات التي تتخذها حكومة بورتسودان‎ منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023 من محاكمة واعتقال المواطنين على أساس اللون والعرق وإعدام بعضهم أو طردهم أو منعهم من دخول مدن وولايات الوسط والشمال النيلي بما يشبه الفصل العنصري الذي حدث في جنوب أفريقيا، أو مثل تعامل دولة إسرائيل مع الفلسطينيين بإقامة الحواجز ومنح تصريحات المرور”.

التمييز في بورتسودان

ولفت إلى أن حكومة البرهان في بورتسودان مارست التمييز في منح الجواز وتجديده وتبديل العُملة، كما منعت إقامة امتحانات الشهادة الثانوية في مناطق الدعم السريع، مؤكدًا أن تلك شواهد تشبه ما حدث في السودان خلال فترة الاستعمار، ما عرف بـ”المناطق المقفولة”.

ورجح “سري” أن يتعامل المجتمع الإقليمي والدولي مع الطرفين خاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وقد يسهل الضغط على أطراف الحرب بالوصول إلى اتفاق وقف عدائيات برقابة دولية وإقليمية.

ومضى قائلًا: “ربما سيقود ذلك أيضًا إلى أن تكون هناك جولة مفاوضات بين الحكومتين تبدأ بوقف العدائيات وتنتقل إلى حل القضايا السياسية والأزمة المتجذرة ولكن لن يكون ذلك في وقت قريب”، مؤكدًا أن الحرب بعد إعلان حكومة جديدة لن تكون بين طرفين بل بين أطراف ما يجعل الباب مفتوحًا على كل الاحتمالات والسيناريوهات.

تطلعات الشعب

من جهته أكد الصحفي والمحلل السياسي حافظ كبير، أن تحالف “تأسيس” يسعى لاستيعاب تطلعات الشارع السوداني، مبينًا أنه يتشكل من مجموعات سياسية واسعة، كانت قد شاركت في الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، كما شاركت في السلطة الانتقالية.

تحقيق السلام

وقال لـ”إرم نيوز” إن هذه المكونات المعترف بشرعيتها ستشكل مع بعض حكومة مؤقتة لحفظ الوحدة وتحقيق السلام في كل السودان وليست بمناطق محددة، موضحاً أن الحكومة المرتقبة تسعى للتعبير كذلك عن الشعب السوداني وتطلعاته في السلام والوحدة والحرية والعدالة.

وأشار الصحفي حافظ كبير إلى أن الحكومة المرتقبة ستجيب عن الأسئلة التاريخية التي تسببت في الصراعات، وهي كيفية إدارة التنوع وتوزيع الثروة والسلطة بعدالة بين أقاليم السودان، عوضًا عن القبضة المركزية، مبينًا أن الوثيقة التأسيسية للحكومة أجابت عن كل الأسئلة وقدمت تصورا جيدا لإدارة السودان.

وذكر أن الحكومة ستعمل على حماية المدنيين في مناطق الصراع من القصف الجوي وإعادة ما دمرته الحرب خصوصا مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن التحدي الاقتصادي الذي سيواجه الحكومة يمكنها التغلب عليه إذا نجحت في عقد شراكات مع مؤسسات خارجية لتشغيل القطاعات الخدمية في الصحية والتعليمية وغيرها.

وأكد الصحفي حافظ كبير، أن الحكومة المرتقبة تحظى بتأييد شعبي واسع ظهر خلال المسيرات الجماهيرية التي خرجت في مدن دارفور مؤيدة لتحالف تأسيس، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه يقود إلى الاعتراف الإقليمي والدولي بالحكومة.

فرض الإرداة الشعبية

ونوه بأن الحكومة المرتقبة ستكون واحدة من أدوات فرض الإرداة الشعبية في السلام والوحدة، موضحا أنها ستتفاوض بشكل أفضل مع حكومة الجيش لتحقيق السلام خصوصا بعد تشكيل جيش موحد للحكومة الجديدة، مضيفًا أن “الاعتراف الشعبي والخطاب السياسي للمجموعات المؤيدة للحكومة، سيوفر غطاءً عسكريًا لفرض هيبة الدولة على الأسس الجديدة”.

ولفت الصحفي كبير إلى أن حكومة البرهان فاقدة للشرعية بعدما انقلبت على السلطة المتوافق عليها من الشعب ورفضت الاستجابة لدعوات السلام، وفوق ذلك أجرت تعديلات دستورية لتعزيز الحكم العسكري بدون مشورة مع الآخرين.

إدارة التنوع

بدوره توقع المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، أن تنجح الدولة الجديدة في إدارة ما فشلت فيه الحكومات السابقة، وهي إدارة التنوع، مبينا أن ذلك سيكون من عوامل قلب الطاولة على البرهان المتحالف مع الإخوان.

وأشار لـ”إرم نيوز” إلى أن تحالف “تأسيس” يضم أكبر المكونات الاجتماعية والسياسية في السودان، الأمر الذي يجعله مؤهلًا لسحب البساط من البرهان والمجموعة المحتكرة لسيادة السودان.

التأييد والاعتراف

ورجح المحلل جمعة أن تجد السلطة الجديدة التأييد والاعتراف الدولي والمحلي لكونها تسعى لوقف الحرب وحماية وخدمة مجتمعات واسعة بالسودان، عكس حكومة البرهان التي تصر على استمرار الحرب وحرمان المواطنين بمناطق سيطرة قوات الدعم السريع من الخدمات.

وأضاف أن “الحكومة الجديدة إذا عملت على التأسيس الجديد وفق ما هو معلن، فأنها ستجد القبول ويلتف حولها الناس وتجبر الجيش على القبول بالخروج من الحياة السياسية ويعود إلى دوره الطبيعي في حماية الأرض والابتعاد عن الانقلابات العسكرية.

ولفت المحلل جمعة إلى أن تجاوز العقبات المتوقعة أمام الحكومة الجديدة يعتمد على تنفيذ خطتها التي بشرت بها المواطنين وقدرتها على تقديم الخدمات للمواطنين.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا