أكدت قوى سياسية سودانية، بينها التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» برئاسة عبد الله حمدوك، على ضرورة مشاركة المدنيين في جميع مراحل العملية السلمية، بما فيها وقف العدائيات وتوصيل المساعدات الإنسانية.
واختتمت الجمعة أعمال اللقاء التشاوري الذي نظمته الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي بالتعاون مع «الإيغاد» في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في الفترة من 19 إلى 21 شباط/فبراير الجاري.
وشاركت في الاجتماعات أجسام سياسية ومدنية مختلفة، أبرزها التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» والكتلة الديمقراطية وتحالف السودان التأسيسي الموالي لقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى أحزاب بينها البعث والمؤتمر الشعبي.
وقال الأمين العام للتحالف المدني الديمقراطي «صمود» صديق الصادق المهدي، إن الاجتماعات التي دعا لها الاتحاد الأفريقي والإيغاد لمجموعات تمثل القوى المدنية والسياسية هي متابعة لاجتماعات سابقة كانت قد التأمت في آب/أغسطس الماضي وقبلها اجتماع في تموز/يوليو.
وأشار إلى أن الهدف من الاجتماعات التي اختتمت أعمالها الجمعة هو دعوة فريقي الاجتماعين السابقين للتوافق والتوصل لرؤية مشتركة، مؤكدا على الدور المهم المنوط بالاتحاد الأفريقي والإيغاد في عملية إيقاف الحرب ومشاركة المدنيين في تحقيق السلام في السودان.
وأكد أن قضية مشاركة القوى المدنية والسياسية مركزية في العملية السلمية، لافتا إلى الحراك الدولي ومساعي جمع الجيش السوداني والدعم السريع للتوصل إلى اتفاق لوقف العدائيات وإطلاق النار.
وأبدى أسفه لفشل تلك المساعي، مشيرا إلى أهمية مشاركة القوى المدنية والسياسية.
وقال إن دور القوى المدنية والسياسية مهم جدا في المراحل المختلفة وصولا إلى إنهاء الحرب، لافتا إلى أن العملية السياسية يجب أن تصمم بحيث تكون واحدة بمسارات متعددة.
ورأى أن الاجتماعات حققت تقدما وخاطبت القضايا الجوهرية، مضيفا: «سنواصل من جانبنا مع الاتحاد الأفريقي والإيغاد رؤيتنا السياسية المحدثة وفق المستجدات على الأرض الآن بما يتضمن أطراف العملية السياسية والأطراف التي يجب أن تشارك حتى في الاجتماعات التي يدعو لها الاتحاد الأفريقي والإيغاد.
وأبدى أمله في أن يستمر التشاور من أجل التوصل لتصميم يناسب تطورات الموقف ويتعامل مع مستجداتها ويستفيد من التجارب السابقة في تصميم واضح للعملية السياسية نفسها وتحديد واضح وتعريف للأطراف المدنية التي يجب أن تشارك في اجتماعات الاتحاد الأفريقي والإيغاد وكذلك تشارك في العملية السياسية لإيقاف الحرب.
وأكد على ضرورة إيقاف الحرب وأي حراك لتفتيت السودان مشيرا إلى سعي التحالف ضمن العديد من القوى السياسية والمدنية لإيقاف المعاناة وإعادة توحيد السودان.
وأضاف: «أن توحيد السودانيين من المهام بجانب إيقاف الحرب والعدائيات».
وقال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب المؤتمر الشعبي في بيان مشترك، أنها شاركت في الاجتماعات التي تمت بدعوة من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ومنظمة الإيغاد بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا في الفترة من 19-21 شباط/فبراير الجاري والتي هدفت لبحث سبل إطلاق حوار يسهم في إنهاء الحرب في السودان.
وأكد على ثقتهم في المؤسستين الإقليميتين ومبدأ أولوية الحلول الأفريقية لمشاكل القارة، مجددا دعوتهم للقوات المسلحة السودانية والدعم السريع بالاتفاق على وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ييسر عودة النازحين واللاجئين لمدنهم وقراهم، ويضع حداً للكارثة الإنسانية المروعة التي تعد الأكبر على مستوى العالم، وتمهد الطريق لحل سلمي تفاوضي يقود لسلام شامل وعادل ومنصف ومستدام في السودان.
ودعا جميع السودانيين للتصدي لخطابات الفتنة والكراهية والعنصرية، مضيفا: «بلادنا تشهد محنة كبرى تهدد وحدة ترابها وتمزق نسيجها الاجتماعي وتفرط في سيادتها ووجودها».
وأكد استمرار القوى المدنية في بذل كافة الجهود من أجل التصدي للأزمة الإنسانية وحماية المدنيين، والسعي للتوافق على تصميم عملية سياسية تشمل القوى السياسية والمجتمعية – عدا المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم السابق) وواجهاته – تفضي لإنهاء النزاع في السودان عبر مشروع وطني ديمقراطي، ينهي كافة أشكال الاستبداد والهيمنة والتمييز، ويضع لبنات سودان حديث موحد مدني ديمقراطي.
وأكد أن هذه المشاورات تعد خطوة مهمة في طريق بلوغ السلام مشيرا إلى استمرار التواصل المستمر مع الاتحاد الأفريقي والإيغاد والمجتمع الإقليمي، بما يعزز من فرص إنهاء الحرب في السودان في أسرع وقت ممكن.
وطالب التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة – صمود برئاسة عبد الله حمدوك بالبحث عن سبل تحقيق السلام في السودان عبر حلول سياسية تفاوضية تخاطب جذور الأزمة في البلاد، وتقوم على أساس عادل ومنصف يجعل من حرب 15 نيسان/ابريل 2023 آخر حروب السودان، ويعالج آثارها الكارثية.
وقال حزب الأمة القومي في تصريح حول مشاركة الحزب في مشاورات أديس أبابا إن ممثلي الحزب طرحوا خلال المشاورات «مشروع الخلاص الوطني» رؤية حزب الأمة القومي لاحتواء وإنهاء الحرب والعملية السياسية.
وذكر أن رؤيته تتضمن تحديد مراحل وخطوات العملية السياسية وآلياتها والمشاركين فيها بما يضمن التفويض الشعبي وتحقيق مشاركة الشعب السوداني في أخذ زمام الأمور في البلاد.
وشارك في الاجتماعات مسؤولو مفوضية حقوق الإنسان والشعوب الأفريقية ولجنة تقصي الحقائق حول حرب السودان وأكدوا انفتاحهم للاستماع لكافة الشهادات حول ما دار في الحرب.
ووصفت نائبة رئيس الحزب مريم الصادق المشاورات بالإيجابية، مشيرة إلى تأكيد القوى السياسية والمدنية المشاركة العزم على بذل كل الجهد لاحتواء الحرب ووقفها عبر رؤية سودانية تجمع عليها القوى السياسية المدنية بأسرع وقت، بما يحقق الوحدة الوطنية وكرامة الإنسان السوداني، عبر عملية سياسية شاملة تفضي إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام.
ورحب الحزب بدور الاتحاد الأفريقي وجهوده في توحيد القوى المدنية لإنهاء الحرب، مؤكدا أن الاتحاد الأفريقي يمثل المنصة الأساسية لمساعدة السودانيين للوصول إلى حل سياسي للأزمة الراهنة.
وقال إن الأولوية للوقف الفوري لإطلاق النار والعدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، مشيرا إلى أهمية المشاورات بين الآلية الأفريقية والقوى السياسية والمدنية للترتيب الجيد للعملية السياسية، وضرورة تكامل المنابر التي تسعى للحل التفاوضي للحرب في السودان والتنسيق بينها.
وأكد على ضرورة الالتزام بجدول زمني محدد تتم بموجبه المشاورات واللقاءات المفضية إلى بدء العملية السياسية وانتظام انعقادها، لمناقشة إحلال السلام وإنهاء الحرب من أجل رفع معاناة المواطنين ووحدة وسيادة السودان.
وأشار الحزب إلى أهمية بناء الثقة فيما بين القوى والتنظيمات والمجموعات السودانية، ابتداء بالتوافق على ميثاق شرف يلتزم به الجميع، والعمل الجاد لخلق مناخ ملائم للحوار باتخاذ خطوات عملية لمواجهة خطاب الكراهية وعدم استغلال الآليات القانونية في الخلافات السياسية.
القدس العربي