في خطوة لم تكن مفاجئة لاسيما بعد تنامي الحديث مؤخرا في السودان عن إمكانية تشكيل حكومة موازية، وقعت قوات الدعم السريع ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها، مساء أمس السبت، لتشكيل “حكومة سلام ووحدة” في الأراضي التي تسيطر عليها.
فما الذي نص عليه هذا الميثاق الذي يشكل خطوطاً عريضة لمطالب هذه الحكومة أو أهدافها؟
فبحسب معلومات نص الميثاق على تأسيس وبناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية قائمة على الحرية والمساواة والعدالة وغير منحازة لأي هوية.
كما أشار إلى منح الدستور ما أسماها الشعوب السودانية ممارسة حق تقرير المصير حال عدم الإقرار بالعلمانية أو النص بفصل الدين عن الدولة في الدستور الانتقالي والدائم للبلاد.
كذلك نص على أن يكون الحكم في البلاد ديمقراطياً تعددياً تختار فيه الشعوب من يحكمها عبر انتخابات حرة ونزيهة مع تأسيس نظام حكم لا مركزي حقيقي يقوم على الاعتراف بالحق الأصيل لجميع الأقاليم في إدارة شؤونها على المستوى المحلي لضمان المشاركة الواسعة والعادلة للقواعد في كافة مستويات السلطة ويحقق التنمية المتوازنة والتوزيع العادل للسلطة والثروة.
إلى ذلك، تضمن الميثاق تأسيس جيش وطني جديد مهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة يعكس التعدد والتنوع ويخضع من أول يوم من تأسيسه للرقابة والسيطرة المدنيتين مع تشكيل شرطة ومخابرات مهنيتين ودون أي ولاءات.
وشدد على الالتزام بالعدالة وإنهاء الإفلات من العقاب. وأكد الميثاق أن هناك عدة دواعٍ لتشكيل حكومة، أولها إنهاء الحروب وتحقيق السلام الشامل والعادل، وتوزيع المساعدات عبر فتح جميع المعابر البرية والجوية والمطارات دون قيود، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى كافة ولايات السودان والحفاظ على وحدة البلاد .
كما شدد على أهمية تشكيل حكومة من أجل استعادة الحقوق الدستورية لجميع المواطنين بدون تمييز، واسترداد مسار الحكم المدني الديمقراطي، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين عبر تبني الحكومة لسياسات تعزز الأمن والسلم الدوليين، والابتعاد على الاستقطاب والاصطفاف الدولي الذي قامت به الحكومة الموجودة في بورتسودان.
يشار إلى أن أكثر من 20 حزبا وحركة مسلحة وجسما مجتمعيا وقعوا مع قوات الدعم السريع على هذا الميثاق الذي يمهد الطريق لتشكيل حكومة بمناطق سيطرة الدعم السريع.
ومن أبرز الموقعين قوات الدعم السريع، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، فضلا عن تحالف الجبهة الثورية التي يقودها عضو مجلس السيادة السابق الهادي إدريس.
أتى ذلك فيما لا تزال الحرب الدامية مستمرة بين قوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، والجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان منذ منتصف أبريل 2023، وسط مكاسب كبيرة حققها الجيش خلال الأسابيع الماضية.
العربية نت