نفذت قوات الدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حملة اعتقالات واسعة استهدفت أفراد الشرطة السابقين على مدار أسبوع كامل، وذلك وفقًا لمصادر محلية وشهود عيان. الحملة جاءت في إطار مزاعم تتعلق بارتباط هؤلاء الأفراد بالجيش السوداني وتعاونهم معه، بالإضافة إلى عدم تسجيلهم في قوائم الانضمام للشرطة المدنية في الولاية.
وأفاد مصدر فضل عدم الكشف عن هويته، أن الحملة التي قادها الملازم خالد سبيل، المسؤول عن الأنشطة الخاصة في نيالا، تمت بالتعاون مع زاهر سراج ومجدي حلوف. وقد شملت الاعتقالات عمليات متزامنة في عدة مواقع حيوية بالمدينة، مثل أسواق قادرة وموقف الجنينة وسوق المواشي والسوق الشعبي، بالإضافة إلى بعض الأحياء السكنية. الهدف من هذه العمليات كان القبض على أفراد الشرطة السابقين وإجبارهم على الانضمام إلى إدارة الشرطة الفيدرالية التابعة لقوات الدعم السريع.
هذه الحملة تأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة توترات أمنية متزايدة، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى تعزيز سيطرتها على الأوضاع الأمنية في المدينة. وقد أثارت هذه الاعتقالات ردود فعل متباينة بين السكان، حيث اعتبر البعض أن هذه الخطوات تعكس سياسة قمعية تهدف إلى إضعاف المؤسسات الأمنية التقليدية، بينما يرى آخرون أنها ضرورية لضمان الاستقرار في ظل الظروف الراهنة.
وأضاف المصدر أن الاعتقالات طالت العشرات من أفراد الشرطة السابقين الذين كانوا يعملون في وحدات مختلفة، وأن بعضهم اتجه للعمل في الأسواق ووسائل النقل بعد الحرب، ومن بين المعتقلين: “محمد أبكر، ياسر محمد بخيت، النور آدم، عماد الدين يحيى، علي داؤود، خليل أحمد، والشرطي ضوّاي”.
وأشار إلى أنه تم الإفراج عن النور آدم ومحمد أبكر، بينما لا يزال الآخرون قيد الاعتقال.
وفي ذات السياق، كشف أحد أقرباء المعتقل ياسر محمد بخيت، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لموقع “دارفور24” أن ياسر اعتُقل من منزله في حي السد العالي بتهمة التعاون مع الجيش السوداني، وقد ظل محتجزاً لأكثر من شهر دون محاكمة أو إطلاق سراح.
وأفاد مصدر شرطي في نيالا أن الملازم خالد سبيل، الذي كان يعمل مساعدًا في شرطة المباحث قبل الحرب، يواصل ملاحقة العسكريين السابقين في الجيش والشرطة والمخابرات العامة.
من ناحية أخرى، أكد مصدر في قوات الدعم السريع أن هذه الاعتقالات تهدف إلى تحديد أفراد الشرطة الذين لم يعلنوا ولاءهم لقوات الدعم السريع، وإعادتهم للعمل في أقسام الشرطة بعد تفعيل النيابة والقضاء للاستفادة من خبراتهم.
دارفور24