أجبرت الغارات الجوية المكثفة، التي استمرت لأكثر من ستة أيام، على بعض أحياء مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، السكان على إخلاء المنازل والنزوح إلى أحياء أخرى داخل المدينة وإلى مخيمات النزوح والمحليات الأخرى بالولاية.
وقال مواطنون في نيالا لـ “دارفور24″، إن الغارات الأخيرة خلفت أعدادًا كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين، ودمرت عددًا من المنازل في أحياء السينما والجمهورية والامتداد وسط المدينة وحي المصانع شمال شرق المدينة.
وأفاد مصدر طبي بمستشفى نيالا التعليمي بأن الغارات الجوية المكثفة على المدينة أسفرت عن أكثر من 50 قتيلًا وعشرات الجرحى.
وقال شاهد العيان، إسماعيل أحمد، لـ “دارفور24” إنه فضل البقاء طوال الفترة السابقة داخل منزله بحي الجمهورية وسط المدينة، لكنه قرر الرحيل إلى حي الوحدة جنوب المدينة.
وذكر أنه اتخذ قرار الرحيل بعد أن رأى بأعينه الغارات الجوية العنيفة على الحي التي أودت بحياة 32 شخصًا في يوم واحد، وأكثر من 10 جرحى معظمهم نساء وأطفال وكبار سن.
وأشار إلى أن أسرته قررت المغادرة وسط حزن خيم عليهم بسبب ترك منزلهم والسكن بالإيجار، وزيادة التكاليف والمصروفات في ظل أوضاع اقتصادية مأساوية بالمدينة، وانعدام فرص العمل.
وبلغت الغارات الجوية خلال 6 أيام أكثر من 10 غارات، شملت أحياء الجمهورية والسينما ودريج والمصانع وجامعة نيالا في ضاحية “موسيه”، إضافة إلى إغلاق الشرطة.
واستقبل مخيم كلمة للنازحين، الذي يقع على بعد 7 كلم شرقي المدينة، عشرات المواطنين بعد فرارهم من المدينة الأسبوع الماضي، وفقًا لشهود عيان تحدثوا لـ “دارفور24”.
وذكر موسى إسماعيل، أحد سكان مخيم كلمة للنازحين لـ “دارفور24″، أن عددًا من الأسر وصلت إلى المخيم واستقرت داخله بإستضافة عائلات أخرى.
وقال إن غالبية الأسر نزحت من حي المصانع والسلام وأحياء السد العالي وعباد الرحمن ودريج والجبل وسكة حديد.
واعتبر يوسف أبكر، مواطن بمدينة نيالا، غارات الطيران الحربي المكثفة والمستمرة على المدينة كهدف لتهجير السكان إلى خارج البلاد، ويظهر ذلك بوضوح من خلال الضحايا المدنيين بصورة متكررة، على حد قوله.
وقال يوسف إنه شاهد كيف استُخرج الضحايا من تحت الركام في مصنع عبد الوارث للزيوت، وكان هناك هلع وسط العمال والمواطنين القاطنين جوار المصنع.
وأوضح أن الغارات أجبرت سكان حي المطار ودوماية والجمهورية والسينما وبقية الأحياء على البحث عن مكان آمن، من بينها النزوح نحو حي السلام والوحدة وغرب الإذاعة، ومناطق بليل ومحلية السلام وعد الفرسان ورهيد البردي وبرام وقريضة.
وقالت منظمة الهجرة الدولية إن التقديرات تشير إلى نزوح 275 أسرة من مدينة نيالا في الفترة ما بين 2 و4 فبراير الجاري، بسبب الغارات الجوية على المدينة، والتي أثرت على أحياء متعددة، بما في ذلك حي الجمهورية، والوادي، والمطار، وسكة حديد، ومجوك، وموسيه، بالإضافة إلى مخيمي عطاش ودريج للنازحين.
وأشارت إلى أن الأسر نزحت إلى مناطق أخرى داخل الولاية، ولجأ عدد غير مؤكد من الأسر عبر الحدود إلى البلدان المجاورة.
دارفور24