انتظم صحفيون ونشطاء في حملة تلقائية لمناصرة مراسلة قناة الشرق بالسودان الأستاذة مها التلب فور إصدار صحفي منسوب للأجهزة الأمنية التابعة للنظام البائد تحريضا ضدها يطالب سلطة الأمر الواقع بملاحقتها و(تطيير رأسها) علي خلفية تقرير صحفي بثته على قناة الشرق زعما انها في التقرير (تتجرأ علي الشعب والجيش السوداني وتنقل أخبار عصابات ومليشيات التمرد بجرأة لم يسبقها إليها أحد).
وبالفعل وردت أنباء بعد ساعات من هذا التحريض أفادت بأن جهاز الأمن يحقق مع الصحفية السودانية (مها التلب).
ودون الصحفي المنسوب علي جهاز أمن النظام البائد عبد الماجد عبد الجميد رسالة تحريضية ضد الأستاذة مها التلب علي الفيسبوك موجهة إلى جهاز المخابرات العامة ووزير إعلام سلطة الأمر الواقع تساءل فيها: “من يقف وراء مراسلة قناة الشرق بالسودان؟!”.
وأضاف: “من يوفر لها الحماية في بورتسودان لتتجرأ على الشعب والجيش السوداني وتنقل هذه أخبار عصابات ومليشيات التمرد بهذه الجرأة التي لم يسبقها إليها أحد؟!”.
وتمادي في تحريضه مطالبا برأس الأستاذة مها التلب قائلا: “في عاصمة الدولة التي تملك هذه القناة سيطير رأس أي صحفي أو صحفية يقوم بنقل سطر واحد من حديث لأي معارض ناهيك أن ينقل علي الهواء تصريحاً لمليشيا تمرد تتوعد جيش البلاد الهزيمة”.
واختتم الصحفي الفلولي التدوينة مخاطبا جهاز المخابرات ووزير الإعلام بسلطة الامر الواقع : “إن طرق سمعكم هذا التقرير الصحفي واستعصمت بالصمت فهذه مصيبة.. وإن لم تشاهدوا.. أو تسمعوا فالمصيبة أعظم”.
من جانبها تصدت الأستاذة الصحفية شمايل النور لتحريض الصحفي المنسوب للنطام البائد ودونت على صفحتها علر فيسبوك: “وسطنا الصحفي دافع لثمن باهظ بسبب التحريض، فقدنا فيه أرواح وسالت دماء، والمؤسف حقا أن يصدر التحريض من زملاء المهنة”.
وأضافت: “الزميلة مها التلب، مراسلة تنقل الوقائع كما هي من كل الأطراف وتتعامل مع كافة البيانات الرسمية، هذه أبحديات العمل الصحفي ولا يحتاج الأمر إلى كثير شرح”.
يذكر أن نقابة الصحافيين السودانيين، أكدت أن عام 2024 شهد زيادة هائلة في أعداد القتلى من الصحفيين، إذ لقي 16 صحفياً حتفهم، بزيادة 300% عن العام 2023. وقالت النقابة في تصريح على صفحتها بموقع فيسبوك، أمس، إن ما يثير الصدمة والغضب هو الاستهداف الممنهج للصحفيين، إذ ارتفع عدد الصحفيين الذين تم اغتيالهم منذ بداية الحرب إلى 20 صحفياً وصحفية.
وأشارت إلى أنها وثقت “110” انتهاكات خلال عام واحد فقط (2024)، وأضافت أن هذا الرقم لا يعكس سوى جزء صغير، إذ أن العديد من الحالات لا تزال مجهولة والعديد من الأصوات لا تزال مكتومة. وأبانت النقابة أن مجمل الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون ووسائل الإعلام منذ اندلاع الصراع بلغت “509” حالات انتهاك موثقة.