آخر الأخبار

الجماعة الإسلامية والجيش السوداني.. خطوات البرهان المتسارعة إلى لاهاي!

شارك الخبر

فداء الحلبي

في السودان، يشكل التداخل بين الجماعة الإسلامية والجيش السوداني خطراً كبيراً على مستقبل البلاد الديمقراطي واستقرارها.

تحت قيادة عبدالفتاح البرهان وبعض الضباط، تم استخدام الجيش لإعادة السلطة للجماعة الإسلامية، مع تنفيذ سياسة متعمدة لضرب مؤسسات الدولة وسلب الثورة من القوى المدنية والسياسية.

منذ انتفاضة ديسمبر 2018 التي أطاحت بنظام عمر البشير الإسلاموي، كان هناك تحالف سري بين بعض قادة الجيش وجهات معينة في الجماعة الإسلامية. هذا التحالف سعى للاستحواذ على السلطة مرة أخرى، باستخدام الجيش كأداة للتنفيذ.
استغلوا الفراغ السياسي الناتج عن إسقاط النظام، ما سمح لهم بإبعاد القوى السياسية المدنية عن مراكز القرار ومنعهم من ممارسة أي تأثير فعال في الحكم الانتقالي.

ضرب مؤسسات الدولة..
التدخلات العسكرية للجماعة الجهادية في شؤون الدولة لم تقتصر على السيطرة على السلطة السياسية فحسب، بل شملت أيضاً ضرب مؤسسات الدولة الأساسية.
من خلال التحالف بين الجماعة الإسلامية والمؤسسة العسكرية، تم استخدام الجيش لتحطيم البنية التحتية الاقتصادية والتعليمية، ما أضعف الدولة وسهل التحكم فيها، كما تم تعطيل العديد من المشاريع الحكومية وإخضاعها للرقابة العسكرية، ما أدى إلى تراجع في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وفقدان الأمن وانتشار الجريمة المنظمة وتهجير الشعب السوداني.

الأعمال الإرهابية:
إلى جانب ضرب الدولة، استخدمت الجماعة الإسلامية الجيش لتنفيذ الأعمال الإرهابية. تحت مظلة الحرب الأهلية، حيث تم تدريب وتسليح ميليشيات متطرفة أعدادها بالعشرات، مثل كتيبة البراء بن مالك، التي تسيطر على ياسر العطا وهو معاون البرهان وأحد أبرز جنرالات الحرب الدموية.
تعمل هذه الجماعات الجهادية على تنفيذ هجمات مركزة ضد المدنيين والمنشآت العامة، وهذه الأعمال الإرهابية لم تكن فقط لتخويف السكان وإظهار القوة، بل كانت أيضاً لإعادة تشكيل السيطرة على المجتمع من خلال الخوف والقمع والإرهاب.

العقوبات الأمريكية وارتباط البرهان بالجماعة الإسلامية:
لقد تعرض عبدالفتاح البرهان وضباط الجيش السوداني لعقوبات أمريكية بسبب تآمرهم مع الجهاديين والمتطرفين في الجماعة الإسلامية. هذه العقوبات ليست مجرد رد فعل على الانقلابات العسكرية، بل تمثل تصعيداً للضغط الدولي لمواجهة الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت بحق المدنيين السودانيين، والانتهاكات التي تشمل القتل، الاختطاف، التعذيب، وسوء المعاملة، والتنكيل وإبادة عائلات بأكملها، جميعها تم تنفيذها بشكل مباشر أو غير مباشر بمشاركة الجيش تحت قيادة البرهان.

الإدانة والمحاسبة
يدين العالم اليوم البرهان ومسؤول الصناعات العسكرية وسائر الضباط المتورطين بالجماعة الإسلامية بشدة. ارتكابهم الجرائم ضد الإنسانية، ناهيك عن تقارير أممية تؤكد استخادم البرهان للأسلحة الكيميائية، حيث توصل المجتمع الدولي إلى حقيقة أنه لا يمكن أن يترك بدون محاسبة، وقد نشهد فس الأيام المقبلة بداية سيره في الطريق إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

وينبغي على المجتمع الدولي والمحلي دعم السودان في مسار انتقالي حقيقي نحو الديمقراطية، حيث تكون السلطة في يد المدنيين، وليس في يد من يستغل الجيش لتحقيق أجندات إرهابية وسياسية متطرفة، كما يجب أن يكون هناك تركيز على بناء مؤسسات ديمقراطية قوية، مع التأكيد على أن العدالة والمساءلة هما الأساسان لإعادة الثقة بين المواطنين والدولة.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا