آخر الأخبار

مواطنون يصارعون الجوع وسلع الإغاثة تباع في الأسواق

شارك الخبر

انتشرت بكافة ولايات السودان سلع الإغاثة والمساعدات الإنسانية معروضة للبيع في المحال التجارية وفي أسواق ولايات البحر الاحمر وكسلا والقضارف وغيرها من الأسواق، وهناك كميات كبيرة تباع بالأسواق وسط استياء من المواطنين الذين يقبلون على شرائها مجبورين بعد ان فشلوا في الحصول عليها لأكثر من عام.

ويتهم المواطنون بعض التجار بالتربح في سلع ومنتجات غير مخصصة للبيع ودون رقابة أو مساءلة من الجهات المختصة ممثلة في مفوضية العون الإنساني التي مهمتها إيجاد آليات رقابية لإيصال هذه المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها من الفقراء والمحتاجين الذين يموتون جوعا، في حين يشكو ملايين النازحين في مراكز الإيواء من نقص المساعدات رغم وصول آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب في السودان أبريل 2023، ولا يزال الاف من النازحين في مراكز الإيواء بالولايات لم يتلقوا المعونات. وتقول المواطنة سحر إنها لم تتلقَّ إغاثة من عام ونصف، وان غالبية المواطنين بمراكز الايواء لم تصلهم أي سلع إغاثة، وأضافت أن سوق صابرين بأم درمان قبل حرقه بالقصف كانت غالبية المحلات تكتظ بسلع الإغاثة رغم أنها مكتوب عليها غير مخصصة للبيع، واوضحت ان المواطنين يقبلون على شرائها لأنها ذات جودة بجانب أن أسعارها أقل. وأكدت سحر لـ”مداميك” أنها كانت تشتري الألبان وبسكويتات وأرز وغيرها من السلع الاستهلاكية ولاحظت أنها مكتوب عليها أنها غير مخصصة للبيع، لافتة إلى أن غالبية المواطنين ممن فقدوا وظائفهم او عائلهم في حاجة ماسة لمثل هذه السلع الإغاثية القادمة من الدول الأجنبية التي قامت بشحن الالاف من الاطنان من المساعدات الإنسانية. وتضيف المواطنة نجاة وهي أم لثلاثة أطفال، إنها تعيل اطفالها في احد مراكز الايواء ببورتسودان، ولم تتلق مساعدات إغاثية لأكثر من عام، واضافت انهم يعيشون أوضاعا كارثية بسبب الجوع والفقر، وانها خرجت للعمل خادمة باليوم لتوفير قوت يومها لها ولابنائها، وأحيانا تجد عملا وأحيانا لا تجد، وأشارت إلى أن أطفالها يعانون من سوء التغذية وفقر الدم بسبب عدم مقدرتها على توفير حياة معيشية مستقرة.

ومن جانبها أوضحت المواطنة فائزة وهي أم لخمسة أطفال وتسكن بشرق النيل في الخرطوم، أن هناك كميات كبيرة من سلع الإغاثة متواجدة بالأسواق ولم تصلهم أي مساعدات منذ اكثر من عام ونصف، وقالت ان بعض المنظمات تقوم بتوزيع الإغاثة وبعضها منتهي الصلاحية في مراكز الايواء، ولان غالبية المواطنين محتاجون لمساعدات الإعاشة يقومون باستخدامه لتأمين قوت يومهم، كما تقدم اليهم مساعدات تكفي لأيام بسيطة من بعض الخيرين. وأبانت فائزة أن أبناءها يذهبون أحيانا إلى المطابخ الخيرية للحصول على وجبة رغم الازدحام الشديد، وتضيف أنها فقدت زوجها وليس لديها من يعولهم وتعيش أوضاعا صعبة ويعاني اطفالها من سوء التغذية وفقر الدم. وفي كردفان قال المواطن محمد علي إن سلع الإغاثة تباع بالأسواق وغيرها من المناطق الأخرى وهناك الآلاف من المواطنين لا يحصلون على هذه السلع ولكنها متواجدة في الأسواق، وكذلك الحال في دارفور، مبنيا أن المواطنين يشكون من فشلهم في الحصول على أي مساعدات إنسانية لعدة اشهر، ولكنهم يشترونها من الأسواق رغم علمهم أنها مخصصة للتوزيع على المتضررين من الحرب ويتم توزيعها مجانا.

بدورها برَّأت «مفوضية العون الإنساني» نفسها من بيع المواد الإغاثية في الأسواق، مؤكدةً أنه «لا يوجد تسريب للمساعدات الإنسانية (من جهتها)، وأن تصرفات بعض المواطنين لا يمكن أن تُحسب عليها» وقالت مفوضة العون الإنساني، سلوى آدم بنيه، لـصحيفة «الشرق الأوسط» إن «بيع مواطن لحصته من الإغاثة في السوق ليست مسؤوليتنا»، مشيرةً إلى أن «بعض المتلقين للمساعدات يضطرون إلى بيعها لشراء معونات أخرى يحتاجون إليها مثل دقيق حبوب الذرة والدخن».

وكشفت المسؤولة الحكومية عن «تشكيل لجنة مكونة من ممثلي عدد من المؤسسات ذات الصلة لمراجعة مخازن تابعة لبعض المنظمات لمعرفة ما يوجد بها من مواد إغاثة، ولماذا لم يتم توزيعها؟».

وكان مجلس وزراء سلطة الأمر الواقع أصدر في سبتمبر 2023قراراً بإقالة مفوض العون الإنساني، نجم الدين موسي، وكان ذلك بعد نشر تقارير إعلامية أشارت إلى «فساد كبير» في ملف الإغاثة.

وقالت الأمم المتحدة، إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة بسبب استمرار الحرب المدمرة.

مداميك

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا