النيل الأبيض: الراكوبة
عُقدت اليوم الثلاثاء جلسة في مجمع محاكم مدنية الدويم بولاية النيل الأبيض، للنظر في قضية الاعتداء على القاضي المقيم بمدينة الدويم، صديق عبدالموالي، من قبل رائد في القوات المسلحة السودانية.
وخلال الجلسة، قدم المعتدي اعتذارًا رسميًا للقاضي، الذي قبل العفو، ليتم رفع الجلسة بالصلح، وسط حضور كثيف من قيادات الجيش والشرطة وجمع كبير من مواطني الدويم.
وقد وقع الحادث في نوفمبر الماضي عندما اعتدت قوة مسلحة تابعة للجيش السوداني على القاضي صديق عبدالموالي أمام المواطنين دون أسباب معلنة.
وفي تسجيل صوتي استمعت إليه الراكوبة، روى القاضي تفاصيل الاعتداء، موضحًا أنه تعرض للضرب عقب انتهاء الدوام عند الساعة الرابعة مساءً. وقال إنه كان برفقة زملائه القضاة عند دخولهم بسيارتهم إلى السوق، فتوقف جانبًا للسماح لعربة قتالية مسلحة بالمرور، لكنه فوجئ بضربة عصا على رأسه.
وأضاف أن الضابط المعتدي، وهو برتبة رائد، واصل الاعتداء عليه بالضرب والشتم، وعندما حاول زملاؤه القضاة التدخل، رد الجنود بتهديدهم بالسلاح. وأوضح أن الاشتباك انتهى بعد أن تمكن زملاؤه من تثبيت المعتدين وانتزاع السلاح منهم.
وأثار الحادث استياءً واسعًا في الأوساط القانونية والمجتمعية، حيث اعتُبر استهدافًا لهيبة القضاء وانتهاكًا لاستقلاليته. ورغم إنهاء القضية بالصلح، لا تزال تداعياتها تلقي بظلالها على العلاقة بين المؤسسة القضائية والجيش في الدويم.