أفادت مصادر عسكرية في السودان بأن قوات الدعم السريع حققت تقدمًا كبيرًا في مدينة الفاشر الواقعة شمال دارفور، حيث تسعى هذه القوات لتأكيد سيطرتها على المدينة وسط مقاومة من الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة.
تطويق المدينة
وذكرت المصادر أن قوات الدعم السريع أصبحت قريبة من مقر الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني، بعد أن أحاطت بالمدينة من جميع الاتجاهات، ووصلت إلى ما يعرف بـ “لفة تقرو”، التي تقع بالقرب من مقر قيادة الجيش.
وأفادت بأن قوات الدعم السريع قد استولت على المناطق الغربية لمدينة الفاشر، وهو تطور يعد الأول من نوعه منذ بدء المعارك في المدينة. وأوضحت أن القوات تتمركز حاليا في منطقة “قولو” وتصل إلى الشرق حتى سجن شالا القريب من مقر قيادة الجيش.
ووفقًا للمصادر، فإن قوات الدعم السريع التي تشارك في المعارك بمدينة الفاشر يقودها النائب الثاني للقوات، الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الذي قام بتطبيق استراتيجية التطويق من جميع الجهات.
وأشارت إلى أن الجهة الغربية من مدينة الفاشر كانت متاحة لخروج المقاتلين من الجيش والمتحالفين معهم، موضحة أنه بعد انتهاء المهلة الأخيرة التي منحتها قوات الدعم السريع للجيش للانسحاب من المدينة، تم اتخاذ قرار بإغلاق المحور الغربي والقيام بالهجوم من خلاله.
عملية الصحراء
وتوقع الصحفي والمحلل السياسي أبوعبيدة برغوث أن تسقط مدينة الفاشر قريبًا تحت سيطرة قوات الدعم السريع، بسبب الظروف الراهنة.
وقال برغوث، إن “استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر، التي تحقق تقدمًا كبيرًا في الميدان، سيؤثر بشكل كبير على مجريات الحرب في السودان، حيث ستمتد سيطرة الدعم السريع إلى مناطق جديدة، قبل أن تتجه شمالًا وشرقًا”.
وأعرب عن أن “سقوط الفاشر سيؤدي إلى تغيير موازين المعركة، مما سيمكن قوات الدعم السريع من السيطرة على مناطق أخرى بناءً على الحقائق والظروف الحالية على الأرض”.
وأفاد بأن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يسعى لاستغلال قوات الحركات المسلحة المتحالفة معه للقتال في الفاشر ومنع سقوطها، غير أن “عملية الصحراء” قد أضعفت هذه القوات بشكل كبير بعد تدمير قوتها الأساسية على يد قوات الدعم السريع.
وذكر برغوث أن القوات المتبقية من الحركات التي تقاتل في الفاشر غير قادرة على إحداث تغيير كبير أو الحفاظ على المدينة.
خسائر كبيرة للجيش
وشهدت المدينة أوسع هجوم يوم الأربعاء الماضي، حيث اقتربت قوات الدعم السريع من قيادة الجيش في الفاشر مسافة كيلومتر واحد، قبل أن تقوم بقصفها بالمدفعية الثقيلة مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف جنود الجيش وحلفائه، وفقاً لتقارير متطابقة.
وأكد موقع “دارفور24” المتخصص في متابعة الأحداث في الإقليم، أن الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر يوم الأربعاء كان الأكثر شدة من نوعه، حيث اقتربت القوات المهاجمة من ميدان “النقعة” القريب من مقر قيادة الجيش في المدينة.
وذكر الموقع أن قوات الدعم السريع بعد دخولها الفاشر قامت بقصف مقر قيادة الجيش في الفرقة السادسة بالإضافة إلى المنزل الرئاسي للوالي، مما أسفر عن مقتل أحد الحراس الشخصيين لوالي شمال دارفور المكلف حافظ بخيت وإصابة عدد من العسكريين الآخرين.
وأعطت قوات “الدعم السريع” جميع المسلحين والمقاتلين في مدينة الفاشر مهلة مدتها 48 ساعة لتسليم أسلحتهم ومغادرة المدينة، مع ضمان معاملتهم بشكل جيد وإطلاق سراحهم على الفور.
وأفادت في بيان لها أن “قواتها توجه نداءً أخيرًا للمقاتلين في الجيش المختطف وحركات المرتزقة، وهي تدرك تمامًا أن معظمهم من أبناء الفئات المهمشة والمظلومين، ومن دفعهم الوضع الراهن إلى الامتثال للأوضاع والقتال بالنيابة عن عصابة الحركة الإسلامية”.
وحثّت جميع المسلحين على الإسراع في تسليم أسلحتهم ومغادرة المواقع العسكرية فوراً، مشددة على أنه بعد انقضاء المهلة المحددة، لن تتهاون في اتخاذ إجراءات حاسمة ضد جميع المسلحين داخل المدينة.
المصدر: ”إرم نيوز”