شهدت مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة نفذتها قوات الدعم السريع، استهدفت مدنيين وعسكريين بتهم تتعلق بالتخابر مع الجيش السوداني.
وأفاد شهود عيان بأن الحملة جاءت في إطار تصاعد التوترات الأمنية في المدينة، حيث تم اعتقال أكثر من 20 شخصًا، بينهم مواطنون وعناصر من قوات الشرطة والمخابرات، بالإضافة إلى أفراد من الاستخبارات العسكرية الذين يقيمون في المدينة بعد انسحاب الجيش منها.
وأكد مصدر مطلع أن من بين المعتقلين شخصيات معروفة مثل محمد أحمد عبدالرحيم وآدم محمد بدر، حيث تم نقلهم إلى معتقلات جهاز المخابرات العامة الواقعة شرق المدينة.
وتأتي هذه الاعتقالات في وقت حساس، حيث تشهد المدينة تصاعدًا في أعمال العنف والاحتجاجات ضد قوات الدعم السريع، مما يعكس حالة من الاستياء بين المواطنين تجاه هذه القوات.
ومن جانبه، أوضح مصدر من قوات الدعم السريع في نيالا، فضل عدم الكشف عن هويته، أن العنف ضد قوات الدعم السريع قد زاد بشكل ملحوظ خلال شهر يناير، بالتزامن مع تكثيف الطيران الحربي للجيش غاراته على المدينة.
وأشار إلى أن هذه الاعتقالات تأتي بناءً على توجيهات قائد قوات الدعم السريع، عبدالرحيم دقلو، في محاولة للحد من التهديدات التي تواجههم من قبل عناصر يُعتقد أنهم متعاونون مع الجيش وأفراد عسكريون سابقون.
وأفاد مصدر من قوات الدعم السريع أن عدد المعتقلين المدنيين يتجاوز 400 شخص. ويشمل هذا العدد عسكريين سابقين وبعض المدنيين الذين كانوا يتعاونون مع الجيش السوداني، حيث يتم احتجازهم في عدة مواقع.
وتتوزع أماكن الاحتجاز بين عدد من المرافق، منها مقرات إدارة مكافحة الملاريا، والجهاز القضائي، بالإضافة إلى القشارات ومقر جهاز المخابرات العامة. كما يُحتجز بعض المعتقلين في مقر محكمة جرائم دارفور الكائن في حي المطار.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه السودان توترات أمنية وسياسية، مما يثير القلق بشأن حقوق الإنسان وظروف الاحتجاز. ويطالب العديد من المنظمات الحقوقية بضرورة الإفراج عن المعتقلين وضمان سلامتهم.
دارفور24