أفاد سكان محليون في مدينة أم كدادة، التي تقع على بعد 187 كيلومترًا شمال شرق الفاشر، عاصمة شمال دارفور، بوقوع اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصًا وإصابة آخرين من أفراد المقاومة الشعبية والمدنيين.
ووقعت الحادثة أمس الأحد، حيث شهدت المنطقة تصاعدًا في العنف نتيجة المواجهات بين قوات الدعم السريع ومسلحين محليين.
وقامت قوات الدعم السريع بشن هجوم على منطقة بروش، التي تبعد حوالي 17 كيلومترًا شرق أم كدادة. وفي تصريح لمدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم عبدالله خاطر، أكد أن عدد القتلى بلغ 80 شخصًا، بالإضافة إلى عدد من الجرحى، مشيرًا إلى أن التفاصيل حول الحادثة لا تزال غير واضحة. هذا الهجوم يأتي في سياق تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.
ومن جانبه، أوضح القيادي الأهلي في أم كدادة، سيف الدين علي نصر، أن الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع، بقيادة جدو قسم السيد، كان عنيفًا للغاية. وأشار إلى أن الهجوم وقع في الساعات الأولى من صباح الأحد، بعد أن تمكن المواطنون المسلحون والمقاومة الشعبية من صد الهجوم الأول الذي وقع يوم السبت، حيث استولوا على سيارتين تابعتين للقوة المهاجمة.
وأفاد نصر بأن قوات الدعم السريع قامت بعمليات عسكرية أسفرت عن مقتل حوالي 80 شخصًا وإصابة آخرين، بالإضافة إلى فقدان عدد من الشباب. وقد شهدت المنطقة نزوحًا جماعيًا للسكان، حيث ترك العديد من المواطنين منازلهم هربًا من العنف، في حين تعرضت المنطقة لعمليات نهب واسعة النطاق.
وفي سياق متصل، كشف أحد سكان منطقة بروش، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لموقع “دارفور24” عن حدوث نزوح جماعي من القرى المجاورة نحو إقليم كردفان. وأوضح أن السكان تعرضوا للنهب والاعتداء من قبل مجموعات مسلحة أثناء تنقلهم عبر الطريق الذي يربط بين أم كدادة والنهود، مما زاد من معاناتهم.
كما أشار إلى أن الهجوم الذي وقع يوم الأحد كان من بين الأعنف، حيث استخدمت فيه أكثر من 20 سيارة قتالية رباعية الدفع، بالإضافة إلى مضادات الطيران لمواجهة بعض المواطنين المسلحين الذين حاولوا الدفاع عن منطقتهم. وقد تم تداول مقطع فيديو يظهر جثث العشرات داخل خندق عميق، حيث كان أحد المتحدثين يحصي عدد القتلى في هذا الخندق، مما يعكس حجم المأساة التي تعيشها المنطقة.
وفي تطور جديد على الساحة الأمنية في دارفور، أفاد سكان محليون لموقع “دارفور24” بتوغل قوة تابعة لقوات الدعم السريع، يقودها إبراهيم التوم، في مناطق بروش وأم شاوة وقرية حلة جبل وأم قفلة كاجا.
وجاء هذا التوغل بعد يومين فقط من هجوم آخر نفذته قوة يقودها التجاني على مدينة أم كدادة، مما أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المقاومة الشعبية والسكان المحليين. هذه الأحداث تعكس تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تتزايد الاشتباكات بين المجموعات المسلحة.
وتشهد منطقة أم كدادة حالة من الاحتقان الأمني المتزايد، حيث تحاول مجموعة من قوات الدعم السريع بقيادة التجاني التقدم شمالًا، مما أدى إلى اندلاع معارك مع قوة مسلحة أخرى تُعرف باسم “قوات شوقارة”. هذه الاشتباكات تعكس الصراع المستمر على النفوذ والسيطرة في المنطقة، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز موقفه في ظل الظروف الأمنية المتوترة.
ويُعتبر تشكيل قوات شوقارة مليشيا قبلية، حيث أنها جزء من الشبكة التي أسسها القيادي في نظام البشير السابق، عثمان محمد يوسف كبر، خلال فترة حكمه لولاية شمال دارفور.
وقد تمكنت هذه القوات من السيطرة على مدينة أم كدادة بعد هزيمة تعرضت لها قوة من الدعم السريع في فبراير 2024، مما يبرز التحديات المستمرة التي تواجهها المنطقة في ظل الصراعات المسلحة المتعددة.