صدام مقدادي
هل تخيلت يوماً أن الحرب في السودان قد تكون في قائمة أولويات الرئيس الأمريكي؟ في الوقت الذي تنشغل فيه الأنظار بالحروب العالمية الكبرى، يخطط ترامب للتركيز على السودان، في خطوة قد تبدو مفاجئة للبعض، ولكنها مدروسة بعناية. فما الذي يجذب الرئيس الأمريكي لهذه الحرب؟ ولماذا السودان تحديداً؟
أولًا.. الاقتصاد والتجارة.. السودان، ذلك البلد الذي يعاني من النزاع، يعد بوابة استراتيجية مهمة للبضائع الأمريكية إلى أسواق أفريقيا، فترامب، مثل أي قائد ذكي، يرى فرصة في تحويل هذا البلد من ساحة صراع إلى مركز اقتصادي يربط أمريكا بالقارة السمراء، فاستقرار السودان يعني أسواقاً جديدة، وبالتالي يتيح نفوذاً أمريكياً أوسع في مواجهة الصين وروسيا.
ثانيًا.. النفوذ الإيراني.. لطالما كانت إيران عاملًا مؤثرًا في الصراع السوداني، وترامب لا يرضى بأن تكون طهران جزءاً من المعادلة، البحر الأحمر، ومنطقة القرن الأفريقي، حيث تقع السودان، هما ممرات تجارية حيوية، ومنع إيران من التأثير فيهما يعني ضمان استمرار الهيمنة الأمريكية.
ثالثًا.. الاستقرار السياسي في المنطقة.. إلى جانب المصالح الاقتصادية والسياسية، يرى ترامب أن استقرار السودان هو بداية الطريق لحل أزمات أخرى في أفريقيا، فبدون استقرار السودان، تبقى المنطقة عرضة للصراعات المستمرة، ما يؤثر سلباً على الأمن العالمي. لذلك، يدفع ترامب من أجل تسوية سلمية، وإعادة ترتيب السلطة بين الأطراف السودانية، قبل أن تتفاقم الأمور أكثر.
لكن هل سينجح ترامب بفرض الحل؟.. الرجل المعروف باتخاذ قرارات حاسمة، لا يقبل الفشل، إذ يتوقع الخبراء أن يُسهم بجلب الأطراف السودانية إلى طاولة المفاوضات، وهو مستعد لاتخاذ إجراءات صارمة لفرض الهدنة. من عقوبات إلى تحفيزات، ستكون هناك ضغوط هائلة على الأطراف المتحاربة للتوصل إلى اتفاق.
ارم نيوز