احتدمت الخلافات بين الحركة الإسلامية وميليشيا “درع السودان” حول النفوذ داخل الجيش السوداني، علماً بأن الطرفين متحالفان مع الجيش ضد قوات الدعم السريع، وفق مصادر “إرم نيوز”.
وتأتي هذه الخلافات بعد المجازر الواسعة التي ارتكبتها قوات الجيش والميليشيات المتحالفة معه ضد مواطني مدينة ودمدني، وسكان ما يُعرف بـ”الكنابي” في ولاية الجزيرة، حيث حاولت الحركة الإسلامية تبرئة ميليشياتها من تلك الجرائم وتحميل ميليشيا “درع السودان” مسؤولية الانتهاكات.
خسارة النفوذ
وقالت مصادر مطلعة لـ”إرم نيوز”، إن “الحركة الإسلامية التابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، متخوفة من خسارة نفوذها داخل الجيش السوداني، لصالح ميليشيا درع السودان المقربة من الاستخبارات العسكرية، وقائد الجيش”.
وأوضحت المصادر أن “قائد ميليشيا درع السودان، أبوعاقلة كيكل، بات قريبًا من قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي يغدق عليه بالمال والسلاح، ما يعني أنه استغنى عن الميليشيات الإسلامية، وتم إبعادها عن دائرة التأثير في قرار الحرب”.
وأضافت أن “البرهان يمضي في خطة التخلص من تأثير الإخوان عليه، وانفراده بقرار الحرب من خلال سحبهم من دائرة الضوء، ومنع تأثير ميليشياتهم المسلحة التي تقاتل مع الجيش السوداني، ودفعها خارج دائرة الفعل”.
وأشارت المصادر، إلى أن “الإخوان يعملون، حاليًا، من أجل قطع الطريق على قائد ميليشيا درع السودان، ويقدمونه كبش فداء من خلال تحميله مسؤولية المجازر التي وقعت في ولاية الجزيرة بعد دخول الجيش السوداني إلى مدينة ودمدني”.
وكانت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل إعلام مرتبطة بالحركة الإسلامية السودانية، نشرت تقارير وفيديوهات تتهم قوات “درع السودان” بارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين.
وعلى ضوء ذلك سارعت ميليشيا “درع السودان” إلى إصدار بيان صحفي، نافية مسؤوليتها عن الانتهاكات التي وقعت.
وقالت إن “قوات درع السودان انسحبت من مدينة ود مدني في اليوم الرابع لدخول الجيش، وأعادت تجمعها خارج المدينة استجابة لتوجيهات قيادة القوات المسلحة والتي قضت بتسليم مهام التأمين لقوات الشرطة، وجهاز المخابرات العامة”.
وأكدت أنها غير مسؤولة عن أي تصرف غير قانوني أو أي تجاوزات تحدث باسمها، وأنها تتبع للجيش السوداني، وتعمل تحت قيادته، وتسعى إلى إعانته في أداء مهامه.
الهروب من المسؤولية
وبحسب المحلل السياسي عمر محمد النور، فإن “المجازر التي وقعت في ولاية الجزيرة كان أغلبها بواسطة الميليشيات الإسلامية التي تقاتل مع الجيش السوداني، وأنها تحاول التهرّب من المسؤولية، وتحميلها لقوات كيكل”.
وأشار في تصريح لـ”إرم نيوز”، إلى أن “مقاتلي الجماعات الإسلامية كانوا ظاهرين في كثير من مقاطع الفيديو التي وثقت جرائم القتل في ولاية الجزيرة”.
وأضاف النور، أن “الجرائم التي ارُتكبت في ولاية الجزيرة بعد دخول الجيش السوداني إلى ودمدني، كانت كلها تتطابق من جرائم سابقة ارتكبتها الميليشيات التابعة للإخوان”.
واعتبر أن “الحركة الإسلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، تريد أن تضرب عصفورين بحجر واحد من خلال تبرئة ميليشياتها، وتوريط قائد درع السودان، وفك الارتباط بينه وبين البرهان، لأجل أن تعود للسيطرة على قرار الحرب من جديد”.
خلافات البرهان والإخوان
وكانت مصادر سياسية أكدت لـ”إرم نيوز”، أن “الخلافات بين البرهان والحركة الإسلامية حول السيطرة على قرار الحرب، بدأت بالخروج إلى العلن، ما يفتح الباب حول من ينقلب على الآخر في النهاية”.
ارم نيوز