آخر الأخبار

تدهور الوضع الإنساني للنازحين غرب الفاشر

شارك الخبر

أفاد سكان محليون وزعماء قبليون في بلدة شنقل طوباي، التي تقع على بعد 55 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، بأن الوضع الإنساني للنازحين الجدد من مناطق أبو زريقة وسكان المنطقة يعاني من تدهور كبير.

وأوضح القيادي المحلي عبدالله محمد، أن النازحين الذين فروا من النزاع في ديسمبر الماضي قد وصلوا إلى البلدة، حيث تم استضافتهم في بعض المنازل الفارغة، بالإضافة إلى مخيمات شداد ونيفاشا، فضلاً عن مركز إيواء في المدرسة الثانوية ومركز دار المرأة.

وأشار عبدالله إلى أن الظروف التي يعيشها النازحون تعتبر مأساوية للغاية، خاصة فيما يتعلق بتوفير المأوى والغذاء والماء. وأوضح أن العديد من مصادر المياه في البلدة قد تعطلت ولم يتم صيانتها حتى الآن، مما زاد من معاناة السكان.

كما أشار إلى غياب تام للمنظمات الوطنية والدولية التي يمكن أن تقدم المساعدات الإنسانية للمدنيين، مما يفاقم من أزمة النازحين ويزيد من الضغط على غرفة الطوارئ المحلية.

وأكد عبدالله أن فشل الموسم الزراعي في المنطقة يعود إلى الرعي المبكر الذي يقوم به الرعاة، نتيجة لغياب الأمن. حيث تم إدخال الماشية إلى المزارع بالقوة، مما أدى إلى تهديد المزارعين وأثر سلبًا على حصاد المحاصيل، وخاصة الدخن والذرة. هذه الظروف الصعبة تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين والمزارعين المتضررين.

وأشار عبدالله إلى أن المحاصيل الشتوية، بما في ذلك الشمام والبطيخ والطماطم، تعرضت للاقتحام من قبل الماشية، مما حال دون تمكن السكان من حصادها أو تسويقها. هذا الوضع أثر سلباً على دخل الأسر، حيث أصبح من الصعب عليهم مواجهة تكاليف المعيشة المتزايدة في ظل هذه الظروف الصعبة.

وأوضح عبدالله أن مصطلح “الطلقة” يشير إلى ترك المخلفات الزراعية لتغذية الحيوانات بعد انتهاء موسم الحصاد. يعاني المزارعون من ضغوط كبيرة من الرعاة الذين يسعون لإدخال مواشيهم إلى المزارع قبل أن يتم حصاد المحاصيل، مما يؤدي إلى توترات متزايدة بين الطرفين ويزيد من تعقيد الوضع الزراعي.

من جانبها، أفادت إحدى الكوادر الطبية في البلدة أن هناك نقصاً حاداً في الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية، مما يضطر السكان لشراء الأدوية بأسعار مرتفعة من الصيدليات الخارجية.

كما أشارت إلى أن المستشفى الريفي يفتقر إلى أبسط أدوات الفحص الطبي والعمليات الجراحية، في ظل تزايد حالات الإصابة بأمراض مثل الملاريا والتيفوئيد، مما يزيد من معاناة السكان ويعقد من إمكانية الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.

وأكد آدم عباس، أحد النازحين في مخيم شداد الواقع جنوب البلدة، أن الظروف الإنسانية في المنطقة قد أصبحت في غاية الصعوبة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية. وأشار إلى أن هذه الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مما يهدد حياة الكثيرين في المخيم.

وأوضح عباس أن النساء يخرجن في الصباح الباكر لجلب المياه، لكنهن لا يعودن إلا في المساء، وعادة ما يحملن معهن ثلاث (صفائح) فقط من الماء، وهو ما يعكس حجم المعاناة التي يواجهها النازحون في تأمين احتياجاتهم الأساسية.

وهذه الظروف القاسية تجعل الحياة اليومية في المخيم تحديًا كبيرًا، حيث يضطر السكان إلى مواجهة صعوبات متعددة في سبيل الحصول على أبسط مقومات الحياة.

كما أشار عباس إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمزارع نتيجة الرعي المبكر، بالإضافة إلى عدم حصاد المحاصيل هذا العام، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، حيث وصل سعر جوال الدخن إلى 150 ألف جنيه وسعر جوال الذرة إلى 120 ألف جنيه.

ومع اقتراب الموسم الزراعي الجديد، يبدو أن الوضع قد يتجه نحو كارثة غذائية ومجاعة، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً من المنظمات الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الإغاثية، وتوفير المأوى والأدوية، وإعادة تأهيل مصادر المياه في البلدة.

دارفور24

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا