شهدت العاصمة جوبا، الأربعاء، احتجاجات غاضبة أمام السفارة السودانية، حيث حاصر مئات المواطنين الجنوبيين السفارة للتنديد بالانتهاكات التي طالت رعايا جنوب السودان في ولاية الجزيرة السودانية، وفق ما أكده المستشار في قوات الدعم السريع مصطفى محمد إبراهيم.
وأكد إبراهيم، أن الغضب تصاعد إلى حد مطالبة بعض المحتجين بحرق السفارة، بينما طالب آخرون بالاعتداء على العاملين داخلها.
وتدخلت قوات الشرطة في جوبا لتفريق المتظاهرين ومنع أي تصعيد، وفرضت طوقاً أمنياً حول السفارة؛ ما أدى إلى إغلاقها بالكامل.
استدعاء السفير السوداني
في وقت سابق أمس، استدعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان السفير السوداني لدى جوبا، عصام كرار، للتعبير عن القلق العميق إزاء الانتهاكات التي تعرض لها مواطنو جنوب السودان في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.
وقال وكيل الوزارة جون صمويل بوغو، خلال الاجتماع مع السفير، إن جنوب السودان يطالب باتخاذ إجراءات فورية وفعالة لحماية حقوق وكرامة جميع الرعايا الأجانب، وخاصة الجنوبيين المتضررين في ود مدني.
تصاعد الانتهاكات
تأتي هذه التطورات في ظل تقارير تفيد بتفاقم الأوضاع الإنسانية في ولاية الجزيرة، حيث ارتكبت قوات الجيش السوداني وميليشياته المتحالفة جرائم بشعة شملت الذبح والحرق وإلقاء الجثث في مياه النيل، وفقاً لشهادات محلية وتقارير حقوقية.
وأشارت مصادر إلى أن الجيش السوداني قطع جميع وسائل الاتصال في الولاية، ما أثار مخاوف من ارتكاب مجازر إضافية بحق المدنيين.
تنديد دولي وموقف أمريكي جديد
نددت الولايات المتحدة بالجرائم المرتكبة في ود مدني، وقال المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، إن “التقارير عن عمليات انتقامية ضد المدنيين مروعة”، وطالب القوات المسلحة السودانية وميليشياتها باتخاذ إجراءات فورية للتحقيق في هذه الأفعال ومحاسبة المسؤولين عنها.
وسط هذه التطورات، يترقب السودانيون مواقف إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، معربين عن أملهم في أن تكون أكثر حزماً من إدارة سلفه جو بايدن، التي وصفها الكاتب والمحلل السياسي أبو عبيدة برغوث بأنها “مخيبة للآمال”.
وقال برغوث، في تصريح لـ”إرم نيوز”: “الإدارة الأمريكية السابقة قدمت حوافز للبرهان والحركة الإسلامية، ما ساهم في تماديهما بارتكاب المجازر”. وتوقع أن يؤدي نهج عدم الحزم إلى تصاعد المجازر، خاصة في ولاية الجزيرة التي تشهد انتهاكات متزايدة.
إرم نيوز