آخر الأخبار

تصفية قوى الثورة في مدني بذرائع التعاون مع الدعم السريع!

شارك الخبر

عبد الرحمن الكلس

لم تتوقف حملات الكيزان الانتقامية من قوى الثورة والقوى المدنية الديمقراطية، فبعد أن نكّل الجيش ومليشيا (كيكل) وكتائب الكيزان بالمواطنين وارتكبا مذبحة (الكنابي) ذات الطابع العرقي الجهوي، التي هزت ضمير العالم ، كانت طلائع المليشيات الكيزان تنتشر في مدينة ود مدني وبحوزتها قوائم بأسماء مِنْ قوى الثورة ومَنْ يؤمنون بالتحوّل المدني الديمقراطي من السياسيين أو الناشطين والحزبيين وبعض أعضاء لجان المقاومة وطيف من المغضوب عليهم لأسباب مختلفة، القائمة الرئيسية المعلن عنها تضم (6 آلاف و800) مواطن ومواطنه، هذا غير القوائم السرية والتصرفات الهمجية خارج القائمة الرئيسية.

إن تتار هذا العصر من مليشيات البراء بن مالك والعمل الخاص وهيئة العمليات وغيرها من المليشيات الكيزانية الاجرامية، ما أشعلت هذه الحرب في الخامس عشر من أبريل إلاّ للانتقام من كل من شارك في ثورة ديسمبر المجيدة، وها هي مدينة الثوار (ود مدني) تتحول إلى مسلخٍ وجزارة بشرية، يذبح فيها الناس بحدِّ المِدى وشفرات (السكاكين) نهاراً جهاراً يراق الدم البشري على عتبات المدينة وبيوت الأشباح الجديدة في حي الزمالك التي استولت عليها كتائب ومليشيات الكيزان وحولتها إلى (بؤر) تعذيب.

طلائع الإرهابيين المسلحين التابعين للنظام السابق، لم يتركوا ناشطاً أو ناشطة سياسية من مناوئيهم إلاّ ورموه بتهمة إنه/ إنها (دعامي/ دعامية)، فوظفوا بنادق الجيش التي استولوا عليها تحت عنوان (المستنفرين) نحو رؤوس وصدور العُزّل وشحذوا السكاكين ونحروا بها أعناق البشر، بل أكثر من ذلك؛ ووفقاً لشهادة “عز الدين أحمد الحسين”، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الثلاثاء 14/ يناير الجاري، إن ما شهده في مدينة ود مدني ” يفوق كل التصورات! مجازر في حق لجان المقاومة والأطباء والكوادر الصحية والناشطين في العمل العام وكل من كان يتسلى بالحديث عن السياسة”.

ذكر عزالدين، أنّ قوائماً كانت مُعدة مُسبقاً من قبل مليشيات وكتائب الحركة الإسلامية الموالية لقيادة الجيش، تتضمن بائعات شاي وكوادر طبية نسائية، أُخِذن إلى حي (الزمالك) بمدينة ود مدني والذي أُنشئت فيه (بيون أشباح جديدة) حيث تم اغتصابهن قبل نحرهن بالسكاكين، وأن مسلحي الحركة الإسلامية توقفوا عن قتل المدنيين رمياً بالرصاص وشرعوا في الذبح بالسكاكين إمعاناً في الانتقام والتنكيل والتوحش.

إنّ ما حدث من قبل مليشيات الإرهاب التابعة للحركة الإسلامية في ولاية الجزيرة عموماً وحاضرتها (ود مدني) على وجه التحديد، أمراً لا يُمكن تصوره، وقد شاهد جميع السودانيين وغيرهم، كيف يسفح هؤلاء القتلة دماء المواطنين بذبحهم كالشياه ويصورون ويوثقون لهذه الجرائم البشعة والوحشية.

لقد أعلنت الحركة الإسلامية الإرهابية مراراً وتكراراً،إن عدوها الأكبر وخصمها المطلق هي الأحزاب المدنية والثوار، وإنها لن تتردد في التصالح مع قوات الدعم السريع إن هي جنحت للسلم، قالتها صاحبة الجيش ” سناء حمد” وغيرها من قياديي مليشيات الكيزان، لكنهم في المقابل لن يغفروا للقوى المدنية الديمقراطية ولن يسامحوها لكونها انقلبت – كما يظنون – على نظامهم العضوض وسلطتهم المُطلقة.
إن من يُذبحون في (ود مدني) ليسوا أفراداً تابعين لقوات الدعم السريع وليس لهم أي صلة بهم، كما يشيع الكيزان أنفسهم، بل هم مواطنين عُزّل يحملون آراء سياسية مناوئة للاستبداد الكيزاني ويؤمنون بالتحول المدني الديمقراطي .

إذاً على أي شخص يحمل هذه المبادئ أن يتحسس عنقه، ولن يغفروا له حتى لو وقف بجانبهم في حربهم من أجل استعادة السلطة، وستشهد المدن السودانية المختلفة في مقبل الأيام أحداثاً جسام ومجازر بشرية غير مسبوقة بحق الناشطين السياسيين، والتهمة جاهزة (دعم الدعامة) والسكين مشرعة نحو الأعناق … والقصة لم تنته بعد.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا