تباينت آراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول إعلان المجاعة في السودان، وذلك في سياق تقرير التصنيف العالمي المتكامل للأمن الغذائي. حيث أبدت كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا دعمها للتقرير الذي أشار إلى وجود مجاعة في خمس مناطق سودانية، وذلك خلال جلسة مجلس الأمن التي عُقدت يوم الاثنين. في المقابل، أيدت روسيا والصين موقف الحكومة السودانية، حيث انتقدت المنهجية التي تم بها إعداد التقرير، واعتبرت أن هناك تسييساً للعمل الإنساني.
وكانت الجلسة التي تم تنظيمها تحت عنوان “حماية المدنيين خلال النزاعات” شهدت دعوة من المملكة المتحدة، التي تتولى رئاسة القلم بشأن السودان، بالإضافة إلى غيانا وسلوفينيا، اللتين تمثلان مركز التنسيق في مجلس الأمن حول قضايا الجوع والنزاع، بدعم من الدنمارك وسيراليون.
وقد استمعت الجلسة إلى إحاطة من مسؤولة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ونائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، حيث تم تناول الوضع الإنساني المتدهور في السودان.
وأشار تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى وجود مجاعة في خمس مناطق، بما في ذلك معسكرات زمزم وأبوشوك والسلام في شمال دارفور. من جانبها، أعلنت الحكومة السودانية رفضها لهذا التقرير، واعتبرته غير واقعي ويعتمد على تقديرات غير دقيقة.
كما أعلنت انسحابها من التصنيف المرحلي المتكامل، مما يعكس التوترات المتزايدة بين الحكومة السودانية والمجتمع الدولي بشأن الوضع الإنساني في البلاد.
واختلفت مواقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن بشأن إعلان المجاعة في السودان استنادًا إلى تقرير التصنيف العالمي الشامل للأمن الغذائي. أعلنت كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، خلال اجتماع مجلس الأمن يوم الاثنين، دعمها لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي يتعلق بإعلان المجاعة في خمس مناطق بالسودان.
في المقابل، أيدت روسيا والصين موقف الحكومة السودانية من التقرير، وانتقدت المنهجية المستخدمة في إعداده، معبرةً عن رفضها لما اعتبرته تسييس العمل الإنساني. دعت المملكة المتحدة، التي تتولى دور “حاملة القلم” بشأن السودان، بالإضافة إلى غيانا وسلوفينيا، اللتين تمثلان مركز التنسيق في مجلس الأمن حول قضايا الجوع والنزاع، إلى عقد جلسة يوم الاثنين تحت عنوان “حماية المدنيين خلال النزاعات”، وذلك بدعم من الدنمارك وسيراليون.
واستمعت الجلسة إلى إحاطة من مسؤولة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ونائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو”. أفاد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل بوجود مجاعة في خمس مناطق بالسودان، من بينها معسكرات زمزم وأبوشوك والسلام في شمال دارفور. من جانبها، أعلنت الحكومة السودانية رفضها للتقرير واعتبرته غير واقعي وتخميني.
كما أعلنت انسحابها من التصنيف المرحلي المتكامل. أبدى ممثل المملكة المتحدة في الاجتماع قلق بلاده بشأن أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي يشير إلى تزايد انتشار المجاعة في السودان بشكل سريع.أعربت بريطانيا عن قلقها بسبب توقف السلطات السودانية عن المشاركة في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي كاستجابة لهذا التقرير.
وأكد ممثل بريطانيا أن الاستمرار في إنكار تفشي انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء السودان سيؤدي فقط إلى زيادة المعاناة. ودعا السلطات إلى تقديم الدعم الكامل للعملية الإنسانية. كما حث المجتمع الدولي على زيادة الدعم لكل من الأمم المتحدة والمستجيبين المحليين السودانيين المتواجدين في مناطق النزاع. وأشار إلى أن انعدام الأمن الغذائي في السودان يعود إلى الصراع المستمر وصعوبة الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
ودعا إلى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية ليشمل جميع المدنيين الذين يحتاجون إليها، مع ضرورة توفير الوصول عبر جميع الوسائل، بما في ذلك من خلال جنوب السودان وعبر خطوط التماس. كما دعا إلى إقامة المزيد من المراكز الإنسانية، بما في ذلك في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ودعا الطرفين إلى إزالة جميع العقبات البيروقراطية وتوفير الضمانات اللازمة لسلامة عمال الإغاثة. كما أدان مقتل ثلاثة موظفين من برنامج الأغذية العالمي في ديسمبر وطالب بإجراء تحقيق شامل في الحادثة.
ووصفت السفيرة ليندا توماس جرينفيلد، الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، تقرير لجنة مراجعة تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل الذي صدر في 24 ديسمبر بأنه كان صادماً. وأشارت في كلمتها خلال الجلسة إلى أن “هذا التقرير يثبت ما نعرفه جميعًا: السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، ليس فقط في الوقت الحالي، بل في تاريخنا. قد نختلف في التسمية، لكن لا يستطيع أحد منا أن يناقش حقيقة أن الناس يعانون في السودان”.
وانتقدت السلطات السودانية قرار وقف تعاونها مع نظام التصنيف المرحلي المتكامل، وأشارت إلى أن عرقلة الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية ومنع المجاعة هو أمر غير مقبول تمامًا. حثت مجلس السيادة الانتقالي على استئناف التعاون على الفور مع نظام التصنيف المرحلي المتكامل، واتخاذ إجراءات فعّالة لمعالجة أزمة انعدام الأمن الغذائي بشكل شامل.
وحذرت من أن عدم التعاون قد يعرقل جهود الجهات المانحة ويزيد من الأذى الذي يلحق بمصداقية السودان فيما يتعلق بالتزاماته الإنسانية وفقًا للقانون الدولي. حثت جميع أعضاء هذا المجلس على وضع حياة المدنيين في المقدمة.وأكدت على ضرورة وقف الانتهاكات المتواصلة، وإنهاء الأعمال القتالية، وتيسير الوصول الفوري غير المشروط وغير المحدود للمساعدات الإنسانية. أفاد مندوبو روسيا والصين بأن العمل الإنساني يتم تسييسه واستخدامه كذريعة للتدخل.
ونفى مندوب روسيا حدوث مجاعة في السودان وأبدى شكوكه في تقرير التصنيف المرحلي المتكامل حول المجاعة في البلاد. وأضاف: “يجب أن نركز على التنمية الزراعية، وتمكين المزارعين من الوصول إلى الأسواق، وتوزيع قسائم الغذاء للشعب السوداني، بدلاً من استغلال قضايا الجوع ومساعدات الإغاثة الإنسانية في السودان.”
من جانبه، دعا المندوب الصيني إلى ضرورة التحلي بالحياد والمهنية في تقديم التقارير حول الوضع الإنساني. دعت باكستان المجتمع الدولي للتعاون مع الحكومة السودانية لمعالجة الأزمة الإنسانية في البلاد. كما أكدت على ضرورة أخذ ملاحظات الحكومة السودانية بشأن تقرير التصنيف المرحلي المتكامل بعين الاعتبار.
وأكد مندوب باكستان: “يجب ألا يتم استغلال الوضع الإنساني في السودان كذريعة للتدخل الأجنبي ينبغي أن يتوقف هذا التدخل في النزاع الداخلي في السودان، ويجب احترام حظر الأسلحة الذي أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على البلاد.” وأضاف مندوب باكستان: “يمكن أن تؤدي الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية إلى تدمير الأمم العظيمة. نأمل أن لا تسمح الأطراف المتحاربة في السودان بزيادة التهديد على سيادة السودان وسلامة أراضيه”.
دعا ممثل الدنمارك إلى تحقيق الوصول الإنساني الكامل والآمن وغير المشروط، وفقًا لمدونات القانون الدولي الإنساني، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حل سياسي لإنهاء النزاع. في هذا السياق، دعا ممثل كوريا إلى إنهاء الصراع بشكل عاجل، وإيقاف التدخل الخارجي الذي يساعد على تفاقم الأزمة، وأكد على أهمية التشخيص الدقيق والاعتراف بالوضع الإنساني في السودان.
وقال مندوب اليونان من جانبه إن الأزمة الإنسانية المستمرة في السودان قد تتفاقم أكثر وتشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي الهش. وشدد على أهمية وقف الأعمال القتالية من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية وتحقيق الاستقرار في السودان.
وأصدر مندوب سيراليون بيانًا باسم أعضاء مجموعة A3+، التي تشمل الجزائر وغيانا والصومال وسيراليون. أكدت المجموعة على ضرورة اتخاذ إجراءات سياسية عاجلة من قبل جميع أصحاب المصلحة المؤثرين من أجل تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في السودان، وذلك لتقليل خطر انتشار المجاعة والحد من مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد. طالبت المجموعة بإنهاء التدخلات الأجنبية والدعم الذي تقدمه القوى الخارجية للأطراف المتنازعة.
وأكدت على ضرورة تنظيم هذه التدخلات، مع المطالبة بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون أي عوائق إلى جميع المناطق المتأثرة بالصراع. أكدت مصر على أهمية تعزيز حجم المساعدات والتمويل الذي تقدمه الدول والجهات المانحة، وذلك من خلال الالتزام بالتعهدات المعلنة لتلبية الاحتياجات الإنسانية واحتياجات اللاجئين في البلدان المجاورة، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الطارئة في مختلف المجالات الإنسانية، مثل الغذاء والرعاية الصحية والتعليم وغيرها. طالبت بمواصلة الجهود لاستعادة الثقة بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة وهيئاتها.
ودعت الأمم المتحدة إلى تقديم المساعدات إلى السودان بطريقة تحافظ على أمنه وتحترم سيادته وتراعي اهتماماتها الأمنية. كما أعربت مصر عن ثقتها في استمرار التزام السلطات السودانية بتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كاف. قال الحارث إدريس، مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، إن إعلان المجاعة في السودان يعد تناقضًا تاريخيًا.
وأوضح خلال الاجتماع أن التقرير الذي تناول التصنيف المرحلي المتكامل وكذلك المنهجية المتبعة شابها العديد من العيوب المنهجية. أكد الحارث وجود شروط دولية ومعايير فنية معتمدة لإعلان مجاعة في أي دولة أو منطقة، تتمثل في إجراء مسوحات فنية شاملة لتحديد الحالة الغذائية والتغذوية بناءً على مؤشرات التصنيف المرحلي للأمن الغذائي، وفق نظام (من القاعدة إلى القمة) والذي ينطلق من مستوى القرى والوحدات الإدارية والمحليات ثم الانتقال إلى الولاية المعنية فالمستوى القومي.