إيمان فضل السيد
(إذا لم يتم فتح بوابات خزان جبل أولياء لتمر المياه فهذا سيؤدي إلى كارثة) هكذا قال بروفيسر تاج الدين الخزين وهو يتحدث عن ارتفاع منسوب المياه في بحيرة فكتوريا 16 سنت نتيجة لهطول الأمطار بغزارة ما حدا بدولة أوغندا الاستعجال في فتح خزانات المياه حتى لا تتأثر سدودها وهكذا مرت المياه بغزارة لتعبر جنوب السودان ومنه إلى السدود لتصل إلى بحر ابيض وخزان جبل أولياء. وبين ليلة وضحاها وجد إنسان الجزيرة أبا لأول مرة على مر التاريخ نفسه محاصرا بين المياه التي أحكمت حصارها لدرجة ان ألكبري الوحيد الذي يمكن أن يعبر به المواطنون إلى بر الأمان أصبح مغمورا بالمياه. وتعالت نداءات الاستغاثة عبر مختلف المنصات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ اسر من تحت الأنقاض وردم طرق لعبور الفارين من الغرق ووسط كل هذا وذاك كان هنالك صوت عقل واحد يعلو بأن الحل في فتح بوابات الخزان. كل المحاولات الجارية حاليا بواسطة وزارة البنية التحتية والتنمية العمرانية في ولاية النيل الأبيض لصيانة وإصلاح التروس في المناطق المتأثرة بفيضان النيل بغرض إنقاذ الموقف في منطقة الجزيرة أبا وصفها أهالي المنطقة بأنها حرث في البحر ولا جدوى منها. في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن ووسط هذا الصراع الدامي وكل طرف يتمسك بالسلطة في المناطق التي تقع تحت سيطرته يجد المواطن نفسه في حيرة، من يخاطب؟ وكيف يخاطب؟؟ وعلى من تقع المسؤولية. الكل يعلم أن قيادة الدعم السريع هي المسؤولة عن المنطقة التي بها خزان جبل أولياء وبالتالي فإن الدعم السريع يتحمل المسؤولية التاريخية من تفاقم هذه الكارثة الإنسانية. إذا لم تفتح بوابات الخزان لمرور المياه فان الدعم السريع يتحمل وزر غرق الجزيرة أبا، وليس الجزيرة أبا وحدها لان ما يحدث من فيضان لن يتوقف عند هذا الحد فما يحدث في (أبا) بوادر فقط لكارثة إنسانية اكبر أو كما قال بروفسير تاج الدين الخزين في تسجيل عن المياه التي دخلت من أوغندا ووصلت إلى خزان جبل أولياء الذي يخلو من المهندسين ويقع تحت سيطرة الدعم السريع (إذا المياه خرجت من فوق خزان جبل أولياء الذي يخلو من المهندسين ويقع تحت سيطرة الدعم السريع، فهذا سيؤدي إلى غرق الخرطوم التي تبعد فقط 40 كيلو متر من جبل أولياء ما سيؤدي إلى تدمير مقرن النيلين وكبري الحديد وكبري شمبات ليصبح لما سيحدث فيضان 46 بالنسبة له عبارة عن لعبة). انتهى حديث البروفسير وتتعرض الجزيرة أبا لكارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة للفيضانات الكبيرة التي اجتاحت المنطقة، متسببة في خسائر كبيرة بالأراضي الزراعية، والبنية التحتية، والمنازل، بالإضافة إلى تفشي وباء الكوليرا. وخلال فترة وجيز أدى الفيضان إلى غمر أحياء كاملة، وأبلغت جهات تطوعية من أبناء المنطقة تعمل في غرف الطوارئ () بأن عشرات المنازل تهدمت وان أكثر من 11 ألف منزل، مهددة بالغرق الوشيك ونحو 300 اسرة نزحت من منازلها إلى منطقة شرق الجاسر (أبا الجديدة) بحثا عن مأوى. تعاني الجزيرة أبا من أزمة إنسانية نتيجة الفيضانات وتعيش الأسر المتضررة أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة من مأوى، غذاء، وخدمات صحية. وتستدعي هذه الكارثة تدخلاً إنسانياً عاجلاً من الجهات الرسمية، والمنظمات المحلية والدولية لتقديم المساعدات العاجلة للأسر المتضررة. كما يناشد الأهالي المتضررون المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية بالعمل على توفير الإغاثة، وإنشاء مراكز إيواء عاجلة لتخفيف معاناتهم وضمان سلامتهم. وقال المتحدث باسم مبادرة أنا متطوع أنا إنسان الجزيرة أبا بان غرفة الطوارئ منعقدة 24 ساعة للبلاغات من الأهالي مؤكدا حدوث أربعة حالات وفاة على الأقل في اليوم بسبب تفشي الكوليرا في المنطقة وقال (إن الوضع لا ينذر بخير ونحن الآن على أعتاب الكارثة التي كنا نحذر منها) مشيرا إلى أن المياه تلاقت عند الجاسر من الناحية الشمالية والجنوبية ما ينذر بقطع الجزيرة أبا وغمر الطريق المسفلت الوحيد بينما اكد خروج خور الجعليين عن السيطرة وغمر مربع (6) شمال مدرسة القديمة بنات بشكل كامل وكذلك مربعات (1) (2) بقرب الغار تعرضت للغرق وباتت البيوت مهددة بالسقوط. وأكد أن منطقة طيبة أصبحت معزولة عن الجزيرة ابا وان المياه في خور دلي قطعت الطريق تماما وحذر المتحدث باسم غرفة الطوارئ من حدوث كارثة صحية نتيجة للحمامات التي تهدمت ووصف ما يحدث بقوله (الموضوع خرج عن السيطرة) وقال إن الحلول تتمحور في أولا التكاتف وتوصيل الصوت ومن ثم نادى بتوفير صندل عبر البحر للردم وناشد الأهالي (بالترتريس) لمنع دخول المياه إلى الشوارع الداخلية وأوضح أن الحل الحقيقي لهذه الكارثة هو فتح الخزان.
مداميك