آخر الأخبار

“أجساد النساء ليست ساحة للمعارك” … مبادرة نادي “القلم السوداني” بشرق أفريقيا

شارك الخبر

جلسة حوارية بنيروبي على شرف (بنات مندي) على خُطى التغيير، وثقافة السلام والتنوّع

تقرير: أسعد أدهم الكامل لـ(سودانس ريبورترس)

أستلف العنوان أعلاه من الكاتبة الصحفية، والمترجمة إشراقة مصطفي حامد التي إستضافتها (صحفيون لحقوق الإنسان -جهر) في جلسة حوارية، في إطار ((حملة الـ(16) يوماً من النشاط ضد العنف القائم علي النوع الاجتماعي)) بعنوان: (مشروع مندي علي خُطى التغيير)، والتي أدارها الصحفي فيصل الباقر، يوم الجمعة السادس من ديسمبر 2024م، بمباني تلفزيون، حيث تحدث إشراقة عن (منظمة مندي لثقافة السلام وإدارة التنوع)، شارحة دلالات إسم المنظمة الذي يشير إلى نضالات واحدة من النساء بالأرياف، خارج “المركز”، وهي الأميرة مندي بت السلطان عجبنا، التي تمثل إحدى رائدات البطولة، والنضال والجسارة، في الربع الأول من القرن العشرين، ضد المستعمر البريطاني، وتصديها الباسل للقوات التي هاجمت منطقتها، ومنعت عنهم مصادر الماء، وقتلت شباب وثوار المنطقة، وخُلّد لها علي إثر ذلك، أجمل وأقوي مارش عسكري، بفرقة موسيقي دفاع السودان، وبرزت بطولتها، في حماية منطقتهم، التي تقع بالقرب من مدينة الدلنج، بجبال النوبة، وحينما وصلت مندي الي أرض المعركة، وما أن شاهدها أبطال القبيلة، تعالت صيحاتهم، فاندفعت مندي، إلى الصفوف الأمامية، تقاتل بضراوة، وتُغنّي بأعلي صوتها، تُشجع فرسان القبيلة، الذين أعادت لهم مندي الروح المعنوية، أما في المساء، عندما يهدأ القتال، ويركن الفرسان للراحة، كانت مندي، تواصل سندها لهم، بتضميد الجراح، والمشاركة في صنع الطعام، وقد إنتهت إحدي تلك الأيام، بمصرع طفلها، وهو علي ظهرها، من رصاصة العدو، لكن، هذا – أيضاً – لم يُلن عزمها فى النضال ضد المستعمر، إلى توفيت الأميرة مندي بالكلاكلة ،بالخرطوم، في أواخر العام 1984م. أمّا عجبنا، وصديقه كلكون، فقد تم إعدامهم شنقاً، في الدلنج، صبيحة يوم 27 ديسمبر 1917م، وممّا سجّله التاريخ، حادثة استسلام الثوار، بعد اعدام قائدهم الروحي والعسكري، وعودة مندي، ومن تبقي معها، إلى احضان القبيلة، بعد أن ضربوا مثالاً نادراً في الشجاعة، والبطولة والإقدام، والفداء، لتخلدهم أغاني القبيلة.

جائزة مندي:

في إطار حملة الـ(16) يوماً من النشاط ضد العنف القائم علي النوع الاجتماعي، تطرّقت د. إشراقة إلى دور النساء، والفتيات، في النضال ضد الأنظمة العسكرية، ومناطق النزاع، ومقاومة نظام الإنقاذ المدحور، وقوانينه المهينه للمرأة، كما تطرّقت للمشاركة الفاعلة للمرأة السودانية في ثورة ديسمبر 2018، ودور النساء فى مقاومة إنقلاب البرهان علي الحكومة الانتقالية، وقمع الثوار في المواكب، حيث كانت الكنداكات فى مقدمة تلك المواكب، وسقطت من بينهن شهيدات حتي اندلاع حرب 15 أبريل 2023، التي سددت من خلالها المرأة فاتورة باهظة، من النضال، حتي يوم الناس هذا، وأشارت إشراقة إلى تنفيذ منظمة مندي لعدد من الورش بالسودان، بما فى ذلك، للنساء بمناطق النزاع، وكشفت عن طباعة كتاب في القاهرة بداية العام القادم (2025)، يشمل كتابات نسوية مختلفة.

وفي المداخلات، والأسئلة من حضور الجلسة الحوارية، استمعت إشراقة بصمت العلماء، إلى كل المداخلات من الحضور النوعي، الذين تقدمهم الشباب، والشابات، والنساء الناشطات في الحركة النسوية، ومنظمات المجتمع المدني، والفضاء العام، بجانب حضور الصحفيين والصحفيات والمدافعين والمدافعات عن حقوق الانسان، وحقوق المراءة والطفل، وجاوبت إشراقة علي كل المداخلات، واتفقت مع بعضها، لاسيّما، قضايا التمييز ضد النساء، من خلال القوانيين السلطوية، والأعراف المجتمعية الذكورية…

وفي تعليقه، وصف التشكيلي عصام عبد الحفيظ، الفعالية، وربطها بحملة ال(16) للعنف ضد المرأة، بالمبادرة الجرئية، والشجاعة، لتسليط الأضواء الكاشفة، علي نضالات المرأة السودانية، واقترح حفيظ، على إشراقة، ومنظمة مندي، طرح مسابقة، وجائزة سنوية للنساء، بإسم المناضلة مندي، وقوبل المقترح بالموافقة الفورية، من إشراقة، ورفيقاتها في منظمة مندي، بينما أشاد الدكتور أحمد الصادق، بجسارة المرأة السودانية، في كل الميادين النضالية، والثقافية، والأدبية، والشعرية، وحيّا الصادق نضالات المرأة السودانية … ومن جهته قال المدافع عن حقوق الانسان وحرية الحافة وحرية التعبير محمد عبدالكريم (نيوتن) إن الدكتورة إشراقة، تناولت في حديثها مشروع مندي، ورمزية اختيارها لإسم المناضلة الاميرة مندي، لجسارتها، ووقوفها بشجاعة مع قضايا شعبها، حيث يُعتبر اختيار إسم مندي للمنظمة، لفتة بارعة لتخليد ذكري نساء عظيمات من “الهامش” أغفل كُتّاب التاريخ نضالالتهن، واصفا الفعالية، بالناجحة، فى إشارة للحضور المميز الذي ضاقت به القاعة، كما ظهر ذات النداح فى التجاوب مع المتحدثة، وطرح الأسئلة الشجاعة، والمداخلات الجريئة.

إشراقة في سطور:

الجدير بالذكر أنّ إشراقة مصطفي حامد، وًلدت بمدينة كوستي، وهي تعيش في فيينا منذ العام 1993م، حيث نالت الدكتوراة في العلوم السياسية، بجامعة فيينا، وهي ناشطة في منظمة (القلم) الدولية بالنمسا، كممثلة للأدب العربي… صدرت لها عدد من المجموعات الشعرية بالعربية، والألمانية، وتعتبر من الناشطات البارزات في مجال حقوق المرأة، وخاصة المرأة السوداء، في بلاد المهجر، وهي عضوة ومؤسسة فى العديد من المنظمات، التي تهتم بالمهاجرات الأفريقيات، في أوروبا… وتتحدث إشراقة اللغات، العربية، الإنجليزية، والألمانية، وتكتب بالعربية، والألمانية، وهي محاضرة في جامعة سيغموند فرويد حتى عام 2014م، ومستشارة لدعم النساء ضحايا الإتجار بالبشر، بمركز التدخُّل لحماية النساء ضحايا الإتجار بالبشر، في الفترة من 2009، وحتى 2014م، ومحاضرة “غير متفرغة” في جامعة سالزبورغ / الفصل الدراسي الشتوي، وباحثة في جامعة الاقتصاد 2008م، ومحاضرة غير “متفرغة” بكلية العلوم السياسية، بجامعة فيينا من 2001، وعلى مدى عشرة فصول دراسية… ومن المواد التي قامت بتدريسها – علي سبيل المثال، وليس الحصر – النساء في أوضاع الحروب والصراعات المسلحة، بالتركيز على النساء في العراق/ أفغانستان/ القرن الأفريقي، وكيف غطت الميديا الناطقة بالالمانية أوضاعهن، ومادة سياسات الهجرة في النمسا / المرأة المسلمة، بين تنميط المجتمع والواقع/ قضايا الصحة الإنجابية مقارنات عالمية/ ثقافة السلام والتنمية.

حاصدة الجوائز:

نالت إشراقة مصطفي حامد، العديد من الجوائز، منها جائزة الإنجاز الأكاديمية من وزارة التربية والتعليم النمساوية، وجائزة هيرتا برامر للمرأة الفاعلة، من الحركة النسائية الكاثوليكية، وحصلت علي الميدالية الذهبية لحكومة العاصمة النمساوية فيينا، وجائزة القلم البريطاني للترجمة، وهي سفيرة النوايا الحسنة فوق العادة للثقافة بالمجان، من مؤسسة ناجي نعمان الأدبية للثقافة بالمجان، في العام 2014، وفي ذات العام نالت جائزة الإبداع من نفس المؤسسة، وجائزة الإنجاز العلمي، مقدمة من وزارة الثقافة والتعليم والفنون، لإنجازها درجة الدكتوراة الخاصة بقضايا التعزيز والهويات، بالنسبة للنساء الإفريقيات، وجائزة التميُّز فوق العادة، لحاكم مدينة باترسون – نيوجرسي، أكتوبر 2014م، وجائزة لويبلد إشتيرن الأدبية، والتي تمنحها نقابة العمال النمساوية، عن قصتها ثلاثة وجوه مفرحة تتجاوز الحدود 2002م، وجائزة الحركة النسائية الكاثوليكية، للمرأة الناشطة، والتى نالتها لاهتمامها بقضايا النساء العربيات، والإفريقيات، في النمسا عام 1998م، كما نالت إشراقة، حافز الكتاب المميز، عن مجموعتها الشعرية الأولى، الصادرة باللغة الألمانية بعنوان “ومع ذلك أغني”، المقدمة من مجلس الوزراء النمساوي- قسم الفنون في العام 2003م، ومنحة تحفيزية من حكومة فيينا، عبر وزارة التربية والثقافة والفنون، الإتحادية، في النمسا، ومنحة تحفيزية من صندوق مستقبل الجمهورية النمساوية عن مشروعها الأدبي.

من مؤلفاتها

لديها أربعة مجموعات شعرية، وهي أحزان شاهقة باللغة العربية 2003م، ومع ذلك أغني، باللغة الألمانية 2003م، وأُنثى المزامير، بالعربية، والألمانية، عن دار ميريت بمصر 2009م، ووجوه الدانوب، شعر ونثر بالألمانية، صادر عن دار لوكر النمساوية 2014م، وأنثى الأنهار من سيرة الجرح والملح والعزيمة، بالعربية، دار النسيم القاهرة 2015م، وشاركت إشراقة مصطفي، في خمسة عشر أنطولوجيا أدبية باللغة الألمانية، منذ العام 1995م، فضلا عن أنّها تكتب وتنشر، بشكل منتظم في مجلة التضامن النسوي النمساوية، المهتمة بقضايا التفاعل الثقافي بين النساء فى جنوب الكرة الأرضية، منذ العام 1997م، ولديها – أيضاً – ترجمات عديدة، من بينها: سيمفونية الربع الخالي، نصوص من الإمارات / عمان 2015م، وترجمة نصوص مختلفة، لكاتبات وكتاب من سوريا، والسودان، من العربية للألمانية، وترجمة رواية مخيلة الخندريس للروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن، والتى تم تدشينها في معرض فيينا الدولي للكتاب عام 2012، والتى تُدرّس في المعهد الفني بمدينة سالفلدن بالنمسا.

فعاليات جهر:

وفي المقابل قال المنسق العام، صحفيون لحقوق الإنسان – جهر – السودان، ومدير الجلسة الحوارية، فيصل الباقر، درجت (صحفيون لحقوق الإنسان – جهر- السودان)، بالاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلوب المدافعين، والمدافعات، فى السودان، بأشكال مختلفة منها، البيانات التضامنية، وإقامة المناشط والفعاليات المختلفة، منفردة أو عبر شراكات وتحالفات، وأضاف، هذه المرّة رأينا أن نقيم الفعاليّة، بإستضافة ((بنات مندي)) أو منظمة ((مندي لثقافة السلام وإدارة التنوّع)) التى أسستها المدافعة الحقوقية والإعلامية البارزة والأكاديمية المرموقة، الدكتورة إشراقة مصطفى حامد، فى العاصمة النمساوية “فينا” فى العام (2021)، والتى تمّ اعتمادها كمنظمة عالمية فى العام 2022، وقد ابتهلنا فرصة زيارة رئيسة ومؤسسة (بنات مندي) الدكتورة إشراقة مصطفي، لنيروبي، حيث حضرت لمؤتمر، فآثرنا، أن نتيح الفرصة للمجتمع المدني، والصحفي، والحقوقي السوداني فى نيروبي، للقاء د. إشراقة مصطفي حامد، وقد رحّبت بدعوتنا، رغم ضيق وقتها، فشرّفتنا بإقامة هذه الجلسة الحوارية التفاكرية التفاعلية، عرّفت فيها د. إشراقة الجمهور بـ”مندي” – “ست الإسم” – وما تحمله سيرة المناضلة السودانية العظيمة، الأميرة مندي بنت السلطان عجبنا، من مدلولات كفاحيّة ونضاليّة، كما عكست تجربة (مشروع بنات مندي) والتعريف به، وبمنجزاته، واسهاماته، فى مجال الإبداع النسوي، وفى بناء، وتعزيز قدرات النساء المهاجرات، عبرالكتابة الإبداعية، كما حكت عن ملامح من تجربتها الثرّة، فى مناصرة قضايا النساء المهاجرات… اُختتمت الجلسة الحوارية، بقراءة شعرية، قرأت فيها إشراقة مصطفي، واحدة من قصائدها، ويضيف فيصل الباقر، “استطعنا أن نوثّق علاقتنا الكفاحية مع مشروع مندي، وستقوم (جهر) فى المستقبل القريب، بإقامة شراكة نوعية مع (مندي) تعني بقضايا النساء المهاجرات فى شرق أفريقيا، ومن بينهن وفى مقدمتهن الصحفيات السودايات، فى كينيا ويوغندا”، و”سنقوم بالشراكة مع مندي بمبادرة نوعية لتأسيس (نادي القلم السوداني – بشرق أفريقيا)، ليكون منصّة تجمع جهود الكاتبات والكتاب السودانيين والسودانيات فى شرق أفريقيا، ونُخطط لأن تكون النواة الاولي فى كينيا، يتوسّع المشروع بعدها، لبلدان إفريقية أُخري.

سودان ريبورترس

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر


إقرأ أيضا