رحل صباح اليوم الاثنين في مدينة نيروبي النائب البرلماني ورجل الاعمال والناشر دينق قوج. عُرف الراحل بمواقفه الداعمة للعلاقات القوية بين شمال وجنوب السودان وقام بتجسيد ذلك عمليا من خلال مساعداته في الحرب الأخيرة للنازحين من الشمال. كما قام منذ سنوات بتأسيس دار رفيقي التي نشرت عشرات الكتب لكتّاب من دولتي الشمال والجنوب، وأحدثت حراكا ثقافيا مهما وداعما للحوار ولتوحد الرؤى بين مثقفي البلدين في الكثير من القضايا.
ونعى عدد كبير من الناشطين الاستاذ دينق قوج في وسائل التواصل واصفين رحيله بالخسارة العظيمة للبلدين.
كتب الاستاذ ياسر عرمان: (هل حقا رحل دينق كوج المحب لدولتي السودان ؟
خلسة دون اذن او انذار رحل الصديق العزيز دينق كوج اثر علة لم تمهله طويلا.
تعرفت على دينق كوج حينما كنت مسؤولا عن العمل السياسي السري لطلاب الحركة الشعبية داخل السودان ثم عملنا معا في القطاع الشمالي سنوات مجيدة بعد اتفاق نيفاشا.
ظل دينق كوج محبا لدولتي السودان بعد افتراقهما السياسي وأظهر في السنوات الأخيرة قدرات باهرة في الكتابة الساخرة والسهلة الممتنعة في وسائل التواصل الاجتماعي واهتم في كتاباته بالعلاقة بين شعبي السودان وكنت على اتصال دائم معه.
له الرحمة والمغفرة والعزاء لاسرته وأهله ورفاقه والمجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام)
وكتب الشاعر مأمون التلب:
(قضينا عشرة أيامٍ بمدينة الرّنك في طريق النزوح، وهي أيامٌ تتميّز بطول التفكير والتأمّل في قيمة السلام. فبعد العبور إلى المدينة الحدودية تتنفّس الصعداء فعلاً، وتبدأ أعصابك بالتراخي. في اليوم الثاني لوصولي وصلتني تحويلة مالية من دينق قوج، وجدتها في الصرافة، أنقذتنا جدّاً، عدد كبير من معارفي وجدوا حوالاتهم من قبلي ومن بعدي. بعدها كان لقائي الأول به بمدينة جوبا، وأعني واقعيّاً، إذ ربطتنا صداقة متينة ومحبّة غير محدودة بلا أية أسباب، لأكثر من عشرة سنوات، نسميها محبَّة لله فلله. وكانت عمليّة طباعة أول كتبي بدار نشره العامرة (دار رفيقي) جنوب السودان، مجرّد مدخل للتعرّف على إنسانٍ بتاريخ هائل، وعن قرب. ثمّ أصبحت هذه هي المعرفة بيننا، قريبة وعمادها الحب.
قبل أسابيع قليلة فاجأني دينق وزوجته دكتورة نادية بزيارة خاطفة هنا في زنجبار، أثّرت فيّ أيّما تأثير، ومسحت عنّي هموماً وأحزان تراكمت، وذكّرتني بالمحبَّة. كانت ثلاثة أيامٍ من الحكايات والقصص الفاتنة عن أُناس حقيقيين، أيام من الضحك النابع من قمّة القلب. رأيته سعيداً كما لم أره من قبل، وذلك كلّ ما أحمله من عزاءٍ لنفسي أمام هذا الفقد الفادح واليوم الحزين. ربنا يصبّر أهلك وأصحابك ومحبيك وزوجتك نادية.
عندما افترقنا اتفقنا على مشاريع مستقبلية، ثمّ إنّك قلت حتجي تاني قريب يا دينق؟.
كيف سنصبر على الفراق الطويل بعد أن تركتَ بِنا شوقاً لن ينطفئ؟.
يا دينق، بدري خالص خالص عليك)
وكتب الشاعر عاصم الحزين:
(يا لهذا الحزن الكبير والألم
أنظر للرسائل في هاتفي وأكاد لا أصدق، اقرأ رسائله التي قبل فترة قليله ولا أعرف ماذا الذي حدث، منذ أن عرف بقرار خروجي من الخرطوم إهتم للأمر، وكان على تواصل معي، وصلت أبيي وعرفت بمرضه، كنت ملتاعاً لهذا، لكن قلت في نفسي سيتعافى، وتكون لقيانا عظيمة، وها أمر الله ومشيئته، ولا نقول إلا الحمد لله.
أعزي السودان الكبير جنوبه وشماله، أعزي العالم كله، فثمة نور من المحبة انطفى، أعزي ناديه، وأهل بيت حبيبنا الذي رحل، أعزي صديقاتنا وأصدقائنا، ومحبيه أجمعين.
وداعاً دينق قوج
ولنا لقاء في غياهب الغيب تلك
لك الرحمة والمغفرة والقبول في معيَّة الرحمن الرحيم)
وكتب الناشط والكاتب دياب حسن دياب:
(يا دينق يعني كان لازم تموت عشان الناس تطلع كل الحب دا ليك ياخ دا حب غريب وجميل والناس ما بتجمع علي حب انسان من فراغ ..
يوم حزين وفاجع رحل الزول الجميل الانسان والمثقف الوحدوي الحبب الناس في قيمة الوحدة وقيمة السودان الكبير والعظيم ..
يا دينق اصلو ما حا نقدر نوفيك حقك من امتناننا وعرفانا ب انك جمعتنا في حبك)