جابر حسين
( الجياد سوداء, وسود حدواتها وعلي العباءات تلمع بقع من دم وشمع جماجمهم من رصاص لهذا لا يبكون. ويخبون في طريقهم بأرواحهم الجلدية البراقة محنيو الطهور ومستورون بالليل وحيثما يحلون يفرضون صمت المطاط الأسود وخوف الرمال الناعمة. يمرون حيثما يبغون المرور ويخفون في رؤوسهم فلكا غامضا من مسدسات لا هوية لها ).. – لوركا , مجتزأ من قصيدة ” الحرس المدني ” – 2 : مشهد القتل يوم الخميس 5/12/2024 بعد الظهيرة بقليل, في قرية ” ود العشا “, المواجهة لقرية ” حليوة ” موطن الشاعر الراحل محمد طه القدال, دخل ست من مليشيا ” الجنجويد “, يعتمرون ” الكدمول ” و مدججين بالسلاح وبالكراهية والشر, أقتحموا أحد المنازل, يبدوا أنهم يقصدونه بالذات دون غيره! لم يكن بالقرية أي مظاهر مسلحة, وليس فيها أيا من طرفي الحرب, مسالمة ومطمئنة ووادعة تشتغل أنشغالاتها اليومية وتسعي لتوفير متطلبات حياتهم الفقيرة. في وسط حوش المنزل أمسكوا بصبي صغير من يده بقوة, أصاب الرعب الصبي, وجحظت عيناه وفمه مفتوح بصمت تام, صاح به الممسك به : ” أوعك تفتح خشمك وأوعك تتكلم بالشفتو, فااااهم !!). الخمسة كانوا في داخل المنزل, حين بدأ الصبي يصرخ متسألا : ” وينوم, حنان ويوسف وينوم ؟؟ “, دوي صوت ست رصاصات في الداخل, أعقبها طلقة أخيرة, وملأ صراخ حار فضاء المنزل, برهة وكف الصراخ, بدأت جدران المنزل تهتز بينما القتلة يهرولون مغادرين , ملثمون ويهرولون فارين إلي خارج المنزل, ثم أختفوا, لا أثر لهم, لا شيء, في الداخل كانت حنان وشقيقها قتلي والدماء تكاد تغطيهما!! 3 : هذه الإفادة وهذا السؤال: إلي الأستاذ صالح محمود المحامي يا صالح, مثل هذه ” الجريمة ” الفادحة, أليست تستحق أن تطلع علي تفاصيلها وأن يحاسب مرتكبيها ! حنان صحفية لامعة, مثقفة وتشتغل بمهنية عالية في كل كتاباتها وحواراتها والتحقيقات التي تجريها, لكنها كانت عالية الصوت في مطالباتها بحل الجنجويد وأبعاد العسكر عن السياسة, ولا تمل من تنفيذ شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة, أيكون من أجل هذا قتلوها ؟؟ أننا نضع هذه القضية أمامك وقيادة الحزب الشيوعي لتشرع في تقصي وقائعها ونشرها ودعوة المنظمات الحقوقية في الداخل والخارج للتضامن والدعم والمساندة. 4 : لآ نراك في الدم أغتالوك يا حنان, برفقة يوسف… أغتالوكم! كنت بيننا وردة للزمان بين نساء البلاد كنت الندي والضوء الشارة والراية تناديننا : تعالوا أريكم ما سيأتي: ” المستقبل المرئي “!… آآآآآآآآآآآه, لااااااا حولااااااااا يا عثمان بشري, من قتل الوردة؟ وقطف ثمرة الحياة منا الثمرة الناضجة ؟ لكننا نعرفهم: وجها وجها بالسلاح والأيدي والعيون التي في أوجها, نعرفهم : ” الجنجويد ” القتلة, ويااا ويلهم! لكننا سنظل نراك بيننا, كما تودين ونودك يا حبيبة. هكذا هي الدنيا هي الدنيا يا حنان! الآن أمنحك كل الأشياء التي بوسع صداقتي أن تقدمها إليك, صداقة إنسان نشأ في حبك تحت ظلالك الوارفات لقد منحتني كل شيء الآن, تأتينني منك المودات تأتينني ببطء !!
مداميك