شهد مشروع حلفا الزراعي انتاجية عالية في محاصيل العروة الصيفية لموسم 2024 ـ 2205م، بعد دخول المنظمات الدولية في عملية التمويل. على الرغم من ظهور وانتشار الآفات على نطاق واسع بجانب المعوقات والمشاكل التي صاحبت الموسم وارتفاع تكاليف الإنتاج، إلا أن الإنتاجية ارتفعت، بينما بدأت عمليات زراعة القمح للعروة الشتوية لموسم 2024 ـ 2025م وسط توقعات بنجاح الموسم.
وقال المدير الزراعي لمؤسسة حلفا الجديدة الزراعية حمد الهادي للراديو دبنقا إنَّ الخطة التأشيرية لهذا الموسم الصيفي 2024 ــ 2025 كانت حوالي 200 ألف فدان لكن تمت زراعة 180 ألف فدان، بمحاصيل الدورة الزراعية من الذرة الرفيعة في مساحة 58 ألف فدان، القطن في مساحة 12 ألف فدان، الفول السوداني في مساحة 40 ألف فدان والعدسية في مساحة 60 ألف فدان.
وأضاف أن المساحة المزروعة الكلية بلغت 180 ألف فدان بالمقارنة مع الموسم السابق 2023 ـــ 2024م، والتي بلغت 115 ألف فدان، قطن وفول سوداني وعدسية، وبزيادة تبلغ 65 ألف فدان تمثل نسبة 56% بالمقارنة مع الموسم السابق.
وأشار المدير الزراعي لمؤسسة حلفا الزراعية، حمد الهادي، إلى أن هذا الموسم شهد دخول المنظمات الدولية في عمليات تمويل المزارعين تحت إشراف مركز سيميت، وقال إنَّ هذا المركز مقره في المكسيك ويختص بتحسين محصولي الفول السوداني والذرة الشامية عبر برنامج “ساساس” وهو برنامج الأغذية الزراعية المستدامة في السودان ورئاسته في كينيا.
وأكد أن هذا المركز قدم دعمًا للمزارعين في محصولي الفول السوداني والمزروع في مساحة 14 ألف فدان و36 ألف فدان ذرة شامية، حيث تم تمويل التحضيرات وفق توصية البحوث الزراعية (الطراد الأول) وأعقبته تسوية الديسك الروم ثم طراد الزراعة ومن تقاوي الفول السوداني من محطة إكثار حلفا الجديدة والشركة العربية للبذور هذا بالإضافة إلى مبيدات الحشائش.
وقال حمد الهادي: “أما في محصول الذرة الرفيعة فقد تم تقديم أربعة مدخلات للمزارعين تتمثل في التحضيرات، التقاوي، مبيدات الحشائش وسماد اليوريا. وتشهد محلية حلفا الجديدة حاليا أعياد الحصاد والإنتاج بفضل تطبيق الحزم التقنية الكاملة الموصى بها للمحصولين.
وأوضح أن المحصول حقق انتاجية عالية ففي الذرة الرفيعة حيث تجاوزت الانتاجية 2 طن للفدان مقارنة بأقل من طن أو 0.8 طن في العام الماضي، أما الفول السوداني فقد بلغت الانتاجية 3 طن مقارنة بـ 1.2 طن في العام الماضي.
وأوضح المسؤول بهيئة حلفا الزراعية حمد الهادي في مقابلة مع “راديو دبنقا” أن مركز سيميت مستمر في برنامجه ويقدم دعمًا للمزارعين في مساحة خمسة ألف فدان مخصصة لزراعة محصول زهرة الشمس ضمن محاصيل العروة الصيفية، ويتمثل ذلك الدعم في التقاوي والتحضيرات وإزالة الحشائش بالمبيدات والأسمدة “سماد الداب واليوريا” وعملية الزراعة، وتمت زراعة المحصول وفي نهاية الموسم ويقدم المركز خدمة تسويقية للمحصول.
وقال الهادي أنهم يستهدفون زراعة 70 ألف فدان بمحصول القمح وهو المحصول الرئيسي في العروة الشتوية، مشيرًا إلى أن المزارعين قاموا بواجبهم بتحضير وتسوية الأرض “عملية الطراد الأول”، ولكن هنالك مشاكل تتعلق بالتمويل من البنك الزراعي تتسبب في تأخير زراعة المحصول، مشيرًا إلى أن هنالك إجراءات لم تكتمل لكنها في نهاياتها.
ونوه إلى أن برنامج الأغذية العالمي قدم عن طريق منظمة “ميرسي كورس” عبر برنامج “صمود” تمويلاً للمزارعين عبر جمعيات مهن الانتاج الزراعي، لحوالي 4600 مزارع لزراعة مساحة 23 ألف فدان، لتوفير ثلاث مدخلات، تتمثل في التقاوي وسماد اليوريا وسماد الداب.
وأقر المسؤول في الهيئة الزراعية بالتأخير في انطلاق الموسم الشتوي إلا أنه أكد أن الإجراءات شارفت على النهاية عقب اكتمال فرز العطاءات وبعد أن يرسو العطاء على الجهة المعينة ستنطلق ضربة البداية، وتوقع الحصول على انتاجية عالية بتطبيق هذه التقانات.
وقال إنَّ الأصناف الموصى بها هما صنف بوهين وحدث له كسر وأصبح عرضة للإصابة بمرض الصدى، وصنف أمل والمساحة التي ستتم زراعتها به ستزيد عن مساحة الـ 90 ألف فدان.
وجدد الهادي حمد التأكيد على أن حصاد المحاصيل في العروة الصيفية لهذا العام 2023 ــ 2024م بمشروع حلفا الجديدة الزراعي، شهد انتاجية عالية كما أن الأسعار هذا العام كانت مشجعة للمزارع وشكلت دافعًا كبيرًا فبلغ سعر جوال الفول قرابة الخمسين ألف جنيه للفدان، الذرة من نوع ود أحمد 75 ألف جنيه للفدان، والذرة من نوع طابت 140 ألف جنيه للفدان.
وقال إنَّ هذه كلها تنعكس على حياة المزارع في حياته ومأكله، وشرابه، وعلاجه، وتعليمه. وهذا ما ننشده لتحقيق التنمية المستدامة للمزارع ويكون قد حقق الاغراض الذاتية ويكون لديه مبلغ من المال مدخر للدخول به في الموسم القادم.
وأشار الهادي حمد إلى أن مركز سيميت نفذ عمله عبر خمس شركات تتمثل في شركة هارفيست في الفول، وفول اسبشيلتي للفول السوداني وشركة واز لتوليد وجلب الأسمدة والشركة العربية للبذور التي وفرت تقاوي الذرة والفول السوداني بالإضافة لشركة نور اقروسينس دي والتي وفرت المبيدات.
وأوضح بأنه كان هنالك تكامل وتعاون من كل هذه الشركات والمنظمة وهذا التعاون أثمر هذه النتائج الطيبة والذي أتى أكله والثمار الطيبة التي تشهدها محلية حلفا الجديدة هذه الأيام بأعياد الحصاد.
أشار إلى أن هنالك مشكلة تتعلق بانتشار الحشائش المائية مثل حشائشوحول المشاكل التي واجهت هذا الموسم، قال مدير العمليات الزراعية بمؤسسة حلفا، حمد الهادي، لراديو دبنقا إنهم كانوا يخططون لزراعة 200 ألف فدان لكن كانت هنالك مشكلة في قنوات الري، التابعة لمؤسسة الري بحلفا الجديدة ومشيرًا إلى أنهم وفروا عدد كبير من الجرارات في بداية الموسم كانت في حدود 12 وارتفعت إلى 20 جرار لإزالة الإطماء والحشائش.
أعشاب النيل والتي أصبحت مشكلة كبيرة، لأنها تنتشر بسرعة شديدة وتعوق سريان المياه وتستهلك كميات كبيرة من المياه.
وكشف الهادي عن المشاكل التي واجهت المشروع في الأيام الأخيرة ومن بينها انتشار آفة الطير الذي شن هجوم كبير جدًا من الغابات القومية والمتاخمة أو المزروعة داخل المشروع وتمت المكافحة باستجلاب الطائرات عدة مرات وتمت نظافة الغيط من هذه الآفة والمحصول الآن معظمه في مرحلة النضج والحصاد.
وقال إنَّ من المشاكل التي واجهت الموسم الزراعي الحالي أو التي تواجه المشروع بشكل عام، تتمثل في ضعف وقلة وسائل الحركة، وهي مكملة لعمل الزراعيين لمتابعة كل العمليات الفلاحية من تطبيقات زراعة وفلاحة وري وتطبيق مبيدات وأسمدة ومتابعة ري، مشيرًا إلى أن أسطول العربات أصبح متهالكًا وهم في حاجة لعربات ذات دفع رباعي جديدة لتغطية كل المساحة التي يتم الإشراف عليها.
وتبلغ مساحة مشروع حلفا الجديدة الزراعي 350 ألف فدان ويعد ثاني مشروع من حيث المساحة والانتاجية في السودان بعد مشروع الجزيرة. وتتكون التركيبة المحصولية للمشروع في العروة الصيفية من محصولات القطن والفول السوداني والذرة الشامية. أما محاصيل العروة الشتوية، فتتمثل في القمح كمحصول رئيسي بالإضافة لزهرة الشمس.
واعتبر مدير الزراعة بمؤسسة حلفا الزراعية حمد الهادي في حديثه لراديو دبنقا، أن الخطة الزراعية التي تضعها المؤسسة كل عام هي زراعة ثلثي مساحة الدورة الزراعية في العروة الصيفية والتي تقدر بحوالي 120 ألف فدان للدورة و240 ألف فدان للدورتين، و360 ألف فدان حال كانت هنالك ثلاث دورات زراعية بإضافة زراعة الثلث في العروة الشتوية. إلا أنه استدرك قائلًا: إنَّ ثلثي المساحة المخصصة للعروة الصيفية قد لا تستغل كلها بسبب بعض المعوقات والمشاكل التي لم يكشف عنها.
وأنشئ مشروع حلفا الجديدة الزراعي بهدف تشغيل أهالي وادي حلفا الذين تم تهجيرهم بعد أن غمرت مياه السد العالي أراضيهم في أقصى شمال السودان، وكذلك من أجل العمل على توطين العرب الرحل في سهل البطانة وخلق فرص عمل للمواطنين في المنطقة. كما أن من بين أهداف المشروع انتاج سلع للصادر من قطن ومحاصيل أخرى.
ويقع المشروع في ولاية كسلا في شرق السودان ويتبع إدارياً لوزارة الزراعة والغابات. ومنذ تأسيسه يعم المشروعل على تحقيق الأمن الغذائي برفد الناتج المحلي بكميات مقدرة من السلع الغذائية، بالإضافة إلى السلع النقدية، وتمكين المزارع أو مواطن المنطقة من زراعة محاصيل تدر عليه دخلا يحقق له التنمية المستدامة التي تنعكس على تعليمه ومعاشه وصحته وكل الخدمات التي يحتاج إليها.
دبنقا