تشهد مخيمات النازحين بولاية شمال دارفور قصفًا مدفعيًا عنيفًا أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من النازحين والمواطنين.
واوضح الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين آدم رجال، في تصريح صحفي، أن أغلب الضحايا هم من الأطفال والنساء الذين عاشوا طوال حياتهم تحت وطأة الترويع وبطش المدافع الثقيلة والبنادق التي توجه إليهم بلا أدنى مراعاة لقواعد الاشتباك المنصوص عليها في الأعراف والقوانين الدولية، بما في ذلك حق الإنسان في الحياة والعيش الكريم. الجرائم المرتكبة بواسطة طرفي النزاع لا تزال مستمرة بلا هوادة.
وأضاف: “بدأ القصف المدفعي على مخيم أبو شوك منذ شهر مايو، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة”.
وذكر أن القصف المدفعي العنيف على مخيم زمزم، بدأ فعليًا في الأول من ديسمبر الجاري من قبل قوات الدعم السريع، وكان آخره في 11 ديسمبر، مما أسفر عن استشهاد ثمانية نازحين إضافة إلى الجرحى والمصابين، فضلًا عن تدمير المنازل والممتلكات.
وتابع: “هذا القصف يمثل تدميرًا لحياة النازحين في المخيم، الذين لجأوا إليه بعد فرارهم من قراهم منذ عام 2003، كما لجأ إليه آخرون بعد نزوحهم من أحياء مدينة الفاشر عقب اندلاع حرب 15 أبريل، ليجدوا أنفسهم في مرمى القصف مرة أخرى”.
وادانت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بأشد العبارات هذا النوع من القصف، الذي يُعد سلوكًا قذرًا وغير أخلاقي من فاعليه، مهما كانت مبرراتهم.
وقال إن دماء الأطفال وأحزان النساء لن تضيع سدًى، وستلاحقهم لعنات الضحايا على جرائمهم الشنيعة التي تُرتكب بدم بارد. هذه الجرائم تندرج ضمن جرائم الحرب التي تستهدف الأبرياء العزل بلا رحمة، وان السكوت عنها غير ممكن.
وشددت على تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين في كل الممارسات الإجرامية التي ألحقت الجراح بالضحايا وذويهم. الإفلات من العقاب يجب أن يوضع له حد.
ودعت جميع الأطراف المتصارعة الابتعاد عن استهداف أماكن النازحين والمواطنين وعدم استخدامهم ككبش فداء لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، إذ لا يمكن تبرير استخدام المدنيين العزل كدروع بشرية أو منعهم من التنقل بحرية، إذ يُعد ذلك جريمة تخالف القوانين الدولية.
وطالبت يتوقف القصف المدفعي العشوائي من قبل قوات الدعم السريع والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني. قائلى انه “ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل، من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة، لإنقاذ حياة المواطنين السودانيين، ولا سيما النازحين من النساء والأطفال الذين فقدوا حقهم في حياة كريمة”.
وقالت المنسقية ان على المجتمع الدولي وكل برلمانات العالم الحر أن تقف إلى جانب الشعب السوداني، خاصة النازحين في إقليم دارفور، الذين تُركوا يواجهون مصيرهم في ظل صمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. كما يجب ممارسة أقصى الضغوط على الأطراف المتصارعة التي لا تلتزم بالقوانين الدولية، ووضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. ليس هناك ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، ولا بد من وقفها فورًا.
ولفتت الى انه قد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة الإنسانية لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل.