في تصعيد خطير، حلق سرب من الطائرات المسيرة الانتحارية فوق مدينة شندي بولاية نهر النيل شمالي السودان، ما أدى إلى دوي انفجارات قوية.
ووفق مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية» فإن قوات «الدعم السريع» شنت هجومًا كاسحًا على مدينة « شندي» الواقعة في ولاية نهر النيل شمالي السودان باستخدام الطائرات المسيرة الانتحارية.
ويأتي الهجوم في إطار تكثيف قوات الدعم السريع الضغط على ولايتي الشمالية ونهر النيل باستهداف المواقع العسكرية والمطارات، ما أدى إلى توتر الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وقالت المصادر العسكرية إن 5 مسيرات انتحارية استهدفت الفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي، بالإضافة إلى مواقع أخرى، مع سماع دوي انفجارات كبيرة، فيما كانت المضادات الأرضية وأجهزة التشويش الإلكتروني تتصدى للهجوم.
وأفاد شهود عيان لـ«العين الإخبارية» بسقوط طائرة انتحارية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء واسعة من المدينة، ما أثار حالة من الخوف والرعب بين المواطنين.
وطبقا للشهود، فإن المدينة شهدت حالة من الفوضى إثر الهجوم الذي استمر لساعات طويلة.
وحسب الشهود، فإن التيار الكهربائي عاد إلى الخدمة من جديد في المدينة، كما عاد الهدوء، بينما لا تزال المخاوف قائمة بشأن الأوضاع الأمنية في المنطقة وتأثيرها على حياة السكان.
ولم تتلق «العين الإخبارية» تعليقًا فوريًا من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع حول استهداف مدينة شندي شمالي السودان بالمسيرات الانتحارية.
هجمات سابقة
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت قوات الدعم السريع 13 طائرة مسيرة باتجاه الفرقة الثالثة مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة «شندي» بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش عبدالفتاح البرهان للمنطقة.
وفي أبريل/نيسان من العام الجاري كان الهجوم العسكري الأول على المدينة التي ظلت خارج نطاق القتال الذي يدور بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» منذ منتصف أبريل (نيسان) العام الماضي.
وقبل يومين، استهدفت قوات «الدعم السريع» مطار مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان، التي تبعد حوالي 310 كيلومترات من العاصمة الخرطوم، بسرب من الطائرات المسيرة الانتحارية.
جدير بالذكر أن قوات «الدعم السريع» استهدفت في ليلة 28–29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مطار مروي بالولاية الشمالية الذي يقع على بعد 400 كيلومتر شمالي العاصمة الخرطوم بهجوم مكثف من 16 طائرة انتحارية مسيرة.
مدينة شندي
وتقع مدينة شندي في ولاية نهر النيل بالسودان على ارتفاع 360 مترًا (1181 قدمًا) فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 150 كيلومترًا (93 ميلًا) في اتجاه الشمال الشرقي، و45 كيلومترًا (27.9 ميل) من موقع آثار مروي القديمة.
وتعتبر واحدة من أهم المدن الواقعة في شمال السودان من حيث موقعها الرابط بين شمال وشمال شرق السودان بالعاصمة في وسط السودان، وقربها من التجمعات الحضرية في شمال وشمال شرق السودان، ومن حيث تاريخها التجاري والسياسي القديم والمعاصر.
مدينة شندي لها تاريخ حافل بالأحداث، لموقعها الذي يتوسط عدة مناطق جغرافية وكيانات قبلية، لها دور سياسي وتجاري كبير، حيث تقع المدينة بالقرب من مواقع الحضارات السودانية القديمة ومن بينها حضارة مروي (آثار النقعة والمصورات)، وكانت ملتقى طرق تجارية، أهمها الطريق التجارية المؤدية إلى شبه الجزيرة العربية والهند والشرق الأقصى عبر سواكن، وطريق النيل المتجهة نحو مصر في الشمال، والطريق الجنوبية نحو الحبشة (إثيوبيا) عبر البطانة وسنار إلى غوندار. والطريق القادمة من كردفان ودارفور، وتمر عبره قوافل التجارة والحجيج الآتية من أواسط أفريقيا متجهة نحو الحجاز عبر سواكن.
السودان.. مهبط مسيرات الجيش في «عاصمة الحديد والنار» هدف لـ«الدعم السريع»
وتقول الأمم المتحدة إن السودان، الذي كان حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبًا أسوأ أزمة جوع في العالم”.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربًا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
العين الاخبارية