قال الخبير بالشأن الإفريقي بمركز إيجيبشن للدراسات الاستراتيجية الدكتور محمد رشوان، إن السودان تشهد استمرارًا في الصراع المسلح بين الجيش السوداني وميلشيا الدعم السريع، يزيد من معاناة السكان ويُفاقم أزمة النزوح الداخلي.
وأكد رشوان فى تصريح لفيتو أنه على الصعيد الإنساني، يعاني السودان من أزمة غذائية خانقة مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية بأكثر من 300% وانخفاض كبير في الإنتاج الزراعي بسبب النزاع، مما يهدد حياة ملايين السكان.
وتابع: “كما أعلنت السلطات الصحية عن تفشي الكوليرا في بعض الولايات، مما يزيد الوضع الإنساني تأزمًا، وكانت الحرب الدائرة فى اسودان قد أدت الى مقتل أكثر من 60 ألف شخص بحسب بيانات الرسمية وشردت نحو 14 مليونا وقوضت الأمن الغذائى لاكثر من 26 مليون شخص من تعداد السكان البالغ عددهم 48 مليون شخص”.
وتابع: “سياسيًا، تتواصل الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة، حيث زار وزير الخارجية المصري بورتسودان والتقى برئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، في محاولة لدعم مساعي وقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي، وفى سياق أخر قام رئيس المجلس السيادى السودانى عبد الفتاح البرهان بزيارة إلى جوبا لمقابلة الرئيس سيلفا كير وبحث سبل التعاون بين البلدين فى رسالة تعكس محاولة البرهان اظهار سيطرته الكاملة على الامور فى السودان فيما تعهدت تنسيقية ” تقدم” وهى تحالف عريض يضم أكثر من 300 كيان سياسى ومدنى بتبنى مسار سياسى يخاطب جذور الأزمة”.
وأشار الى أن تحديد أطراف العملية السياسية يجب أن يقوم على معايير محددة على رأسها أن تكون أطرافها معروفة وموصفة بشكل دقيق، ساعية الى الى فتح مسارات لتوصيل المساعدات الانسانية عبر الحدود السودانية وداخلة ودعم جهود لجان الطوارئ والمنظمات الانسانية والوطنية والدولية.
وتابع:” مستقبل السودان في ظل المعطيات الحالية يبدو مليئًا بالتحديات العميقة. الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد تركت البلاد في حالة انهيار إنساني وأمني. مع تصاعد القتال في مناطق جديدة مثل ولاية الجزيرة وغياب أي اتفاق لوقف إطلاق النار، تتزايد التكهنات حول إمكانية استمرار الصراع لفترة طويلة”
وأردف:” أما من الناحية الإنسانية، يُعاني السودان من أزمة غذائية خانقة، حيث تزايدت معدلات الجوع نتيجة لانخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة 46% وفرار عدد كبير من المزارعين. هذا بالإضافة إلى تفشي وباء الكوليرا ما يزيد الضغط على السكان الذين يُعانون من نزوح داخلي كبير”.واختتم:” مستقبل السودان يعتمد على توازن القوى بين الأطراف المتحاربة ومدى تأثير الجهود الدولية لتحقيق السلام”.