آخر الأخبار

(تقدم) من عنتيبي إلى السودان: إنهاء الحرب، مواجهة الكارثة الإنسانية، واستعادة مكتسبات ثورة ديسمبر

شارك الخبر

(الراكوبة)

اختتمت الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) اجتماعاتها التي استمرت بين 3 و6 ديسمبر في مدينة عنتيبي الأوغندية، بإصدار بيان ختامي يدعو إلى إنهاء اختطاف الدولة واستعادة شرعية الثورة السودانية، مؤكدة أن استمرار الحرب القائمة منذ أبريل 2023 يهدد بتمزيق السودان ومضاعفة معاناة شعبه.

تحذيرات من تداعيات الحرب

تناول الاجتماع الوضع الإنساني والسياسي المتدهور في السودان، محذرًا من أن الحرب، التي تقترب من عامها الثاني، أودت بحياة عشرات الآلاف، وأجبرت أكثر من 12 مليون شخص على النزوح، ما جعلها أكبر أزمة نزوح ولجوء على مستوى العالم. كما أنتجت الحرب كارثة أمن غذائي عالمية تهدد 25 مليون شخص، وأخرجت 17 مليون طالب من النظام التعليمي.

على الصعيد الصحي، أفاد البيان بأن 90% من المرافق الصحية في السودان خرجت عن الخدمة، في ظل انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة. وأشار إلى الدمار الواسع في البنية التحتية وفقدان ملايين المواطنين لمنازلهم ومصادر رزقهم.

التأكيد على حماية المدنيين والمناطق الآمنة

دعت التنسيقية إلى تكثيف الجهود لحماية المدنيين عبر تنفيذ تدابير فعّالة تشمل تطوير مقترح إنشاء مناطق آمنة وخروج جميع القوات المتقاتلة من المناطق المدنية، مع تقليص الوجود العسكري في المناطق المأهولة ووقف القصف المدفعي والجوي.

وأدانت (تقدم) الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين التي ارتكبتها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معهما، داعيةً إلى تفعيل آليات العدالة الدولية لضمان محاسبة مرتكبي الجرائم وإنصاف الضحايا.

أبعاد سياسية وتصاعد خطاب الكراهية

ناقش الاجتماع تصاعد خطاب الكراهية والنزعات العنصرية، إلى جانب النشاط المتزايد لعناصر النظام السابق التي تستغل الحرب لتحقيق أهدافها. كما حذرت التنسيقية من تغذية أطراف خارجية للصراع السوداني، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويطيل أمد الحرب.

مطالب للمجتمع الدولي

طالبت التنسيقية المجتمع الدولي بـ: توسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل الجرائم المرتكبة في السودان. وتمديد حظر الأسلحة في دارفور ليشمل جميع أنحاء البلاد. اضافة إلى زيادة الدعم الإنساني للسودانيين المتضررين من الحرب.

كما دعت الأطراف الدولية إلى ممارسة ضغوط فعالة على طرفي النزاع، لوقف القتال وفتح الممرات الإنسانية، استناداً إلى مقررات منبر جدة الإنساني.

قضايا اللاجئين والنازحين

قررت (تقدم) إنشاء آلية خاصة لمعالجة قضايا اللاجئين والنازحين، تشمل تنظيم مؤتمر لتقديم حلول مستدامة للتحديات التي تواجههم.

وشددت على ضرورة فتح المسارات الإنسانية داخل السودان وخارجه، ودعت المانحين إلى الالتزام بتعهداتهم لدعم النازحين والمجتمعات المضيفة.

معالجة الكارثة الإنسانية أولويّة قصوى

أكد الاجتماع أن الأولوية القصوى للتنسيقية هي معالجة الكارثة الإنسانية في البلاد، مشيداً بجهود لجان الطوارئ والمنظمات الإنسانية في تلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين.

إجراءات سياسية لتحقيق السلام

أعلنت (تقدم) عن تبنيها ثلاثة مسارات سياسية متزامنة، وهي : وقف إطلاق النار، وتأسيس عملية سياسية شاملة تعالج أبعاد الحرب وتؤسس لسلام مستدام. ومعالجة الأزمة الإنسانية.

وأكدت التنسيقية أن الحل العسكري لأزمة السودان مستحيل، داعيةً إلى تصميم عملية سياسية تشارك فيها قوى المجتمع المدني والمهنية والنقابات ولجان المقاومة.

الشرعية وتشكيل حكومة

ناقش الاجتماع دعوات تشكيل حكومة لنزع الشرعية عن الحكومة الحالية في بورتسودان. وأحال هذه القضية إلى آلية سياسية لدراستها بعمق.

وفي كلمة له، شدد رئيس تنسيقية (تقدم)، رئيس وزراء حكومة الثورة الانتقالية المدنية ؛ د. عبد الله حمدوك، شدد على ضرورة الوحدة لتحقيق أهداف الثورة السودانية، ودعا إلى وضع حد للشرعية الزائفة التي تُستخدم لتطويل أمد الحرب وتقسيم البلاد.

خاتمة:

في ختام الاجتماعات، شددت (تقدم) على أن الحرب الحالية هي حرب معقدة ذات أبعاد عميقة، وأن معالجتها بشكل جذري ضروري لمنع اندلاع حروب أخرى في المستقبل. وأكدت أن المؤتمر التأسيسي للتحالف المدني خطوة مهمة لتوحيد قوى الثورة السودانية وبناء منصة لتحقيق الحرية والسلام والعدالة، واستكمال مسار ثورة ديسمبر.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر


إقرأ أيضا