آخر الأخبار

 مقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين في هجوم «الدعم السريع» على غرب كردفان … أوضاع مأساوية وحصار في الجزيرة وتجدد المعارك في الفاشر

شارك الخبر
مصدر الصورة

أعلنت شبكة أطباء السودان مقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين جراء هجوم نفذته قوات السريع على منطقة “دونكي الحر” في ولاية غرب كردفان، متهمة إياها بتخريب المرافق الطبية في الولاية ونهب الأسواق وحرق منازل المواطنين، منددة بعمليات القتل والنهب التي تمارسها الدعم السريع. تزامن ذلك مع استمرار موجة العنف المتصاعدة في ولاية الجزيرة وسط السودان، بعد سلسلة من الهجمات التي نفذتها القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” على القرى والمدن شرق الولاية، مما أسفر عن مقتل 124 شخصاً على الأقل، وفق إحصاءات الأمم المتحدة، في وقت تقدر منظمات محلية عدد القتلى بالمئات.
وفي السياق، أطلقت مجموعة ” نداء الوسط” نداء استغاثة، مشيرة إلى أن ما تبقى من مواطنين داخل قرية “ود الفضل” شرق الجزيرة يتعرضون لانتهاكات صارخة على يد “عصابات إرهابية” قالت إنها قامت بنهب جميع مقتنياتهم من هواتف ومستلزمات ومواد غذائية وأموال.
وقالت إن سكان منطقة “الهلالية” يواجهون ذات الانتهاكات، بينما يتواصل حصار الدعم السريع وسط تعتيم إعلامي “متعمد”، متهمة تلك القوات باحتجاز المواطنين ضمن ظروف مأساوية للغاية حيث يفتقرون لأبسط مقومات الحياة بعد أن تم تشريدهم من منازلهم ونهب جميع ممتلكاتهم. ووصفت ما يحدث في ولاية الجزيرة التي تجتاح قوات الدعم السريع المناطق الشرقية منذ أكثر من أسبوعين بالأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية.
وكذلك أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها إزاء التقارير المزعجة الواردة من شرق ولاية الجزيرة السودان محذرة من آثار الصراع على حياة المدنيين هناك. وأكدت على ضرورة اتخاذ إجراءات جريئة وملموسة لوقف حدوث المزيد من الانتهاكات، مطالبة حاملي السلاح باحترام وحماية السكان المدنيين، والالتزام بمقتضيات القانون الإنساني الدولي”.
وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، “بالانتهاكات الجسيمة” لحقوق الإنسان في ولاية الجزيرة، متهماً قوات الدعم السريع بتنفيذ عمليات قتل جماعي واغتصاب نساء وفتيات ونهب للأسواق والمنازل وحرق للمزارع على نطاق واسع. وحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا)، قتل ما لا يقل عن 124 مدنياً خلال موجة العنف المسلح شرق الجزيرة بينما نزح حوالي 120 ألف شخص خلال الأيام العشرة الماضية.
إلى ذلك، قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، إن هجمات قوات الدعم السريع على المدنيين في ولاية الجزيرة أسفرت عن مقتل المئات متهمة إياها بارتكاب أعمال عنف جنسي ضد النساء والفتيات. وأكدت على ضرورة إنهاء الهجمات التي وصفتها بـ” الشنيعة” ومحاسبة قوات الدعم السريع على جرائمها”.
وفي شمال كردفان يعيش الأهالي أوضاع معيشية صعبة منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي. وقالت غرفة “الأبيض” إن السكان في ولاية شمال كردفان وعاصمتها الأبيض، يعانون من سلسلة انقطاعات للتيار الكهربائي، تتجاوز الثلاثة أيام وتصل إلى شهر. وبينت أن مدينة الأبيض تشهد انقطاعاً مستمراً للتيار الكهربائي منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان، وزاد من تحديات المعيشة.
ويأتي ذلك في وقت تسببت قطوعات الكهرباء المستمرة في أزمة مياه في المنطقة بعد تعطل المضخات الكهربائية، الأمر الذي تسبب في نقص حاد في إمدادات المياه. ويصل سعر برميل المياه إلى 3.500 ألف جنيه سوداني، وهو مبلغ يتجاوز القدرة المالية للعديد من الأسر هناك، مما جعل تأمين المياه الصالحة للشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى أمراً بالغ الصعوبة مما يعمق معاناتهم اليومية”.
وتتواصل الأزمات التي تواجهها الولاية، حيث ارتفعت أسعار الوقود بشكل متسارع، حيث يقدر سعر جالون البنزين بـ 64 ألف جنيه سوداني والديزل ارتفع إلى 25 ألف جنيه.
وقالت غرفة الأبيض إن ارتفاع أسعار الوقود زاد من تكلفة نقل المياه، مما ساهم في رفع أسعارها بشكل أكبر.
وأشارت كذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث وصل سعر 8 قطع من الخبز إلى ألف جنيه سودانية، وارتفع سعر جوال البصل إلى (300) ألف جنيه، محذرة من الصعوبات التي يواجهها الأهالي في تأمين الاحتياجات اليومية.
وتواجه الأسواق والمحال التجارية هناك أزمة سيولة نقدية حادة، دفعت بعض التجار إلى إغلاق محالهم.
وقالت الغرفة إن انقطاع شبكات الاتصالات في المنطقة منذ أكثر من أسبوعين، أدى إلى عزل السكان تماماً، حيث أصبح الحصول على المعلومات والخدمات الأساسية أمراً أكثر تعقيداً.
واتهم المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، الحكومة السودانية بعرقلة وصول 90 % من مواد الإغاثة الطارئة، إلى المحتاجين، مقابل وصول 10 % فقط من الإمدادات الإنسانية في بورتسودان إلى أولئك الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.
وقال في تغريدة على حسابه في منصة أكس إن “مفوضية المساعدات الإنسانية في الشهر الماضي لم تسمح بدخول أكثر من ذلك، مشيرة إلى إن 6.5 ملايين شخص في السودان يحتاجون إلى الغذاء بشكل عاجل للبقاء على قيد الحياة”. وأضاف: “يحتاج 25 مليون إنسان إلى مساعدات إنسانية طارئة”.
وتابع: “لإغاثة أولئك الذين يعانون في كادوقلي أو الخرطوم، أو في نيالا أو الشمال يتعين علينا أن نجد أرضية مشتركة بشأن كيفية تبسيط تدفق الغذاء والدواء الطارئين إلى كل ركن من أركان السودان بأقصى سرعة ممكنة”.

القدس العربي

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا