لم يتوافر تفسير لأسباب الصدور المتأخر لبيان الخارجية الأمريكية الذي أعلن ابتعاث المبعوث الخاص للمنطقة، ولماذا صدر بساعات بعد انتهاء الدوام الرسمي للوزارة يوم أمس الأربعاء. فقد صدر البيان في التاسعة مساء بتوقيت واشنطن (الثالثة فجر اليوم الخميس بالخرطوم) معلناً أن توم بيريللو “سيغادر” لكن كان الرجل في طريقه فعلاً للعاصمة الكينية نيروبي مستهلاً جولة لأهم أربع من عواصم الجوار السوداني وهي نيروبي، كمبالا، الرياض والقاهرة!!
وكان ملفتاً للنظر ان تتزامن هذه الزيارة مع بدء القيادة المدنية لتنسيقية “تقدم” حراكاً دبلوماسياً، متعدد المحاور، ويلاقي اهتماماً وزخماً إعلامياً كبيراً منطلقاً من العاصمة البريطانية بينما قالت “تقدم” انه سيتواصل ليشمل عدداً من المحطات الأوروبية المجاورة.
للتدليل على أهمية هذا الحراك النوعي، فإن الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس تنسيقية تقدم سيحاضر اليوم الخميس أطيافاً من صُنّاع القرار الإنجليزي، أعضاء المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الدولية وهو أكبر الدور البحثية لإتخاذ القرارات ورسم الخطوط العريضة للسياسات الخارجية والشهير بعنوانه العريق “شتّام هاوس” (Chatham House -The Royal Institute of International Affairs
سيتحدث د. حمدوك عن
♦️الأولويات المدنية لإنهاء الحرب في السودان♦️
وأفادت مصادر ذات معرفة بمحاور ندوة د. حمدوك في شتّام هاوس انها ستغطي بشرح عميق ثلاثة موضوعات متشابكة وهي: 1- الخيارات المتاحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، 2- آليات البحث عن حل سياسي سلمي للصراع 3- الحاجة الملحة والضاغطة للإغاثة وضرورة حدوث إستجابة دولية فعّالة لما أصبح يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم.
تترأس جلسة ندوة ظهيرة هذا اليوم بلندن وتدير مناقشاتها، السفيرة البريطانية السايقة بالسودان، مدام روزاليند مارسدن وهي زميلة مشاركة في برنامج إفريقيا بالمعهد الملكي البريطاني Rosalind Marsden
Associate Fellow, Africa Programme
وتعتبر السفيرة مارسدن خبيرة استثنائية في الشأن السوداني إذا مثلّت بلادها في الخرطوم ما بين 2007-2010 ثم واصلت كسفيرة للاتحاد الأوروبي مابين 2010- والي أكتوبر 2013 (اذ تم إعلانها شخصاً غير مرغوب فيه لمشاكساتها المتكررة للطاغية عمر البشير وصدامها العلني معه بعد مذابح هبة سبتمبر 2013. واعترف البشير في إحدى اعترافاته العلنية بفشله وسوء خلقه بأنه عندما ضاق ذات مرة بأمرها “صرفت ليها بركاوي”، تعبير من يتعاطون مفردات قاع المدينة ويعني “سب الدين”!.
أيضاً تجدر الاشارة ان بيان الخارجية، على غير العادة، أفصح عن الموضوعات التي سيتطرق لها المبعوث الأمريكي وحدد من سيلتقيهم من في رحلته وكان في مقدمتهم “قادة المجتمع المدني السوداني”.
فيما يلي ترجمة (غير رسمية) لبيان وزارة الخارجية الأمريكية الذي ننشره بنصه الأصلي باللغة الإنجليزية
سوف يسافر المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو إلى كينيا وأوغندا والمملكة العربية السعودية ومصر اعتبارًا من 30 أكتوبر لعقد اجتماعات تتناول الأزمة في السودان.
خلال رحلته، سيجتمع المبعوث الخاص مع قادة المجتمع المدني السوداني والمسؤولين الحكوميين من البلدان المضيفة، بالإضافة الى قادة مجموعة الأطراف الدولية المتعددة.
سيركز المبعوث الخاص في لقاءاته على ضرورة الفتح الفوري للممرات لوصول المساعدات الإنسانية إلى داخل وأرجاء جميع مناطق السودان، وعلى أهمية حماية المدنيين، والحاجة الملحة لتضافر جميع الجهود لإنهاء الحرب، وإستمرار التزام حكومة الولايات المتحدة بدعم الانتقال إلى الحكم المدني الذي يسمح. الشعب السوداني من تشكيل مستقبله السياسي)
التغيير