آخر الأخبار

الناشطة واللاجئة السودانية ندى فضل تحصل على جائزة نانسن المرموقة

شارك الخبر
مصدر الصورة

فازت دكتورة ندى فضل الناشطة واللاجئة السودانية المقيمة في مصر، بجائزة نانسن للاجئ لهذا العام عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقديرا لجهودها الإنسانية في دعم اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر.

وقد فازت خمس سيدات بجوائز نانسن للاجئ لعام 2024، التي تقدمها سنويا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهن راهبة برازيلية، وناشطة من بوركينا فاسو ورائدة أعمال اجتماعية سورية، وعاملة إغاثة متطوعة سودانية، ومناصرة نيبالية في مجال القضاء على انعدام الجنسية. وتم تكريم الفائزات في حفل رسمي أقيم في جنيف يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر 2024.

ويحصل الفائز على مبلغ 150 ألف دولار أميركي تتبرع به حكومتا سويسرا والنرويج، بهدف متابعة مشروع موجه لمساعدة النازحين قسرا، ويتم تطويره بالتشاور الوثيق مع مفوضية اللاجئين.

دكتورة ندى فضل لجأت إلى مصر بعد اضطرارها إلى الفرار من السودان. وقد نجحت في حشد المساعدات الضرورية لمئات الأسر السودانية اللاجئة، وتحويل شقة صغيرة من ثلاث غرف إلى مركز شامل لدعم اللاجئين. ويستقبل هذا المركز قافلة طبية تابعة للهلال الأحمر المصري كل أسبوعين، لتقديم خدمات الرعاية الصحية والفحوصات المجانية.

مراسلنا في مصر خالد عبد الوهاب أجرى حوارا مع ندى فضل وأعد التقرير التالي عن مبادرة “روح” المجتمعية لدعم اللاجئين.

اخترنا اسم ‘روح’ لأننا جميعا روح واحدة بغض النظر عن أصلنا، سواء كنا سوريين، أم سودانيين، أو مصريين“.

التكيّف مع الحياة في بلد جديد كان أمرا صعبا بالنسبة لي، خصوصا أني لم أكن أعمل أو أواصل دراستي، لذلك قررت أن أعلم الأطفال اللاجئين في الحيّ الذي عشت فيه، في الاسكندرية وكان معظمهم من السوريين“.

هكذا تحدثت إلينا الدكتورة ندى شايب سعيد المعروفة بندى فضل الحائزة على جائزة نانسن للاجئ عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لهذا العام. هي لاجئة سودانية استطاعت جمع مساعدات كبيرة لمئات العائلات التي اضطرت للهروب إلى مصر بحثا عن الأمان، وأسست بمحافظة الاسكندرية مبادرة “روح” لدعم اللاجئين بمختلف جنسياتهم، التقيناها وسألناها في البداية عن فوزها بالجائزة:

ندى فضل: الجائزة إنجاز مهم وكبير يفتح الطريق أمامي لمزيد من المساعدات للاجئين، بدأت فكرة مبادرة ‘روح’ عام 2019، ومع اندلاع الحرب في السودان، بات الوضع صعبا، لأنه خلف مزيدا من الدمار وبالتبعية كثيرا من اللاجئين، فقدمنا مساعدات مادية وعينية ولكن كي نضمن استمرار المساعدات انشأنا المبادرة بهدف تمكين اللاجئين.

–وماهي الأسس التي قامت عليها المبادرة؟

ندى فضل: تهدف المبادرة للتمكين الاقتصادي خاصة للمرأة وتوفير فرص عمل للشباب والرعاية الصحية خاصة للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالقلب والأورام. ونقوم بإجراء العمليات الجراحية.

-ولماذا أطلقتم اسم “روح” ليكون عنوانا للمبادرة؟

ندى فضل: اخترنا اسم روح لأنه يبعث على الطمأنينة لأول وهلة، فمن يسمع الاسم يطرق باب المبادرة بغض النظر عن جنسيته سواء كان سودانيا أو سوريا أو يمنيا، مهما كانت جنسيته، فالمبادرة تستوعب الجميع.

-ولكن لماذا بكيت حين سمعت بخبر الفوز بالجائزة؟

ندى فضل: كان شعورا مختلطا إنه بكاء الفرح لكنها كانت لحظات جميلة.

-ولمن تهدي هذه الجائزة؟

ندى فضل: الجائزة لكل اللاجئين على مستوى العالم، وهي رسالة للعالم بأنه ما زالت هناك فسحة من الأمل بأن اللاجئين يمكنهم أن يكونوا مؤثرين في المجتمع المحيط.

تأسست مبادرة روح المجتمعية عام 2019 في محافظة الإسكندرية الساحلية على البحر المتوسط شمال مصر، وتقدم خدماتها للاجئين في محافظات الإسكندرية والقاهرة وأسوان، وتهدف المبادرة لتمكين المرأة، والمساعدة في توفير سبل المعيشة الأساسية، بالإضافة للخدمات الصحية والنفسية والتمكين المهني، والاندماج المجتمعي وهذا ما لمسناه في حوارنا مع الأستاذ إبراهيم عبد الرحمن وهو لاجئ سوري:

كنا مجموعة من اللاجئين السوريين والسودانيين والعراقيين واليمنيين واتفقنا على ضرورة تكوين كيان يتم من خلاله دعم وخدمة اللاجئين فكانت مبادرة روح“.

-وماهي الخدمات التي تقدمها المبادرة؟

تعمل المبادرة على عدة محاور منها المحور الطبي الذي يقدم خدمات الكشف والعلاج وإجراء العمليات الجراحية، وهناك محور التمكين الاقتصادي، حيث نستفيد من مجموعة من الدورات المهنية وورش العمل للأعمال اليدوية وإعداد الفتيات للعمل بالمشغل داخل المبادرة، بالإضافة إلى استفادتنا من الندوات التثقيفية لتوعية اللاجئين بكيفية التعامل مع المجتمع المحيط“.

وكيف كان شعوركم حينما سمعتم بفوز الدكتورة ندى بالجائزة؟

نبارك للدكتورة ندى فضل فوزها بالجائزة وأشعر أن الجائزة لنا جميعا، فهي لا تخدم مبادرة روح اللاجئين المحتاجين فحسب، وإنما تعمل على تمكينهم من كسب عيشهم من خلال ورش عمل ودورات تدريبية مجانية خاصة للسيدات لتعليمهن المهارات المختلفة ومنها التطريز وفن الكروشيه والأعمال اليدوية المتنوعة“.

كما تقول فاطمة حسين وهي لاجئة سودانية:

منذ دخولنا مصر عن طريق محافظة أسوان استقبلتنا مبادرة روح بقيادة الدكتورة ندى، وكانت لهم أولويات في تقديم الخدمة للمرضى وكبار السن، فقام الفريق الطبي بالمبادرة بإجراء عملية مياه بيضاء في عيني، وتكفلت المبادرة بمصاريف الكشف والعلاج وصرف الأدوية“.

وكيف تستفيدين من التمكين الاقتصادي الذي توفره المبادرة؟

تلقينا تدريبات مجانية لتعلم فن التطريز والكروشيه ما خلق لنا فرص عمل تدر لنا ربحا بالإضافة إلى أن المبادرة تقدم بين الحين والآخر مساعدات عينية وغذائية ومادية“.

وماهي الخدمات التي تقدمها مفوضية اللاجئين لكم؟

تقدم خدمات التسجيل والتوثيق للحصول على الحماية الدولية وبالتالي يصبح وضعنا قانونيا“.

وبالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر تمكنت “مبادرة روح” من مساعدة مئات اللاجئين وتزويدهم بالوجبات الساخنة والمساعدات النقدية والعينية وربط الفئات الأكثر ضعفا، كالأطفال والمرضى وكبار السن، بالسكان المحليين الذين قدموا لهم مساكن مؤقتة.

UNHCR/Hend Ahmed
في أسوان، جنوب مصر، كريستين بشاي المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر.

وعبرت المفوضية على لسان المتحدثة باسمها في مصر كريستين بشاي، عن سعادتها وفخرها بفوز الدكتورة ندى فضل بجائزة نانسن للاجئ:

نفخر بالدكتورة ندى فهي من اللاجئات الملهمات اللاتي استطعن تحريك عدد من اللاجئين من جنسيات مختلفة في مصر من السودانيين والسوريين واليمنيين وغيرهم كي يقوموا بتقديم الخدمات الطبية من كشف وعلاج وعمليات جراحية. كما تم توفير سكن ملائم لبعض اللاجئين. وكانت الدكتورة ندى وفريق المبادرة من أوائل من أغاثوا الكثير من اللاجئين على الحدود، خاصة في محافظة أسوان. ونحن بدورنا كمفوضية للاجئين ندعم مثل هذه المبادرات بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، ونكرر أننا نفخر بأن الدكتورة ندى تتسلم بجنيف جائزة نانسن لهذا العام، نفخر بأنها لاجئة سودانية مسجلة لدينا بالمفوضية، وهنا تجدر الإشارة بأن عدد اللاجئين في مصر يقارب 800 ألف لاجئ، يمثل السودانيون 60% منهم ونقدم لهم خدمات التسجيل والتوثيق والحصر لتقديم الخدمات المختلفة للاجئين“.

الدكتورة ندى فضل تؤمن إيمانا راسخا بأنه بغض النظر عن الظروف والتحديات، فإن اللاجئين يرتفعون فوق كل شيء، ويمكنهم أن يكونوا مؤثرين في المجتمع، إذا أتيحت لهم الفرصة.

أخبار الأمم المتحدة

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا