آخر الأخبار

ردود فعل متباينة بعد خطاب لـ«حميدتي» توعد فيه بحشد «مليون» مقاتل

شارك الخبر

ما تزال تتوالى ردود الأفعال الداخلية والخارجية على خطاب زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” الذي أكد خلاله أن الحرب السودانية تدخل مرحلة جديدة متوعداً بحشد مليون مقاتل، كما وجه اتهامات لأطراف خارجية بالتدخل في الحرب السودانية.
وعلى الرغم من توقيعه عليه، انتقد “حميدتي” في خطابه الذي بثته منصات قوات الدعم السريع مساء الأربعاء، الاتفاق الإطاري، الموقع في 5 ديسمبر/ كانون الأول بين مجموعة من القوى المدنية والعسكرية السودانية.

الاتفاق الذي اعتبره زعيم قوات الدعم السريع السبب الرئيسي لاندلاع الحرب السودانية، نص على السلطة المدنية الكاملة دون مشاركة القوات النظامية، في فترة انتقالية محددة بعامين، كان من المنتظر أن تفضي إلى انتخابات.

إلا أن الاتفاق تعثر لاحقاً بعد خلافات بين الجيش والدعم السريع في ورشة الترتيبات الأمنية للاتفاق الإطاري، تلتها سلسلة من التداعيات وسرعان ما بدأت مظاهر التحشيد العسكري وصولاً لاندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي.

مفاصل المؤامرة

وقال “حميدتي” إنه اعترض على الاتفاق الإطاري، في اجتماع تحضيري في منزل السفير السعودي بحضور ممثلين للقوى المدنية والجيش ودبلوماسيين أجانب، بينهم مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشئون الإفريقية “مولي في”.
وأضاف متسائلاً: “لماذا دفعت واشنطن والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول بالاتفاق الإطاري إن كانت حقاً لا تمانع عودة الإسلاميين، هل كانوا يريدون تدمير السودان؟”.
وعلى عكس تصريحاته الأخيرة، كانت مواقف زعيم قوات الدعم السريع إيجابية حول الاتفاق الإطاري.
واعتبر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، انتقاد “حميدتي” للاتفاق الإطاري شهادة شاهد من أهل (الاتفاق) تثبت بأن الإطاري هو سبب الحرب. وأضاف: “الآن بدأت تظهر مفاصل المؤامرة على السودان، الحل الوحيد هو الاعتراف بالأخطاء من أجل الوصول إلى حل يتقدمه أبناء الوطن”.
وقال وزير المالية السوداني، رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم: “قد لا يدري قائد الميليشيات محمد حمدان دقلو أنه بخطابه الحزين نعى عملياً – من حيث يدري أو لا يدري – مغامرته لحكم السودان، وأعلن هزيمة قواته، وتبرّأ من جرائمهم النكراء التي أفقدته كل شيء، ولكن بعد أن تلبسته من قمة رأسه إلى أخمص قدميه”.

حرب الكل ضد الكل

القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” خالد عمر، قال إن خطاب قائد الدعم السريع هو إعلان رسمي لطبيعة المرحلة القادمة من الحرب، حرب الكل ضد الكل خارجياً وداخلياً”.
وأشار عمر الذي يشغل منصب نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، إلى أن “حميدتي” خاطب الشعب السوداني ليخبره بأن الحرب ستطول وتتمدد وأن الأسوأ قادم، وأنه لا مجال للحلم بعالم سعيد. ولفت إلى تصعيده ضد عدد من القوى الخارجية، معتبراً ذلك منحى خطيراً يعقد الأزمة ولا ينتج لها حلولاً. وأضاف أن “حرب 15 أبريل/ نيسان 2023، ليست حرباً بسيطة، أو صراع جنرالين كما يحلو للبعض أن يكرر ذلك، إنما هي حرب معقدة ومتعددة الأبعاد، هي التجلي الأوضح لفشل مشروع الدولة السودانية وتراكم خطاياها، هي حرب ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية ولا تجري في الفراغ، بل في وسط أتون صراعات إقليمية ودولية متعددة الأبعاد تؤثر عليها وتتأثر بها”.

وتابع: “قبل اندلاع الحرب وبعدها قلنا بشكل واضح وصريح، هنالك خياران لا ثالث لهما للتعاطي مع أزمات السودان المركبة والمعقدة، إما الظن باحتمال نجاح خيار الحل العسكري بأن يفرض طرف هيمنته بالقوة، وهو ظن تبسيطي وخاطئ تكذبه تجارب السودان في حروبه المتعددة وتجارب الإقليم من حولنا الذي مزقته الصراعات ولم تنتج حلاً البتة، خيار الحل العسكري ذو تكلفة باهظة ولا يعود بشيء سوى الدمار”.

وأشار إلى أن الخيار الثاني هو الحل السلمي السياسي، مضيفاً: “هو منهجنا الذي لن نحيد عنه، قاومنا الإنقاذ بالسلمية، أسقطناها بالعمل السياسي الجماهيري، حاولنا تجنب الحرب بالعملية السياسية، وطرحنا موقفاً واضحاً متسقاً منذ اندلاع القتال خلاصته أننا ضد الحرب واستمرارها وجرائمها ونعتقد بشكل صميم أن المخرج منها هو الحل السلمي التفاوضي، لا استمرار نفخ مزيد من نيرانها وتأجيجها”.

رئيس حركة العدل والمساواة المنشقة سليمان صندل -مقرب من “حميدتي”- رأى “أن خطاب قائد الدعم السريع أظهر للشعب السوداني كيف أن نظام المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية التابعة له خططت وأشعلت هذه الحرب، وأنهم وقفوا ضد أي تحول مدني ديمقراطي في البلاد”.

وقال: “إن هذا الخطاب وضع كل القوى السياسية المؤمنة بالحرية والديمقراطية والحكم المدني وحكم الشعب، والحكم الفدرالي أمام مسئولياتها الوطنية، وهم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يقبلوا بحكم المؤتمر الوطني- الحزب الحاكم في عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير- والكتائب الجهادية، أو أن ينتفضوا ويعلنوا مواقف واضحة وشجاعة ووطنية للعمل معاً من أجل التغيير”.
وفي ردها على اتهامات “حميدتي” للقاهرة بالتدخل في الحرب السودانية، قالت وزارة الخارجية المصرية إن هذه المزاعم تأتي في وقت تبذل القاهرة جهوداً حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب الجارية بالسودان.

وقال “حميدتي” إن الطيران المصري قصف قواته في منطقة “جبل موية” التي استعادها الجيش السوداني الأسبوع الماضي.
ونفت القاهرة اتهامات الدعم السريع بشأن اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة في السودان، داعية المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد الدعم السريع.
وأكدت حرصها على أمن واستقرار ووحدة السودان أرضاً وشعباً، مشددة على أنها لن تألو جهداً لتوفير كل سبل الدعم لمواجهة الأضرار الجسيمة الناتجة عن الحرب في السودان.

القدس العربي

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر


إقرأ أيضا