آخر الأخبار

بترتيب من الاتحاد الأفريقي.. هل يجتمع البرهان وحميدتي وجهًا لوجه؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

 

ينتظر أن يبدأ حراك أفريقي جديد بعد أسبوعين لجمع قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، في اجتماع لمناقشة وقف الحرب في السودان.

ووفق مصادر صحفية، من المتوقع أن يتولى الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني رئاسة قمة خماسية تنعقد في 23 أكتوبر الجاري، لبحث ترتيب عقد اللقاء بين البرهان وحميدتي لمناقشة وقف الحرب في السودان.

لقاء وشيك

وتوقعت مصادر سياسية سودانية، لـ”إرم نيوز”، أن ينعقد اللقاء بين البرهان وحميدتي خلال أكتوبر الجاري في مدينة عنتيبي الأوغندية، مشيرة إلى أن المجتمعين الدولي والإقليمي رفعا درجة الاستجابة لوقف الحرب في السودان.

ويرأس موسيفيني لجنة رفيعة شكلها مجلس السلم والأمن الأفريقي في يونيو الماضي، بهدف ترتيب اجتماع مباشر بين قائدي الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وكان المجلس الأفريقي قد خصص اجتماعه رقم (1218) الذي انعقد في يونيو الماضي على مستوى رؤساء الدول، لبحث الوضع في السودان جراء الحرب المندلعة منذ 15 أبريل 2023، حيث أكّد أنه “لا حلَّ عسكريًا للنزاع، وأن المخرج الوحيد هو الحل السلمي التفاوضي”.

وأنشأ مجلس السلم والأمن الأفريقي آلية رئاسية رفيعة المستوى بقيادة موسيفيني، وعضوية رئيس من كل منطقة من مناطق القارة الأفريقية الخمس، بهدف ترتيب اجتماع مباشر بين قيادتي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للتفاوض على وقف عاجل لإطلاق النار.

ورحبت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بجهود مجلس السلم والأمن الأفريقي في الأزمة السودانية، مشيرة إلى أهمية دور الاتحاد الأفريقي في إنهاء النزاع في السودان، وموقفه القوي منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 بتعليق عضوية السودان بسبب غياب سلطة شرعية.

ظروف مختلفة

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبو عبيدة برغوث، أن اللقاء المرتقب هو فكرة قديمة متجددة لم تتحقق بسبب مراوغات البرهان ورفضه الاستجابة للدعوات المقدمة بشأن اللقاء.

وقال لـ”إرم نيوز” إن الدعوة للقاء “البرهان وحميدتي” تأتي في ظروف مختلفة عن سابقاتها، وإن الجماعات الإسلامية التي كانت تعرقل اللقاء سابقًا ليس أمامها إلا دفع البرهان للاستجابة لدعوة اللقاء مع حميدتي.

وأضاف أن “معسكر الحرب، خصوصًا الجماعات الإسلامية، لم يعد لديه القدرة على الاستمرار في الحرب كما في السابق، وإذا حاولوا الاستمرار قد يخسرون مواقع جديدة، وهذا ما بدا واضحًا بعد فشل عملية شد الأطراف التي كانوا يخططون لها لأكثر من 6 أشهر، والتي تهدف إلى السيطرة على الخرطوم ونقل الحرب إلى إقليم دارفور”.

وأشار إلى أن القوة التي أرسلت إلى دارفور تم تشتيتها في الصحراء وتدمير معظمها، كما فشلت تحركاتهم التي حاولت اقتحام الخرطوم من عدة محاور، والآن يحاولون تحقيق انتصارات في النيل الأبيض وسنار، ولكنها أيضًا قابلة للفشل، وفق تقديره.

وأضاف أنه “إذا كان أصحاب معسكر الحرب عقلاء، فعليهم أن يتركوا البرهان يذهب إلى لقاء حميدتي والاتفاق على وقف الحرب”، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح باستمرار الحرب في السودان، وبدأ بالتلويح بتدخل دولي عبر الاتحاد الأفريقي لحماية المدنيين”.

وأضاف أن “الأمريكيين صرحوا أكثر من مرة بضرورة إدخال قوات عسكرية أفريقية لحماية المدنيين في السودان، كما أن الوضع الإقليمي والتكتلات الدولية ليست في صالح معسكر الحرب، ولذلك أتوقع أن يعيد الإسلاميون حساباتهم ويتركوا البرهان يذهب إلى التفاوض ووقف الحرب”.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، قد أعلن في وقت سابق عن الترتيب لإدخال قوات عسكرية أفريقية إلى السودان بهدف حماية المدنيين، بعد تعثر محادثات جنيف بسبب رفض الجيش السوداني المشاركة فيها.

قتال من أجل السلطة

وفي المقابل، يتبنى المحلل السياسي عمار الباقر وجهة نظر مختلفة عن برغوث، مستبعدًا أن يستجيب البرهان للدعوات الأفريقية لوقف الحرب في السودان.

وقال لـ”إرم نيوز” إن “البرهان لن يذهب إلى لقاء حميدتي لأن القرار ليس بيده، وإنما بيد الجماعات الإسلامية التي لن تسمح بوقف الحرب ما لم تحصل على ضمانات ببقائها في المشهد بعد وقف الحرب”.

وأضاف أن “الميليشيات الإسلامية التي تقاتل الآن مع الجيش السوداني تنتشر في مساحات واسعة، وعلى الأرجح أنها الوحيدة التي تقاتل اليوم، لأن الكثير من مقاتلي الجيش اعتزلوا الحرب التي لم يجدوا لها مبررًا، لذلك من المستبعد أن تسمح هذه الميليشيات بوضع سلاحها دون الحصول على السلطة التي تقاتل من أجلها”، وفق تقديره.

وذكر أن الاتحاد الأفريقي ولجانه المختصة “لا يملكون آليات لمتابعة القرارات التي قد تجبر البرهان على الذهاب إلى الاجتماع مع حميدتي”، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأفريقي تقدم بمبادرات عديدة سابقًا انتهت جميعها بالفشل بسبب رفض الجيش السوداني التجاوب معها، ما يعني أن هذا قد يكون مصير اللقاء المرتقب بين البرهان وحميدتي.

ويشهد السودان تصعيدًا عسكريًا من قبل الجيش السوداني، الذي بدأه في الخرطوم على نحو مفاجئ قبل أن ينقل التصعيد إلى دارفور، بإرسال قوات من الحركات المسلحة المتحالفة معه إلى الإقليم الواقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، عدا مدينة الفاشر.

إرم نيوز

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا