مع استمرار الحملة الأخيرة للقوات المسلحة للسيطرة على الخرطوم لليوم الحادي عشر، تتضاعف معاناة مناطق جنوب الحزام التي تقع جنوبي الخرطوم.
وتضم أحياء جنوب الحزام الإنقاذ، السلمة، الأزهري، عد حسين، مايو وسوبا بجانب عدد من الأحياء. وتقع تلك الأحياء، ومعظم أحياء مدينة الخرطوم تحت سيطرة الدعم السريع، مع استمرار القصف الجوي منذ تصاعد المعارك مؤخراً.
وتتواصل الحرب التي اندلعت بين الجيش والدعم السريع للشهر السابع عشر مع اتساع لنطاقها وتزايد حدتها.
ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، فقد وصل خلال الاسبوع الماضي إلى مستشفى بشائر التعليمي بجنوب الخرطوم، الذي تعمل به المنظمة، نحو 40 حالة إصابة بجروح ناجمة عن انفجارات. ويوم الثلاثاء الماضي، وقع قصف على مسافة كيلومترين من مستشفى بشائر.
وأوضحت المنظمة إن العنف بات واقعًا يوميًا في الخرطوم. حيث اشتدت حدة القتال معرّضةً حياة الملايين للخطر.
وقالت أطباء بلا حدود إنها أبلغت بأن مستشفى آخر في المدينة، لم تسمه، قد توقف عن العمل بعد تعرّضه لغارة جوية يوم الخميس. ونتيجة لذلك، تستعد فرق المنظمة لاستقبال المزيد من المصابين في مستشفى بشائر على الرغم من محدودية الإمدادات في ظل أشهر من العوائق المتعمَّدة.
أوضاع كارثية
من جانبه، ووصف محمد عبد الله المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام في مقابلة مع راديو دبنقا الوضع في المنطقة بالكارثي، مشيرا إلى وفاة 72 شخصا خلال الاسبوع الماضي من بينهم ثمانية أشخاص في يوم واحد إثر إصابتهم بحمى الضنك.
وقال إن المنطقة تشهد انتشاراً لأطوار جديدة من الملاريا تستمر لأسبوع مصحوبة بحمى عالية مستمرة، مع تفشي حمى الضنك والتهابات ملتحمة العين مشيراً إلى تزايد الوفيات وسط المصابين بالأمراض المزمنة والأنيميا إثر إصابتهم بحمى الضنك.
وكشفت غرفة طوارئ جنوب الحزام عن 170 حالة وفاة في الفترة من 21 إلى 27 سبتمبر الماضي مشيرة إلى تفشي حمى الضنك الملاريا والتايفويد والحمى الحبشية.
ووفقا للإحصائيات التي قام بها المكتب الطبي بالغرفة فإن عدد الإصابات بحمى الضنك في سبتمبر الماضي بلغ أكثر من 1450 حالة، و1153 إصابة بالملاريا والحمى الحبشية مع الارتفاع الكبير في أسعار الأدوية.
كما أشارت الغرفة إلى تسجيل 4 ألف حالة إصابة بالملاريا في مايو وعد حسين في أسبوع واحد خلال سبتمبر المنصرم بينما تسجل المستشفيات معدل وفيات اسبوعي يبلغ 20 شخصا.
تحت القصف
وقال محمد عبد الله المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام إن 6 أشخاص من أسرة واحدة من بينهم خمسة أطفال قتلوا في حي الإنقاذ مربع 2 ابوجا خلال الأسبوع الماضي جراء القصف الجوي.
وأوضح إن رب أسرة فقد جميع افراد اسرته (زوجته وابناءه من بينهم طفلة تم انتشالها من تحت الأنقاض)، بينما فقد ابن عمه ثلاثة من أبنائه.
ولكنه أكد في الوقت نفسه أن الأسواق مفتوحة رغم القصف وأن المواطنين تكيفوا على الوضع الحالي.
وأشار إلى استمرار موجات النزوح من حي الإنقاذ بسبب قربه من مناطق تمركزات الدعم السريع وتعرضه للقصف الجوي بواسطة طيران الجيش.
أزمة سيولة
ونبه محمد عبد الله كندشة إلى استمرار أزمة السيولة في المنطقة حيث تبلغ عمولة التحويل من تطبيق بنكك إلى نقد 10 في المائة، وأحيانا يتم تأجيل الاستلام إلى ما بعد أيام بينما ترتفع النسبة أحياناً إلى 15 في المائة متهماً التجار بالجشع والاستغلال.
وقال إن بعض التجار يرفضون شراء المواد بتطبيق بنكك.
وأشاد بارتفاع الوعي وسط المواطنين والتجار بالعملات المزيفة، مبيناً إن نسبة تداول العملات المزيفة في السوق انخفضت إلى نسبة محدودة للغاية.
المطابخ الخيرية
وقال المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام إن معظم المواطنين فقدوا وظائفهم ومصادر دخلهم ويعتمدون بشكل كامل على التحويلات من أقاربهم والمطابخ الخيرية (التكايا). وأوضح إن معظم التكايا تعمل بصورة متقطعة بسبب عدم توفر الدعم المستمر، عدا التكايا في منطقتي مايو وعد حسين التي يتم دعمها بواسطة برنامج الغذاء العالمي.
ويوجد بالمنطقة أكثر من 20 من المطابخ الجماعية (التكايا)، معظمها يعمل بشكل متقطع.
ارتفاع كبير في الأسعار
وكشفت غرفة طوارئ جنوب الحزام عن ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية.
وقال محمد عبدالله المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام إن سعر كيلو السكر ارتفع من 3 آلف جنيه في بداية سبتمبر إلى 7 آلاف في نهايته مشيراً إلى انخفاضه منذ أمس السبت إلى 6 الاف بسبب الكساد وعزوف المواطنين عن شرائه.
وأشار إلى شح شديد في الدقيق مع الارتفاع الكبير في أسعاره حيث بلغ سعر جوال الدقيق من نوع الخباز وسين إلى 75 الف جنيه بدلاً عن 45 الف جنيها قبل شهرين، وحذر من أزمة حادة في الخبز في حال عدم وصول كميات جديد حتى يوم غدا الاثنين.
ونبه إلى ارتفاع كيلو اللحم العجالي16 ألفاً، الضان 20 الف، في نهاية سبتمبر قبل انخفاضه بسبب الكساد ووصول كميات كبيرة من الماشية إلى 12 الف العجالي، والضأن 14 الف.
ونبه إلى دخول كميات كبيرة من الماشية إلى الخرطوم مع انخفاض الجبايات على الطريق.
دبنقا