آخر الأخبار

قتلى وجرحى بينهم طفلة في العاصمة الخرطوم… والجوع يفتك بالعالقين وسط المعارك في دارفور

شارك الخبر

أودت عمليات قصف مدفعي نفذتها قوات الدعم السريع، أمس الأربعاء، على محلية كرري غرب العاصمة السودانية الخرطوم بحياة شخصين وإصابة عشرة آخرين.

وقالت وزارة الصحة الولائية إن الهجوم تسبب في مقتل طفلة وشخص مجهول الهوية، وإصابة 10 مواطنين تم إسعافهم إلى مستشفى النو بمدينة أمدرمان والمشافي المجاورة لها.

ويسيطر الجيش السوداني على محلية كرري التي تضم قواعد عسكرية ضمن نطاق واسع من مدينة أمدرمان، إحدى مدن العاصمة الخرطوم الثلاث، التي تضم أيضاً مدينة بحري التي يسيطر على معظمها قوات الدعم، بينما يقتسم الجانبان النفوذ في مدينة الخرطوم.

وعلى الرغم من عمليات القصف التي تشهدها محلية كرري من وقت إلى آخر إلا أنها تعد الملاذ الآمن لآلاف المدنيين الذين نزحوا من مناطق العمليات العسكرية. ويأتي ذلك في وقت تتصاعد المعارك في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وسط تحذيرات من تفاقم أزمة الجوع.

وطالب المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في إقليم دارفور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي ومنظمة إيغاد ودول الجوار السوداني ودول الترويكا إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على الأطراف المتقاتلة في السودان من أجل الوقف الفوري للحرب المندلعة في السودان منذ أبريل/ نيسان من العام الماضي.

وشدد على عدم جدوى استمرار الحرب التي وصفها بـ”العبثية”، داعياً إلى إنهائها عبر الحوارات المجتمعية والتأسيس لحوار سوداني سوداني يناقش جذور الأزمة في البلاد. وطالبت منسقية النازحين واللاجئين بعدم استخدام الغذاء كسلاح للتجويع ضد النازحين والمواطنين في إقليم دارفور وجميع أنحاء السودان، محذرة من أن المجاعة تفتك بالسودانيين. وشدد المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين على إيقاف القصف الجوي والمدفعي، مطالباً الأطراف السودانية بوقف العدائيات ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية من أجل إنقاذ البلاد.

وحذر من أن البلاد على وشك الانزلاق نحو الهاوية، في ظل ما اعتبرها حرباً شاملة. وأضاف: “الوضع في الفاشر يعكس ذلك الانزلاق، حيث وصل إلى حد الكارثة الإنسانية”. ولفت إلى تداعيات الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السودانيون في مخيمات النزوح واللجوء، محذراً من تفاقمها في ظل استمرار النزاع والحصار المفروض والمجاعة المنتشرة في جميع معسكرات النزوح في إقليم دارفور وبقية مناطق السودان.

وأشار إلى المعاناة اليومية التي يعيشها السودانيون والأحداث المروعة التي يواجهونها، مضيفاً: “يروي الضحايا قصصاً مؤلمة عن نقص الطعام، حيث ينقطع الطعام عن أعداد كبيرة لأيام، ليصل الأمر إلى تناول وجبة كل يومين إلى ثلاثة أيام بسبب شدة الندرة وارتفاع الأسعار في الأسواق الذي تسبب في عدم قدرتهم على شراء المواد الغذائية.

وكشف عن اعتماد بعض العالقين في مناطق العمليات العسكرية على الأعشاب وأعلاف المواشي كغذاء في ظل النقص الحاد في الطعام، لافتاً إلى معاناة النازحين في مخيمات النزوح والمجتمعات المضيفة في دارفور وبقية مناطق السودان. وأشار إلى أنها تتفاقم تحت الضغوط المتزايدة من أطراف النزاع. وأوضح أن المخيمات والمدن تتعرض لقصف مدفعي عشوائي متعمد من قوات الدعم السريع مما أسفر عن وقوع أعداد كبيرة من الضحايا وتدمير المعسكرات دون الالتزام بأبسط قواعد الاشتباك وفق القوانين الدولية، متهماً الجيش بقصف المناطق الجغرافية التي يسكنها المدنيون في المخيمات والمدن والقرى في دارفور.

وقال إن المناطق التي يسيطر عليها طرفا النزاع تتعرض إلى عمليات قتل وعنف من نوع خاص والاعتقالات التعسفية بشكل متكرر.

في الأثناء، كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن تعرض مخازنها لعمليات سرقة ونهب لمواد الإغاثة بالإضافة إلى إساءة استخدام علامة المفوضية على مواد تُباع من قبل موردين تجاريين في الأسواق.

وقالت المفوضية إنها تتابع الصور المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والتي تظهر إساءة استخدام “القماش المشمع” الذي يحمل علامة المفوضية في السودان من قبل جهات مسلحة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر استخدام قوات الدعم السريع لأقمشة عليها علامة مفوضية اللاجئين، بينما استنكرت الحكومة السودانية ذلك مطالبة المنظمة الأممية بالتوضيح.

وأشارت المفوضية إلى أنها لم تتمكن من التحقق من هذا المحتوى، لافتة إلى تعرضها إلى عدة حالات من سرقة ونهب مواد الإغاثة في مواقع مختلفة في السودان، فضلاً عن إساءة استخدام علامة المفوضية على المواد التي يبيعها الموردون التجاريون.

وعبرت عن قلقها البالغ إزاء سرقة المساعدات أو توجيهها بشكل خاطئ أو عدم وصولها إلى النساء والرجال والأطفال السودانيين النازحين واللاجئين المستضعفين في السودان الذين يواجهون العنف المستمر والمجاعة وظروف المعيشة الصعبة للغاية.
ونوهت إلى أن إساءة استخدام مواد الإغاثة التي تحمل علامة المفوضية من قبل جهات عسكرية يخلق تصورات سلبية حول حياد المساعدات الإنسانية وتضع عمليات المفوضية والموظفين الإنسانيين في مواجهة الخطر.

وأكدت التزامها ببذل كل ما في وسعها لضمان تمكين الملايين من السودانيين الذين أجبروا على الفرار من ديارهم، في البلدان المجاورة وداخل البلاد، فضلاً عن اللاجئين، من تلقي المساعدة والحماية العاجلة والضرورية للغاية لإنقاذ حياتهم، مشيرة إلى أن حوادث إساءة الاستخدام تقوض قدرتها على القيام بذلك.

وأكدت أنه في حالة وقوع حالات تحويل المساعدات أو الابتزاز أو السرقة في السودان، فإن المفوضية لديها تدابير وإجراءات جاهزة للإبلاغ عن هذه القضايا ومعالجتها مع الأطراف المعنية، بما في ذلك داخل النظام المشترك للأمم المتحدة.
وحثت جميع أطراف الصراع على احترام المبادئ الإنسانية والقانون الإنساني الدولي والامتناع عن الاستيلاء على مواد الإغاثة الإنسانية، أو تحويلها أو تأخيرها أو إساءة استخدامها.

بالتزامن، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، تنظيم اجتماع وزاري رفيع المستوى على هامش الدورة (79) للجمعية العامة للأمم المتحدة، لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة.

وقالت في بيان، أمس الأربعاء، إن الاجتماع يمثل فرصة لتقييم التحديات وتحديد السبل للمضي قدماً بشكل جماعي من أجل اتخاذ إجراءات عالمية متضافرة لمعالجة عواقب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان وتأثيرها على المنطقة، وزيادة الدعم لجهود الاستجابة الجارية.

وتابعت أن السودان يواجه أزمة إنسانية ذات أبعاد مدمرة، حيث تفاقمت أزمة الجوع غير المسبوقة، مع معاناة نحو 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مشيرة إلى أن المنظمات الإنسانية تحاول توسيع نطاق أنشطتها المنقذة للحياة في بيئة عمل بالغة الصعوبة، مع وجود مجموعة واسعة من العوائق التي تحول دون الوصول، بما في ذلك الفيضانات.

القدس العربي

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا