في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يتزايد القلق في العواصم الأوروبية من احتمال انزلاق القارة إلى مواجهة عسكرية مع روسيا ، وسط تحذيرات متكررة من قادة سياسيين وعسكريين، لكن ما هي سيناريوهات بداية الحرب في حال اندلاعها؟
هذا ما حاولت صحيفة لو باريزيان الفرنسية استشرافه بعد أن ذكّرت بتنبيه قائد الجيش الفرنسي فابيان ماندون أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن القوات المسلحة يجب أن تكون جاهزة لاحتمال نشوب حرب في أوروبا، مشيرا إلى تدهور سريع في البيئة الجيوسياسية.
كما دعا رئيس أركان الجيش البريطاني ريتشارد نايتون هذا الأسبوع إلى أن يكون عدد أكبر من المواطنين "مستعدين للقتال".
ويرى خبراء أن الصدام لم يبدأ بعد بصيغته العسكرية التقليدية، لكنه قائم بالفعل بأشكال أخرى، إذ يقول الجنرال الفرنسي المتقاعد دومينيك ترينكاند إن "الحرب الهجينة المتمثلة في الهجمات السيبرانية وحملات التضليل قد بدأت فعلا"، محذرا من أن اختراقا عسكريا لأراضي حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد لا يكون سوى مسألة وقت.
وتشير أغلبية التقديرات إلى أن دول البلطيق تمثل السيناريو الأخطر والأكثر ترجيحا، فإستونيا ولاتفيا -اللتان تتشاركان حدودا مباشرة مع روسيا- تُصنفان خاصرة الناتو الرخوة.
ويذهب بعض الخبراء إلى أن لاتفيا قد تكون الهدف الأول، خاصة مناطقها الشرقية ذات الأغلبية الناطقة بالروسية والبعيدة جغرافيا عن العاصمة ريغا.
ويقول الخبير في المخاطر الدولية ستيفان أودران إن موسكو قد تستغل هذه العزلة "لشن حملة زعزعة استقرار، وتحريك من سماهم "المفيدين الساذجين"، وخلق مناخ صدام يبرر تدخلا عسكريا"، مضيفا أن هذه المناطق "بعيدة عن قواعد الناتو، مما يجعلها المكان المثالي للهجوم الأول".
أما في إستونيا فرغم وجود مدفعية أميركية ودبابات بريطانية فإن مدينة نارفا الحدودية تبقى نقطة توتر دائمة.
ويحذر ترينكاند من أن "نارفا تظل موقعا شديد الحساسية"، خصوصا بعد حوادث استفزازية متكررة، بينها رفع علم مجموعة فاغنر على زورق روسي قرب الحدود.
وإلى جانب البلطيق يبرز ممر سوالكي الممتد على 85 كيلومترا بين بيلاروسيا حليفة موسكو وجيب كالينينغراد الروسي كأخطر ثغرة جيوسياسية في أوروبا، فالسيطرة عليه قد تعزل دول البلطيق عن بقية قوات الناتو.
ويحذر الضابط الفرنسي السابق غيوم أنسيل من أن أي تحرك روسي هناك "سيضع الحلف أمام اختبار حقيقي" رغم اعتقاده بأن القوات الروسية "ستُهزم في حال المواجهة المباشرة".
وإلى جانب هذه السيناريوهات لا تغيب مناطق أخرى عن حسابات الخبراء ولو بدرجات متفاوتة، ففي جزر سفالبارد النرويجية ذات الوضع المنزوع السلاح يرى ستيفان أودران أن أي تحرك روسي هناك "يندرج تماما في إستراتيجية إحراج الناتو وزعزعة تماسكه"، متسائلا "من الذي سيذهب فعلا للقتال في سفالبارد؟".
أما فنلندا فرغم حدودها الطويلة مع روسيا فإن أنسيل يستبعد هجوما مباشرا عليها بسبب "صعوبة التضاريس وقوة الجيش الفنلندي"، مع ترجيح فتح جبهة جانبية لتشتيت قوات الحلف.
وبعيدا جنوبا، تبقى مولدوفا مصدر قلق محدود، إذ يؤكد دومينيك ترينكاند أن "روسيا عاجزة أصلا في أوكرانيا، فكيف بمولدوفا"، مشيرا إلى أن قوات موسكو في جيب ترانسنيستريا "معزولة وضعيفة الإمداد".
وبينما يؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده "لن تهاجم أوروبا إذا عوملت باحترام" قائلا إن الحرب "غير منطقية" يظل القلق الأوروبي قائما، في ظل سيناريوهات مفتوحة تراوح بين الاستفزاز المحدود والتصعيد غير المحسوب.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة