آخر الأخبار

جميلة.. حكاية وجع سوري بين سجون الأسد وقضبان الاحتلال

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في منزل قديم بريف دمشق تجلس الحاجة جميلة محمد ذيبان وكأنها أيقونة وجع يختصر جانبا من مأساة يعيشها سوريون دفعوا أثمانا مضاعفة بين استبداد الداخل وعدوان الخارج.

آثار الوجع تبدو واضحة على هذه السيدة التي فقدت اثنين من أبنائها اغتالتهما يد الاستبداد في نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ثم اعتقل الاحتلال الإسرائيلي ابنها الثالث، بينما مات الرابع مرضا وكمدا.

محمود كان صاحب الفصل الأول من المأساة، فلم يكن قد تجاوز الـ17 من عمره عندما اعتقله نظام الأسد في عام 2014 وغيبه قسريا، ولم تتمكن الأسرة من الوصول إليه أو حتى معرفة مصيره.

وعندما انقشعت غيوم الاستبداد أخيرا بنجاح الثورة في الإطاحة بالأسد قبل عام من الآن، كانت الأم الثكلى بين آلاف سعوا لاستجلاء مصير أبنائهم وذويهم في سجون العهد البائد لكنها لم تكن من سعداء الحظ في هذا المجال.

مصدر الصورة الطفلة تحمل صورة أبيها المعتقل (وكالة الأناضول)

شاهد قبر

تقول الأم بمرارة لمراسل وكالة الأناضول إنها تفحصت وجوه الناجين فردا فردا، ثم تضيف بأسى: "اليوم لم يعد حلمي احتضانه، بل مجرد العثور على شاهد قبر أبكي فوقه".

الفصل الثاني من المأساة كان مع الابن "صُديف"، الذي اختار مواجهة نظام الأسد، فانشق عن جيش التحرير الفلسطيني (كان يتبع للجيش السوري إداريا) وانضم للجيش الحر الذي قاتل ضد نظام بشار الأسد حتى لقي مصرعه بإحدى المعارك في السادس من يونيو/حزيران 2016، بينما كان في الـ23 من عمره.

وبعد سقوط نظام الأسد جاء الدور على الاحتلال الإسرائيلي ليتولى مهمة إلحاق الأذى بأبناء السيدة، حيث قام باعتقال محمد محسن أحمد في الخامس من فبراير/شباط الماضي من قرية أم اللوقس بريف القنيطرة الجنوبي.

مصدر الصورة جميلة مع زوجة ابنها المعتقل وأحفادها (وكالة الأناضول)

في سجن عوفر

السيدة جميلة، التي تحمل الجنسية الأردنية وذات أصول فلسطينية، تقول وعيناها مغرورقتان بالدموع إن محمد لم ينخرط بأي نشاط عسكري بل كان يزاول مهنا حرة كسائر أبناء القرية، وتوضح أنها توجهت إلى مكتب الأمم المتحدة في دمشق حيث أخبروها أنه موجود في سجن عوفر الإسرائيلي دون تقديم تفاصيل أخرى.

إعلان

ترك محمد بنتا وولدين يحمل أحدهما اسم عمه صديف، وتقوم الجدة برعايتهم والإشراف على شؤونهم بانتظار لحظة الإفراج عن والدهم.

وتقول الأم، وهي تحمل حفيدها صديف، إن اعتقال محمد لم يكن الحلقة الأخيرة في ابتلاءاتها، حيث جاء الفصل الجديد مع ابنها منيزل الذي كان يعاني نزيفا بالمعدة وبعد اعتقال شقيقه محمد من قبل إسرائيل ساءت حالته كثيرا وانتهى الأمر بمفارقته للدنيا.

لا تقوى الأم الثكلى التي اتشحت بالسواد على إكمال الحديث، فتكمله آمنة عواد زوجة ابنها المعتقل لتحكي كواليس اعتقال محمد.

وتقول إن جيش الاحتلال اقتحم المنزل 3 مرات بحثا عن سلاح مزعوم، ووجهوا إليهم ألفاظا نابية، واعتدوا على محمد في الاقتحام الثاني ثم اعتقلوه في الاقتحام الثالث أمام أطفاله.

تؤكد الزوجة أنهم لم يعثروا في منزلهم على ذلك السلاح المزعوم، وأصروا على اعتقال الزوج، لتضطر الزوجة للرحيل بأطفالها من القنيطرة واللحاق بالجدة المكلومة التي تعيش في منزل ترك الزمان آثاره عليه كما عليها.

أما الأم "جميلة"، فتحاول إخفاء آلامها ومغالبة دموعها والبقاء صامدة ما بين ذكريات الراحلين وانتظار عودة من اعتقله الاحتلال خلف "أبواب لا تفتح".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا أمريكا سوريا دونالد ترامب

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا