في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الأخيرة معلومات تزعم إرسال فرق من جهاز المخابرات العامة المصرية إلى دولة مالي غربي أفريقيا لإنقاذ 3 مواطنين مختطفين هناك.
وانتشرت عدة مزاعم مصحوبة بصور ومقاطع فيديو قيل إنها توثق تحرّك موكب ضخم في العاصمة باماكو ، وأخرى تظهر إقلاع طائرة تقل عناصر من المخابرات المصرية، قيل إنها في طريقها للمساعدة في تحرير المختطفين.
جاء انتشار هذه الروايات في ظل تدهور أمني واقتصادي متسارع تشهده مالي، دفعت دولا غربية، من بينها الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا، إلى حث رعاياها على مغادرة البلاد، خاصة مع مواصلة "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة استهداف قوافل إمداد الوقود المتجهة إلى العاصمة.
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، دعا الاتحاد الأفريقي في بيان إلى "تحرك دولي عاجل" لمواجهة تصاعد نشاط الجماعات المسلحة، ودان بشدة حادثة اختطاف المصريين الثلاثة، مطالبا بالإفراج الفوري عنهم دون شروط.
Chairperson of the African Union Commission, H.E. Mahmoud Ali Youssouf, Calls for Urgent International Action as Crisis Escalates in Mali.
The Chairperson of the African Union Commission, H.E. Mahmoud Ali Youssouf, expresses deep concern over the rapidly deteriorating security… pic.twitter.com/ldqFnq0Fhw
— African Union (@_AfricanUnion) November 9, 2025
وانتشرت صورة في منصات مختلفة مثل " إكس " و" فيسبوك " خلال الساعات الأخيرة، وادّعى ناشطون أنها مرتبطة بنجاح عملية "تحرير 3 مصريين مختطفين بمالي"، وتظهر ثلاثة أشخاص يرتدون زيا يحمل شعار قوات "جيه آي إس" (GIS) المعروفة بقوات النخبة التابعة لجهاز المخابرات.
لكن بعد التدقيق البصري ومطابقة الصورة المتداولة، التي وُضع خلفها شعار المخابرات العامة المصرية، يتبيّن وجود اختلافات كبيرة مع الشعار الأصلي المنشور على موقع رئاسة الجمهورية، تتضمن "شكل العين وهيئة المنقار والرأس وعدد الأجنحة"، كما أن السلطات المصرية لم تعلن ذلك رسميًا، مما دفعنا للتشكيك في صحة الصورة.
وأظهرت أداة متخصصة في كشف الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي أن الصورة مزيفة بنسبة تبلغ 99%، مما يؤكد أنها معدّلة وليست حقيقية.
ونشر حساب يحمل اسم "الجيش المصري العظيم" يتابعه أكثر من 700 ألف شخص، على فيسبوك مقطع فيديو يظهر إقلاع طائرة مصرية من أحد المطارات، زاعما أنها تظهر "رجال المخابرات أثناء ذهابهم إلى مالي للإفراج عن المختطفين"، كما تداولت حسابات أخر المقطع نفسه.
لكن البحث العكسي كشف أن المقطع المتداول قديم ويعود لشهر يوليو/تموز 2021، أي خلال أزمة تفشي وباء كورونا.
وتوصل فريق "الجزيرة تحقق" إلى النسخة الأصلية من الفيديو المنشور على قناة وزارة الدفاع المصرية على "يوتيوب" آنذاك، وتبيّن أنه يوثق إقلاع طائرات مصرية لإرسال مساعدات طبية إلى تونس بعدما سجلت أعلى معدل وفيات في الدول العربية والأفريقية.
ونشرت حسابات على منصة إكس مقطعا لرتل سيارات مصفحة، وادّعت أنه موكب للمخابرات المصرية في مالي ضمن عملية تحرير المختطفين.
المخابرات العامة في جمهورية مالي
لمتابعة تحرير ثلاثة مصريين تم اختطافهم في مالي من جماعة تسمي نفسها نصرة الاسلام والمسلمين تابعة لتنظيم القاعدة #المخابرات_العامة_المصرية #مصر #مالي #اختطاف_مصريين_في_مالي #تنظيم_القاعدة pic.twitter.com/dtdUlEqhE8— الصقور المصرية _ Egyptian falcons (@EgyptianGe0000) November 10, 2025
غير أن البحث أظهر أن الفيديو قديم ويعود لشهر أبريل/نيسان 2024، إذ نشره حساب يحمل اسم "أبو عدي" آنذاك، وقال إنه يوثق موكب الملك الأردني عبد الله الثاني ، مما يؤكد أنه مضلل ولا علاقة له بالأوضاع في مالي.
@naseemm123456780#موكب الملك_عبدالله_الثاني #المخابرات_الاردنية #المملكه_الاردنيه_الهاشميه #العمده☝️ #الفخامه👑 #الهيبه👑 #⚜️lareal👑🦁👑familia⚜️
انتشرت أيضا صورة يظهر فيها رجال مسلحون يقودون أشخاصا على أنها توثّق لحظة اختطاف المصريين الثلاثة، مع مزاعم عن طلب فدية قدرها 5 ملايين دولار.
لكنّ البحث أظهر أن الصورة تعود لعام 2015 خلال عملية تحرير رهائن أجانب احتجزوا داخل فندق راديسون بلو بالعاصمة باماكو، ونشرتها وسائل إعلام دولية آنذاك.
Pictures show hostages fleeing to safety from #Mali hotel; 138 people still inside https://t.co/uwLmeVlryb pic.twitter.com/2CBC4HJlG7
— BBC Breaking News (@BBCBreaking) November 20, 2015
وقالت الخارجية المصرية قبل أيام إن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالا بنظيره المالي عبد الله ديوب، شدد خلاله على ضرورة "توفير أقصى درجات الحماية والتأمين" للمواطنين المصريين المقيمين في مالي.
وأكد البيان أن مصر طالبت السلطات المالية ببذل أقصى الجهود للعمل على إطلاق سراح المختطفين الثلاثة.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، اختُطف إماراتيان وإيراني قرب باماكو من قبل "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، قبل أن يُفرج عنهم مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وتشهد البلاد منذ أكثر من شهر حصارا يفرضه مسلحون تابعون لـ"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" على طرق الإمداد القادمة من السنغال وكوت ديفوار، حيث استُهدفت شاحنات نقل الوقود، وأدى ذلك إلى أزمة إمدادات خانقة.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة