في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تحوّل أكثر الطرق الجبلية خطورة في محافظة أبين جنوبي اليمن صباح اليوم الأربعاء، لمسرح مشهد مأساوي، بعد اصطدام مروري مفجع لباص نقل جماعي بمركبة صغيرة؛ أدى إلى احتراقهما بالكامل ومقتل وإصابة العشرات.
ووفق الإحصاءات الأولية، أسفر الحادث عن 14 حالة وفاة وعدد من الجرحى، في حين قدرت وسائل إعلام محلية عدد المصابين بنحو 30 مصابا، مؤكدة أن 5 ركاب فقط تمكنوا من القفز عبر النوافذ قبل أن تلتهم النيران الباص.
وكان الباص يحمل 42 مسافرا قادمين من المملكة العربية السعودية، وتصادم مع سيارة صغيرة، وبحسب وسائل إعلام محلية فإن اشتعال النيران تسبب بإغلاق الباب الرئيسي للباص، مما منع الركاب من الهروب.
ويُعد طريق العرقوب -الذي وقع به الحادث- من أخطر الطرق الجبلية في البلاد، إذ شهد على مدار السنوات الماضية سلسلة من الحوادث المروعة، ووصفت وسائل إعلام يمنية الحادث الأخير بأنه الأشد مأساوية منذ بداية العام.
ومن جهتها، أوضحت الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري أن الحافلة كانت مرخصة وتستوفي معايير السلامة.
وأرجعت سبب مثل هذه الحوادث المفجعة إلى "القضاء والقدر"، وأنها تتابع التحقيقات لتحديد أسباب الحادث بدقة تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
#أبين – فاجعة مؤلمة في نقيل العرقوب صباح اليوم الأربعاء:
باص نقل يتبع شركة صقر الحجاز كان في طريقه من السعودية إلى عدن، تعرض لحادث مروع أدى إلى وفاة 35 راكباً واحتراق المركبة بالكامل.#حادث_العرقوب #صقر_الحجاز pic.twitter.com/PkYv6sM9mx— احداث العالم World events (@ahdath_alaalm) November 5, 2025
أما عن ردود فعل المغردين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد سادت حالة من الغضب بسبب ضعف جاهزية فرق الإنقاذ وتكرار حوادث السير في اليمن، إذ حمّل بعضهم السائقين مسؤولية السرعة الجنونية، فيما دعا آخرون لتفعيل الدفاع المدني وتوفير فرق طوارئ على الطرقات الحيوية، معتبرين أن الإهمال الرسمي يزيد من مأساة الحوادث القاتلة.
ورصدت حلقة (2025/11/5) من برنامج "شبكات" جانبا من تفاعل اليمنيين مع تبعات الحادث المروري، إذ انتقد الناشط عارف بطء الاستجابة للحادث، مشيرا إلى أن تأخر سيارات الإطفاء أسهم في تفاقم الكارثة، وكتب:
من 4 ساعات وهو شاعل نار، لو كان سيارة إطفاء في مركز شرطة لكان أنقذتهم.
أما المغرد صلاح فدعا إلى تفعيل الدفاع المدني وتوفير فرق طوارئ واستجابة سريعة في الطريق، وغرد:
يجب تفعيل الدفاع المدني في كامل طريق العبر والوديعة والتدخل السريع والطوارئ.
وحمّل الناشط جهاد سائقي الحافلات المسؤولية بسبب السرعة الجنونية المتكررة، وطالب بالمحاسبة والردع، وكتب:
كل الناس عارفين أن سواقين الباصات يسرعوا سرعة جنونية، وهذا ليس أول حادث انقلاب لهم أين العقول للمحاسبة والردع لمن يخاطر بأرواح الناس.
وانتقد الناشط محمد غياب فرق الإنقاذ والإسعاف، ودعا لتخصيص موارد الطرق لتجهيز خدمات الطوارئ والطيران الإسعافي، فغرد:
بلاد ما فيها دفاع مدني ولا فرق إنقاذ لحالات الطوارئ.. لو خصصوا جبايات الطرق وحدها بيشتروا طائرة إسعاف جوي.
وتعكس هذه المأساة جانبا من أزمة المرور المتفاقمة في اليمن، إذ تشير بيانات رسمية إلى أن حوادث السير تسببت خلال الشهر الماضي فقط في مقتل 64 شخصا وإصابة أكثر من 290 آخرين في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا.
وتُرجع السلطات أسباب هذه الحوادث إلى السرعة الزائدة والتجاوزات الخطرة والإهمال أثناء القيادة، إضافة إلى السير في الاتجاه المعاكس، وهي العوامل نفسها التي تتكرر في معظم الكوارث المرورية التي تشهدها البلاد.
المصدر:
الجزيرة