بينما ينتظر آلاف الفلسطينيين إعادة فتح معبر رفح البري بفارغ الصبر، رصدت صور أقمار اصطناعية حديثة نشاطات داخل نطاق المعبر ومحيطه، تُظهر استعدادات لإعادة تشغيله ضمن ترتيبات ميدانية توحي بسيطرة عسكرية إسرائيلية شبه كاملة.
ويأتي ذلك بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وإسرائيل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري برعاية أميركية مصرية قطرية تركية.
وينص الاتفاق على إعادة فتح معبر رفح أمام حركة الأفراد، لا سيما المرضى والمسافرين.
حللت وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة صور أقمار اصطناعية عالية الدقة، ملتقطة بين 14 و24 أكتوبر/تشرين الأول، لرصد التغييرات داخل نطاق معبر رفح من الجهة الفلسطينية في ضوء الحديث عن إعادة فتحه وسط مماطلة إسرائيلية.
وبمقارنة صورة التقطت بتاريخ 20 أكتوبر/تشرين الأول بأخرى تعود إلى 14 من الشهر ذاته، تظهر إنشاءات حديثة ضمن مساحة المعبر، إلى جانب ما يُرجح أنه حواجز وبوابات لتنظيم حركة دخول المركبات وخروجها.
ورغم أن صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة في 24 أكتوبر/تشرين الأول، تظهر استمرار وجود الجدار الإسمنتي الذي أُنشئ على الجانب المصري من المعبر مع بدء الحرب على قطاع غزة ، فإن الصور نفسها تكشف إضافة وحدات داخل الإنشاءات المستحدثة في المعبر من الجانب الفلسطيني، مما يشير إلى أعمال تأهيل تمهيدا لإعادة فتح المعبر وفق ما نص عليه الاتفاق.
وأثار الطريق المؤدي إلى المعبر تساؤلات حول مدى أمانه لحركة سفر المواطنين، خاصة أنه يقع ضمن نطاق انتشار القوات الإسرائيلية.
انطلاقا من ذلك، أجريت وكالة سند تحديدا للمواقع العسكرية الإسرائيلية الواقعة داخل المنطقة المحددة بالخط الأصفر، وفق ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تم توثيق 43 موقعا تنتشر فيها قوات الجيش الإسرائيلي وآلياته حتى 14 أكتوبر/تشرين الأول.
ويُرجح أن يكون شارع صلاح الدين هو المسار الأساسي لوصول الفلسطينيين إلى معبر رفح من داخل قطاع غزة، باعتباره الطريق الرئيس الذي يمتد من شمال القطاع إلى جنوبه.
ومن خلال تحليل مواقع انتشار القوات الإسرائيلية، تبين أن نحو نصف مسار طريق صلاح الدين في محافظة خان يونس، وكل مساره في مدينة رفح ، يقع ضمن مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي.
كما تشرف 10 نقاط تمركز للجيش على طريق صلاح الدين، أبعدها مسافة لا تتجاوز كيلومترا واحدا وأقربها تشرف على الشارع، مما يمنح القوات الإسرائيلية رقابة ميدانية شبه كاملة على حركة المسافرين المحتملة عبره.
يجري الجيش الإسرائيلي تعزيزات عسكرية قرب معبر رفح، في خطوة تبدو جزءا من ترتيبات أمنية تمكنه من السيطرة على المنطقة المحيطة بالمعبر.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة في 12 أكتوبر/ تشرين الأول، أن قوات الاحتلال أقامت حاجزا من السواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية قرب نقطة عسكرية قائمة على محور " موراغ "، تبعد نحو 4.5 كيلومترات عن المعبر.
كما كشفت صور الأقمار الاصطناعية وتحليل مواقع انتشار الجيش عن وجود 3 نقاط عسكرية إسرائيلية تُحيط بالمعبر من 3 جهات. وتُظهر الصور أن النقطة في الجهة الشمالية تقع مباشرة على الطريق الوحيد المؤدي إلى المعبر، بينما ترتبط النقطتان الشرقية والغربية به عبر طرق فرعية أنشأها الجيش الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية، وتمكنه من الوصول إلى المعبر بسهولة.
تثير هذه التمركزات العسكرية مخاوف جدية من احتمال فرض إسرائيل سيطرة ميدانية كاملة على المعبر، إذ تمنحها القدرة على توقيف واعتقال فلسطينيين عبر الحاجز الواقع خارج المعبر، سواء أثناء دخولهم باتجاه المعبر أو خروجهم منه، وتنفيذ أي عملية اقتحام أو إغلاق مفاجئ متى أرادت، من دون الحاجة إلى تحريك قوات إضافية من خارج المنطقة.
كما أن تموضع النقاط العسكرية على الطرق المؤدية إلى المعبر يتيح لها فرض رقابة مستمرة على حركة العبور.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة